alexametrics
الأولى

الازمة الحقيقية في تونس هي الازمة الاخلاقية

مدّة القراءة : 2 دقيقة
الازمة الحقيقية في تونس هي الازمة الاخلاقية

 

تسعى تونس الى الخروج من الازمة الاقتصادية التي تعيشها منذ سنوات و التي زادت حدتها مع انتشار فيروس كورونا و تحاول بشتى الطرق البحث عن استثمارات و تمويلات جديدة في نفس الوقت تعيش تونس ازمة اعمق و اخطر من الازمة الاقتصادية و هي أزمة أخلاقية و التي انتقلت من أبواب المنازل المغلقة الى المؤسسات السيادية و بالتحديد الى مجلس نواب الشعب.

و كثيرا ما نشاهد حوارات و نقاشات حول الازمة السياسية و الاقتصادية لكن ما تشكو منه تونس اخطر من هذا فان كان الحل للازمة السياسية في التوافق  و ان كان الحل للازمة الاقتصادية في التمويل ، لا يوجد حل مادي لسوء الاخلاق فهي طبع يتربى عليه الانسان يتغذى على التبريرات و يستغل الصمت  وهو في الأخير تواطؤ

و هو ما يقع الان في المجتمع التونسي ، فالأزمة الحقيقة هي ازمة اخلاق خاصة و ذلك بالنظر الى  ما يقع من احداث عنف وصل الى أروقة المؤسسات السيادية  و تحت قبة البرلمان ، فيوم امس الأربعاء يوم مخجل لتونس و للشعب التونسي ، فبعد سنوات من النضال في سبيل تحرير المرأة و تمكينها من حقوق المرأة تهان مرأة تونسية و "تضرب" داخل مجلس النواب بسبب افكارها و مواقفها السياسية .

فيوم امس الأربعاء تعرضت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي الى الاعتداء بالعنف من قبل النائب صحبي سماري خصمها السياسي خلال الجلسة العامة  و  لم تمضي ساعات حتى اقدم النائب عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف على الاعتداء على النائبة مرة ثانية وسط تواطؤ رئاسة المجلس و التي اكتفت بإجراء نقطة إعلامية للتنديد دون اتخاذ الإجراءات الازمة .

أحداث مخجلة وصادمة ، فالنائب الذي تجرأ على ضرب امرأة يفتقر فعلا للأخلاق و لأبسط شروط الإنسانية و هي الاحترام ، فليس من الضروري ان تكون نائبا او سياسيا او طبيبا او محاميا يكفي ان تكون انسانا ، فالإنسانية شيدت العالم على أسس الحقوق و الحريات و  بدون اخلاق يتحول العالم الى غابة .

و الصادم في كل ما يقع من احداث العنف هي التبريرات التي يتجرأ بعض التونسيين  على تقديمها فبالنسبة للبعض النائب الذي اعتدى على زميلته داخل المجلس له أسبابه " هي من قامت باستفزازه " ،  و للزوج الذي اغتال زوجته بعد خلاف له مبرراته  "ان عمله صعب و عليها مراعات ظروفه "  و هو ما تداول في الشارع التونسي  في قضية رفقة الشارني التي قتلت على يد زوجها الذي يعمل في سلك الأمني فالبعض برر الجريمة بطبيعة عمل الزوج و اتهم الزوجة المتوفاة  بالاستفزاز ، و منذ أيام قام زوج بفقع عين زوجته و شوه وجهها بكل وحشية و كالعادة يجد البعض أسباب لكل جريمة تقع و عادة من يكون الحق على الزوجة التي يجب ان تخضع و تراعي و كما يقال بالدارجة التونسية " لازمها تعديلو" أي يجب ان تتغاضى و تصمت .

غياب الاخلاق و هذه التبريرات هي التي ولدت العنف و كرسته في مجتمعنا و هي اخطر من الازمة الاقتصادية التي تعيشها تونس اليوم و هي في تنامي و انتشار و تحولت الى حدث يومي ، و في الوقت الذي كان من الاجدر الحديث على الازمة الصحية التي تحصد أرواح التونسيين يوميا اصبح حديث الشارع التونسي البلطجة التي تقع في مجلس نواب الشعب من قبل بعض النواب " الساهرين على مخافة القانون " .

رباب علوي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter