الغراب والثعلب و نجاح الاستشارة الإلكترونية محور ردود أفعال السياسيين ورواد الفيسبوك
أثار خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد مساء أمس الأحد بعد منتصف الليل أيّ بتاريخ 21 مارس 2022، بمناسبة عيد الإستقلال في الذكرى 66، ردود أفعال كثيرة من الطبقة السياسية ومن رواد موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك.
خطاب الرئيس سعيد كان بمثابة نقدٍ لفترة حُكم الحبيب بورقيبة والتي جاء فيها برواية ''الغراب والثعلب'' التي كانت محور سخرية رواد الفيسبوك، بالإضافة إلى نقده لفترة حُكم الرئيس الراحل بن علي ثمّ مرّ لتمجيد فترة ما بعد 25 جويلية بعد أن أكّد أنّه بذل قصارى جهده لإيجاد حلّ للأزمة السياسية والمعركة الحاصلة في مجلس نواب الشعب قبل تجميده.
هذا الخطاب الذي لم يقم فيه قيس سعيد بإعطاء قيمة لتونس ولشعبها ولم يتمّ فيه العودة على نضالات الشهداء الأبرار ولا حتى على التضحيات الجسيمة في سبيل تحقيق استقلال تونس وتحريرها ، مثّل محور نقد لاذعٍ من قبل السياسيّين.
أسامة الخليفي عن قلب تونس وصف خطاب قيس سعيد بمناسبة عيد الإستقلال بالنهاية، في حين أنّ النائب المستقيل من حركة النهضة سمير ديلو نشر تدوينة ساخرة فيها مفارقة لكلّ موازين القوى الدولية واعتبر من خلالها أنّ أوكرانيا توفوّقت على روسيا ووكالة الترقيم السيادي الفيتش قد خفّضت الترقيم السيادي للولايات المتحدة الأمريكية والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد تحصل على جائزة مانديلا لحقوق الإنسان وأمام كلّ تلك المفارقات قد نجحت الإستشارة الإلكترونية.
كما أنّ وليد جلاد النائب عن تحيا تونس قد نشر على حسابه الخاصّ بالفيسبوك تدوينة ، انتقد فيها الساعة المتأخرة التي قرّر فيها قيس سعيد التوجه بكلمة إلى الشعب التونسي، خاصّة أنّها كانت بتاريخ 21 مارس وليس بتاريخ يوم عيد الإستقلال.
وعلّق على خطاب قيس سعيد قائلا '' كان بعد الإستقلال كنا دولة الحزب الواحد توا وبعد 25 جويلية أصبحنا دولة" الرجل" الواحد''.
العضو السابق بالبرلمان صابرين قوبنطيني، في تدوينة على حسابها الخاصّ بالفيسبوك ، سخرت من إعلان قيس سعيد أنّ الإستشارة الإلكترونية كانت ناجحة مشيرة أنّ عدد المشاركين في هذه الأخيرة لم يتجاوز 535 ألف مواطن. واستنكرت الكم الهائل من الإرساليات القصيرة التي وصلت للمواطنين عبر هواتفهم للمشاركة في الإستشارة المتكرّر للمواطنين والدعاية التي قام بها أنصاره إلى حدّ الوقوع في الحضيض وفي المهازل ا''حتى سبايدرمان والابواق والدنيا ورغم ذلك ما حبيناش ننخرطون''.
أما القيادي في حركة النهضة خليل البرعومي نشر على حسابه الخاصّ بالفيسبوك تدوينة اعتبر فيها أنّ توقيت خطاب قيس سعيد بعد منتصف الليل يعبر عن حالة تونس وعن وضعها المضني وأكّد أنّ الشعب لن ينسى انقلاب قيس سعيد وظلمه.
نبيل حجي القيادي في التيار الديمقراطي أكّد أنّ توقيت خطاب رئيس الجمهورية في ساعة متأخرة عادة ما يكون متزامن مع حالة طوارئ أو إعلان حرب أو إعلان التصدي لغزو ودوّن قائلا ''صحيح، لازمنا حرب على العبث ''.
حركة النهضة الرافضة لسياسة قيس سعيد والمقاطعة لتلك الإستشارة ، نشرت تدوينة أكّدت من خلالها أنه قد تمّ تجميد الإستشارة من قبل الشعب.
في حين أنّ رواد الفيسبوك، تنوّعت تدويناتهم المندّدة بهذا الخطاب '' الدغمائي '' الذي غلُب عليه الطابع الإنكاري لكلّ المجهودات السابقة للشهداء الأبرار والمواطنين التونسيين في سبيل تحرير تونس وضمان إستقلالها من قبل قيس سعيد وثمّن فقط مجهوداته الخاصّة بعد 25 جويلية معتبرا أنّ الإستشارة الوطنية تُعدّ خطوة في سبيل تركيز نظام سياسيّ جديد وخطوة أيضا لبناء الديمقراطية الشعبية.
كثيرون اعتبروا أنّ هذا الخطاب لا علاقة له بذكرى استقلال تونس 66، أوّلا، نظرا لأنّه جاء بعد تاريخ عيد الإستقلال 20 مارس، وذلك بعد منتصف ليلة هذا التاريخ أيّ يوم 21 مارس الجاري، ثانيا تعمّد قيس سعيد إطلاق أشعارٍ ورواية قصص على غرار '' الغراب والثعلب '' ثمّ انهاؤه لخاطبه بمزج آيات قرآنية من سورٍ مختلفة، وذلك في سبيل تقزيم خصومه وكلّ الأنظمة السياسية السابقة وتعظيم إنجازاته منذ 25 جويلية وصولا إلى اليوم.
66 سنة مرّت على استقلال تونس ، لم تؤسّس للتاريخ ولم تحمل أيّة تحوّلات ديمقراطية ولا أيّة انجازات بالنسبة للرئيس قيس سعيد الذي ألقى خطاب دغمائي في هذه الذكرى والذي أكّد من خلاله أنّ كلّ ما يُنجزه هو يدخل ويؤسّس للتاريخ.
يسرى رياحي
تعليقك
Commentaires