أعلن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي، اليوم الثلاثاء 14 ديسمبر 2021، أنّ الحكومة طلبت من الاتحاد الموافقة على برنامج اقتصادي يشمل التخفيض بنسبة 10 بالمائة في كتلة الأجور بالوظيفة العمومية.

وخلال المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، أفاد الطبوبي أنّ هذا البرنامج الاقتصادي، الذي قدمته الحكومة خلال اجتماع مع اتحاد الشغل السبت الماضي، يقضي كذلك بتجميد الأجور لخمس سنوات قادمة ورفع الدعم عن المواد الأساسية والتفويت في عدد من مؤسسات القطاع العام.

'' جلسة يوم السبت المنقضي ، اقترحت فيه الحكومة يا إما تخفيض نسبة 10 بالمائة من كتلة الأجور يا إما خمسة سنوات دون الزيادة في الأجور ''. 

ودعا نورالدين الطبوبي إلى مصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والكشف عن الإشكاليات التي تعيشها البلاد أمام الرأي العام، عوضا عن طرحها فقط في "المكاتب المغلقة".

وعودة منه على خطاب الرئيس قيس سعيد حول اصطفاف الصفوف، صرّح الطبوبي قائلا '' الإتحاد العام التونسي للشغل لا يصطف إلاّ للدولة المدنية الديمقراطية الإجتماعية''. 

وأضاف الطبوبي أنّ ما يميّز اتحاد الشغل عن الآخرين هو احترام المقامات واحترام دولة القانون والمؤسسات ورموز الدولة مشيرا أنّ الاتحاد يتعامل مع كلّ الاطراف بالقراءة النقدية الإيجابية وتابع قائلا '' ولكن لا نتهكّم على الناس وهذه أخلاقنا النقابية التي تربينا عليها''. 

 وعودة منه على تاريخ اندلاع الثورة والمسألة التي أثارها الرئيس سعيد حول تاريخ 17 ديسمبر و 14 جانفي ، صرّح الأمين العام قائلا '' صحيح أنّ الثورة اندلعت يوم 17 ديسمبر من إحدى جهات الشهامة والرجولة ولكن دون الإتحادات المحلية وعمق تواجد الإتحاد في أعماق البلاد والأرياف وكانت ساحات حضور الإتحاد النضالية هي ملجأ لكل أبناء الشعب وكان إضراب يوم 12 جانفي في صفاقس ثمّ إضراب 14 جانفي في تونس الكبرى هو الذي حسم المعركة الحقيقية ''. 

وأكّد قائلا '' نعم لدينا ثورة يوم 17 ديسمبر ولدينا كذلك جزء من تاريخ الإتحاد ، إضراب 12 جانفي وإضراب 14 جانفي هذا ملك النقابيات والنقابيين ، وليس هناك أحد قادر اليوم على كتابة التاريخ ويُضيّع بوصلة التاريخ بمفرده ، أقول له التاريخ لم ينطلق من اليوم ، تونس حضارة لأكثر من ثلاثة ألف سنة''. 

وشدّد الطبوبي أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل هو مدرسة عريقة في ممارسة الديمقراطية، وأوضح أنّ اتحاد الشغل يحترم إرادة الشعب وكان قد اصطف لجانب الشعب الذي خرج يوم 25 جويلية المنقضي مشيرا أنّهم لم يخرجوا من أجل ''زيد أو عمرٍ '' في إشارة منه للرئيس قيس سعيد. 

''خرجوا لأنّ الفقر زاد والبطالة تفاقمت وملوا من المشاكل السياسية ولأنّه ضاقوا ذرعا من كلّ ذلك''، أفاد الطبوبي مؤكّدا أنّ الديمقراطية آلية من آليات تطوّر الشعوب مشيرا أنّه وللأسف الشديد ''قد اختلط الحابل بالنابل''. 

'' اليوم نحن مع مسار 25 جويلية ، مع أبناء شعبنا في استحقاقاتهم وطموحاتهم ولكن لم نعطي صكا على بياض، وقلنا هذه شروطنا ولابدّ من التشاركية وقلنا لا بّد من تسقيف الآجال وأن نكون شركاء في هذا الوطن وأن نتعظ من التجارب السابقة ولا يجب أن نخرج من تخميرة إلى تخميرة ثانية وهي تؤدي إلى الهاوية، ولا أحد فينا يملك الحقيقة ونتعلم من بعضنا البعض''. 

واستنكر الطبوبي أسلوب الخطاب الذي اعتمده الرئيس قيس سعيد ليلة البارحة وندّد بذلك قائلا ''ولكن اليوم لدينا من يقول أنا ولا أحد ، نحن لسنا لأحد ، نحن لتونس فقط ونحن اصحاب مبادئ وقيم ولنا رؤيتنا ولن برنامجنا الذي نتخذه عبر مؤسساتنا''. 

وأشار الأمين العام لإتحاد الشغل أنّه كان يتمنى في خطاب الرئيس قيس سعيد يوم أمس الإثنين أن يتطرّق إلى حاجيات المواطن التونسي وتابع قائلا '' كنت أنتظر كنقابي وكعملة، أن يقدمّ لنا الرؤية والخيارات الإقتصادية والإجتماعية ''. 

وتوجّه الطبوبي للرئيس قيس سعيد قائلا '' ماذا ستفعلون في المفاوضات الإجتماعية في القطاع العام والوظيفة العمومية؟ ''، وأفاد أنّه كان هناك اتفاق مُمضى وكان من المفترض أن يتمّ انهاء التفاوض في شهر نوفمبر المنقضي بعنوان 2021 و 2022 و 2023. 

'' أعطنا الرؤية في الإتفاقيات المُمضاة في اتفاق 6 فيفري الذي نظرنا فيه في كلّ التراكمات منذ 2012 إلى اليوم، وبدأت تصدر الأوامر في عديد القطاعات وتوقفت في تاريخ 25 جويلية '' أفاد الطبوبي متسائلا إن كان قيس سعيد الذي يتحدث عن فقر المواطنين وبؤسهم، سيزيدهم في منحة العالات المعوزة وتوجّه له قائلا '' ليست الفائدة في الكلام ولكن قدّم لنا ماذا ستفعل في المجتمع والإقتصاد ''. 

وكشف الطبوبي أنّ هناك '' أمر مُحيّر اليوم'' ، موضحا أنّ الإتحاد يتعامل مع الحكومة كسلطة تنفيذية ولكن الحكومة تنظّم بالأمر الرئاسي 117 ، مشيرا أنّ رئيس السلطة التنفيذية هو رئيس الجمهورية.

وتوجّه إلى رئيس الجمهورية قائلا '' نعم نريدك الفاتق والناطق في هذه البلاد ونحن نحترم إرادة الشعب وأنت رمز السلطة التنفيذية وأنت رمز مؤسسة الرئاسة وقيمتنا من قيمتك ولكن لا تُهن أيّ أحد في تونس ونحن نريدك أن توحّد التونسيات والتونسيين لأنّ من انتخبك ولم ينتخبك أيضا لهم الجنسية التونسية وكلهم تونسيون ويجب توحيد المواقف ''. 

 ي.ر