رمضان والبرامج التلفزية بين المنافسة والتنوع
بمجرد أن يلوح طيف شهر رمضان حتى تشرع القنوات التلفزية في تراشق برامجها التنافسية، أيها ستنال لقب الفوز عن جدارة واستحقاق، لنجد التونسي معتكفا أمامها، راميا خلفه أولوياته.
اليوم 06 ماي 2019 هو أوّل أيام شهر رمضان، بات معلوما أن الناس يستمتعون في هذا الشهر بمشاهدة التلفزيون فنرى كل المحطات التلفزية قد حشدت كل امكانياتها لاقتناص أهم المسلسلات والبرامج وعرضها على شاشاتها.
القناة الوطنية الأولى تعود للإنتاج بعد أن غابت السنة الماضية، بمسلسل "المايسترو" الذي يتحدث عن مشاكل الأطفال الجانحين في الإصلاحية وستشارك في البطولة الممثلة التونسية درة زروق مع ثلّة من أبرز الممثلين في الدراما التونسية على غرار وجيهة الجندوبي وفتحي الهداوي.
كذلك ستشارك القناة الوطنية الأولى في "مسابقة" البرامج التلفزية في شهر رمضان بسيتكوم "زنقة الباشا" للمخرج نجيب مناصرية بطولة كمال التواتي وفيصل بالزين وهي سلسلة تجمع بين الكوميديا والدراما والذي يطرح إشكالات العائلة التونسية في حياتها اليومية، بالإضافة إلى سلسلة "مسرح العائلة" والمتكونة من 15 مسرحية من تأليف عدد من الكتاب التونسيين.
يعتبر شهر رمضان مساحة زمنية مثالية للقنوات التلفزية لعرض ما تنتجه من أعمال درامية وكوميدية، وهو ما يجعل هذا الشهر يتحوّل فترة "معركة فنية" بين هذه القنوات في محاولة لتحصيل أعلى نسبة مشاهدة ممكنة وأكبر قدر ممكن من الإشهار.
بدورها اختارت قناة الحوار التونسي أن تعود مرّة أخرى لتراهن على المسلسل الذي استأنس به المشاهد لمدة 3 مواسم "أولاد مفيدة" بعد أن فسح المجال رمضان 2018 لفائدة مسلسل "تاج الحاضرة"، ليعود سامي الفهري لتعزيز فريق "أولاد مفيدة" بعدد من الوجوه الشابة والممثلين الصاعدين، عودة هذا المسلسل ربما لما عرفه من نجاح جماهيري كبير في مواسمه السابقة.
وكوميديا فستعرض الحوار التونسي سيتكوم جديد بعنوان "قسمة وخيان" بطولة كريم الغربي وبسام الحمراوي وزياد المكّي والذي سيخلف سلسلة "دنيا أخرى" التي بثتها القناة على امتداد 3 مواسم سابقة.
هذا التركيز للقنوات التلفزية على هذا الشهر انتاجا وعرضا، يجعل من التونسيين ينتظرون بشغف ما يعرض على شاشات القنوات الوطنية العمومية منها والخاصة، خاصة وأن الإنتاج الدرامي التونسي منحصر على شهر رمضان فقط.
قناة نسمة بعد غيابها عن انتاج الأعمال الدرامية لمدة 6 سنوات تعود هذا الموسم الرمضاني بمسلسل "النوبة" للمخرج عبد الحميد بوشناق يشارك في بطولته حسين المحنوش جميلة الشيحي والشادلي العرفاوي مع حضور لبعض الفنانين سيما لطفي بوشناق والهادي حبوبة.
وبعد أن راهنت قناة نسمة في 6 مواسم سابقة على سلسلة "نسيبتي العزيزة" نجد هذه السنة سلسلة "دار نانا" التي ستحل مكانها وهي قصة "نانا جويدة" راقصة البالي المعتزلة وصاحبة العلاقات السابقة مع السياسيين والتي لها معلومات هامة من شأنها توريط بعض الشخصيات النافذة، سيشارك في دور البطولة عديد الوجوه مثل الممثلة منى نور الدين محمد علي بن جمعة صلاح مصدق ويونس الفالحي.
شهر اللمّة العائلية تدخل فيه القنوات التونسية بتنافس يرتفع نسقه تدريجيا، فكل محطّة تلفزية تحاول عرض أفضل ما عندها خاصة في فترة "ذروة المشاهدة" وهي تحديدا الساعات التي تلي زمن الإفطار مباشرة.
ومن ناحيتها ستراهن قناة التاسعة مرة أخرى على مسلسل "شورّب" في موسمه الثاني بتولي مديح بلعيد الإخراج مكان ربيع التكالي وبانسحاب بعض ممثلين الجزء الأول مثل فريال يوسف ومعز القديري وترك المجال لمثلين آخرين مثل سميرة مقرون وعاطف بن حسين.
وسيؤثث مشهد الإنتاج الدرامي على قناة التاسعة كذلك، مسلسل جديد بعنوان "القضية 460" للمخرج الشاب مجدي السميري مستوحى من قصة بوليسية في فترة الأربعينات خلال الحرب العالمية الثانية وقد تم تصويره بين تونس وروسيا.
يشارك في دور البطولة كل من نجيب بلقاضي عائشة بن أحمد ومحمد قريع.
وسنشاهد سيتكوم "الهربة"، قصّة سيجسدها جعفر القاسمي، سفيان الداهش، الصادق حلواس، نعيمة الجاني... في 15 حلقة بطريقة فكاهية.
أمّا قناة قرطاج+ فقد قامت بإنتاج مسلسل جديد بعنوان "مشاعر" وهو مسلسل تونسي بـ 100 حلقة يشارك فيه بعض الممثلين الجزائريين بطولة هشام رستم أحمد الأندلسي، مريم بن شعبان وغيرهم من الأسماء.
عقود من سيطرة الاعلام العمومي على التلفاز التونسي، جعلت الجلوس لساعات أمام الشاشة ضمن عادات التونسي كل رمضان. لكن في السنوات الأخيرة اتجه اهتمام التونسيين الى القنوات الخاصة التي تعرض منتوجا دراميا مختلفا عما عودتهم به التلفزة الوطنية. ولا يختلف اثنان أن شح الانتاج خلال بقية السنة جعل الفنانين والتقنيين والكتاب والمخرجين وغيرهم في انتظار هذا الشهر الذي ترتفع فيه وتيرة الانتاج التلفزي. لكن مواضيع الاعمال لسنوات لم تخرج من متلازمة "الحي الشعبي ضد قصور الأغنياء" في الدراما وتقليد لهجات الشمال الغربي أو مشاهد التعنيف والحوار المتدني في الكوميديا، أزمة نص وضمور في الخيال جعلت المنتوج المقدم نمطيا ومكررا من سنة الى أخرى لتصبح المسألة مجرد حرب "اشهار" بين القنوات. الومضات الاشهارية لبعض الأعمال الدرامية هذه السنة تبشر بقفزة نوعية على مستوى الصورة والنص، لحضور مخرجين شبان وحضور أهل السرد. في انتظار اكتشاف هذه الأعمال التي سترصدها بيزنس نيوز في الأيام القادمة.
رمضان أو كما يحلو للبعض أن يسميه شهر الفرجة والاستمتاع شهر التمدد والاستلقاء أمام شاشة التلفاز حيث تكثر المسلسلات والبرامج، وينتقل المشاهد التونسي برشاقة من قناة إلى أخرى يكاد أن يسبق أزرار جهاز التحكم في تغيير المحطات لأنه يجد التلفزة هي المتنفس الوحيد التي تعايش أفراد البيت وتشاركهم كل اللحظات ليكونوا سجناء سحرها ومستهلكين شريهين لوجباتها كيف ما كانت جودتها المهم انها تشبع رغبتهم وتشفي غليلهم في التسلية والترفيه وهدر الوقت.
مروى يوسف
تعليقك
Commentaires