تفاصيل زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد الى قطر

 

 

ورافق رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة التي دامت ثلاثة أيام كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي ووزير التجارة وتنمية الصادرات محمد بوسعيد ووزير الشباب والرياضة والإدماج المهني كمال دقيش، الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب علي الحفصي بالإضافة الى مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة.

 

 

لطالما حظي استقبال الرؤساء خلال الزيارات الرسمية باهتمام التونسيين و لعل الغريب هو تركيزهم على "من كان في الاستقبال" بالرغم من ان المسؤول الذي يقوم بالاستقبال لا يحدد أهمية الضيف او قيمة الزيارة بالإضافة الى ان كل دولة لها بروتوكولاتها الخاصة في استقبال الضيوف. الا ان مسألة من يستقبل من، لا تزال تؤرق التونسيين خاصة منهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين لم ينفكوا في كل زيارة رسمية او زيارة عمل عن التعليق على مراسم الاستقبال فبعد موجة الغضب التي لاحقت زيارة الرئيس قيس سعيد الى العاصمة الفرنسية باريس يوم 22 جوان 2020 بعد استقباله من قبل وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في المطار، بالرغم من عدم وجود داع للغضب لان استقبال الرؤساء في فرنسا يتم في قصر الاليزيه، استنكر بعض التونسيين الجاهلين بمقتضيات البروتوكولات استقبال رئيس الجمهورية من قبل خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، وصلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، الا انه يجب التأكيد انه بروتوكولات الاستقبال تبقى شأنا داخليا خاصا بكل دولة.

 

ما حدث مع الرئيس قيس سعيد يذكرنا بما حدث مع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي خلال زيارته لقطر في ماي 2016 حيث كان في استقباله  وزير المالية القطري علي شريف العمادي بمطار الدوحة و اعتبر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينها ان الاستقبال الذي حظي به السبسي هو ضرب لهيبة الدولة. كذلك لقي الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي انتقادات عديدة خلال استقباله في مطار القاهرة من قبل وزير الكهرباء المصري حسن يونس في جويلية 2012، و كتبت بعض الصحف الالكترونية حينها ان استقبال رئيس جمهورية من قبل وزير يعد مخالفا للأعراف السياسية في حين ان كل هذه الادعاءات.

 

اجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم امس الاحد 15 نوفمبر 2020 بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، صباح اليوم الأحد 15 نوفمبر 2020 اكد خلالها رئيس الجمهورية على "عمق العلاقات بين تونس و قطر والحرص المشترك على مزيد تعزيزها ودفعها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين" حسب ما جاء في بلاغ رئاسة الجمهورية. 

 

رئيس الجمهورية و في اطار جلسة المحادثات التي جمعته بالأمير القطري دعا الى ضرورة استمرار التعاون بين الدولتين المجال الاقتصادي والتنموي الاستثمارية والتجارية و ذلك عبر إقامة خط بحري بين البلدين لزيادة حجم التجارة البينية، كما شدد على أهمية الاسراع في إنجاز منصة الإنتاج بسيدي بوزيد. و حسب بلاغ رئاسة الجمهورية اكد رئيس الجمهورية قيس سعيد على ضرورة عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية القطرية خلال الثلاثي الأول من سنة 2021 واثراء الاطار القانوني المنظم للعلاقات بين البلدين بالإضافة الى تفعيل دور القطاع الخاص في تحقيق تكامل المصالح المشتركة، ودعوة مجلس رجال الأعمال التونسي القطري إلى الانعقاد في أقرب الآجال. 

 

للإشارة تم الحديث عن برمجة مشروع لفتح خط بحري مباشر بين ميناء رادس التونسي وميناء الدوحة منذ سنة 2014 الا انه و الى اليوم ظل هذا الملف في الادراج و في حدود التصريحات الصحفية 

و في نهاية الزيارة الرسمية التي اداها رئيس الجمهورية الى قطر اكد الجانبان في بيان مشترك على أهمية مواصلة علاقات التعاون والشراكة المتميزة في كافة المجالات منها  الاقتصادية والتجارية بين البلدين،  و اكد البيان على التزام الطرفين بإقامة شراكات وإنجاز مشاريع ذات قيمة مضافة في العديد من القطاعات والميادين : " فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري وتنويعه من خلال توقيع اتفاقية للتجارة الحرة وفق الآليات المتفق عليها في إطار جامعة الدول العربية" على المستوى الإقليمي على المستوى الإقليمي تم الاتفاق على: "ضرورة تعزيز التشاور وتنسيق المواقف على المستوى الثنائي وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، من أجل خدمة القضايا العربية ودعم القضايا الإنسانية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".

 

 

خلال لقاءه الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري اكد رئيس الجمهورية على أهمية تشجيع جميع الأطراف الليبية على الحوار و التوافق من اجل استقرار ليبيا و المنطقة عموما. 

للإشارة وقعت  قطر وحكومة الوفاق الوطني الليبية يوم الاثنين 26 أكتوبر 2020 على اتفاقية أمنية في شكل مذكرة تفاهم خاصة بالتعاون في المجال الأمني. هذه الاتفاقية اثارت غضب الجيش الوطني الليبي الذي اعتبر ان مذكرة التفاهم تعد : "خرقا لمخرجات حوار جنيف 5+ 5 القاضي بوقف اطلاق النار و ووقف التدخل الأجنبي". من جهته لا يزال رئيس الجمهورية قيس سعيد متمسكا بالحل الليبي الليبي رافضا التدخل الأجنبي في الشأن الليبي وهو ما أكده خلال  افتتاحه منتدى الحوار السياسي الليبي يوم الاثنين 9 نوفمبر 2020.

 

 

 

و في حوار اجراه مع وكالة الانباء القطرية "قنا" شدد رئيس الجمهورية قيس سعيد على أهمية القضية الفلسطينية في الوطن العربي قائلا : "تبقى القضية الفلسطينية قضية مركزية حتى وإن حاول الكثيرون دون جدوى إخراجها من دائرة اهتمام المواطن العربي" و ردا على تطبيع بعض  الدول العربية مع إسرائيل رفض قيس سعيد التعليق  : "لا أتفق مع عبارة التطبيع لأنها كلمة لم تكن موجودة سابقا وظهرت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد و نحن لا نتدخل في شؤون الدول و هم احرار في اختياراتهم" .

 

و في نفس الحوار الذي ادلى به لوكالة الانباء القطرية اكد رئيس الجمهورية على مواصلة عمل اللجان المختصة المشتركة بين تونس و قطر مشيرا الى إمكانية عقد اجتماع  للجنة المشتركة بين البلدين: "في الربع الأول من العام القادم للبحث في مزيد تطبيق الاتفاقيات العديدة المبرمة بين البلدين والتي تخص العديد من القطاعات”.

 

 

زار الرئيس قيس سعيد اليوم الاثنين 16 نوفمبر 2020  مجلس الشورى في الدوحة و التقى  رئيس المجلس السيد أحمد بن عبد الله آل محمود اللقاء تناول استعدادات قطر  لتنظيم أول انتخابات لمجلس الشورى، يذكر ان هذه  الانتخابات الأولى من نوعها من المنتظر ان تجرى  في أكتوبر 2021  تم إقرارها بموجب استفتاء دستوري نظم سنة 2003. في هذا الاطار اكد رئيس الجمهورية : "استعداد تونس لتقديم ما تحتاجه قطر من خبرات لإنجاح هذا المسار" و ذلك حسب ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية.

و في اطار زيارته الرسمية ابدى الرئيس قيس سعيد فخره باستضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022 و اعتبر في تصريح اعلامي لوكالة الانباء "قنا" : "إن الفوز بتنظيم مونديال كرة القدم في بلد عربي لم يكن أمرًا سهلًا على الإطلاق وحاول عدد من الدول العربية الفوز باستضافة المونديال قبل ذلك ولكنها لم تتمكن ولذلك فهو شرف لنا جميعًا أن تستضيف قطر هذا المونديال". 

في هذا السياق ابدى رئيس الجمهورية استعداد تونس للتعاون مع قطر في المجال الرياضي لدعمها بالخبرات مؤكدا ان تونس: " تفتح يديها بإرادة صادقة وعزيمة ثابتة لإنجاح هذا الملتقى" . 

 

 

خلال لقاء مفتوح مع نظمته جامعة لوسيل مع رئيس الجمهورية تم الإعلان اليوم الاثنين 16 نوفمبر 2020 عن إنشاء الرابطة الدولية لفقهاء القانون الدستوري و تم الإعلان أيضا عن ترأس رئيس الجمهورية قيس سعيد لهذه الرابطة و التي من المنتظر ان تعقد مؤتمرها السنوي الأول في تونس في شهر نوفمبر القادم. 

خلال الكلمة التي القاها امام الحضور من جامعيين و سفراء و التي تحدث فيها عن أهمية دور الشباب في المجال السياسي أشار رئيس الجمهورية الى أهمية احترام الدساتير: " الدساتير يجب أن تكون مستبطنة في وجدان كل مواطن و كل إنسان".

 

كذلك أدى رئيس الجمهورية  زيارة إلى مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومكتبة و التقى الشيخة موزة بنت ناصر رئيسة مجلس إدارة المؤسسة. اللقاء تناول مسائل عامة خاصة بالتربية و المجتمع بالإضافة الى مشاريع مؤسسة ”صلتك” القائمة في تونس. 

للتذكير وقعت الشيخة موزة عند زيارتها تونس سنة 2017 اتفاقيتي تعاون بين مؤسستي صلتك ومؤسسة التعليم فوق الجميع وبين منظمات تونسية ودولية. تم امضاء اتفاقية أولى بين مؤسسة صلتك ووزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي لتوفير إطار للتعاون الاستراتيجي بين الوزارة والمؤسسة في مجالات تمكين الشباب وتحفيز الاستثمار وتوسيع نطاق مساهمة الشباب في النمو الاقتصادي لتحسين الفرص للشباب في التونسي، و اتفاقية ثانية لاستحداث إطار شراكة عبر تطوير مناهج للتكوين المهني ودعم التدريب وريادة الأعمال لكل من مؤسسة صلتك ومؤسسة التعليم فوق الجميع ومؤسسة سبارك الهولندية والوكالة التونسية للتكوين المهني.

و في اطار هذه الزيارة دعا رئيس الجمهورية الى عقد مؤتمر أو حوار إسلامي غربي من اجل تحقيق مزيد من التفاهم و الفهم و تجاوز العقبات التي تظهر إثر بعض العمليات الإرهابية التي تتبناها جهات متطرفة، و يهدف المؤتمر الى : " تجنّب الخلط بين المسلمين وهؤلاء المتطرّفين الذين يدّعون أنّهم مسلمون، يجب لتفريق بين الإسلام ومقاصده الحقيقيّة، وبين الإرهاب الذي لا علاقة له على الإطلاق بالإسلام" .وفق ما افاد به رئيس الجمهورية لوكالة الانباء القطرية "قنا" .

 

 

التقى رئيس الجمهورية في اطار زيارته الرسمية بعدد من أفراد الجالية التونسية المقيمين بقطر‎ و تناول اللقاء حسب ما جاء في الصحفة الرسمية لرئاسة الجمهورية : "جملة من المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية ".

و في نفس الوقت لم يتمكن حوالي 66 تلميذ و تلميذة من استئناف الدراسة بالمدرسة التونسية بالدوحة، و في اطار زيارة قيس سعيد الى قطر نظم عدد من أولياء التلاميذ صباح اليوم الاثنين 16 نوفمبر 2020 وقفة احتجاجية امام مقر السفارة التونسية بقطر احتجاجا على تعطل الدروس الا انه لم يتمكنوا من مقابلة رئيس الجمهورية و الذي سبق و ان نشم لقاءا مع بعض من افراد الجالية التونسية المقيمة في قطر يوم امس الاحد في نفس السياق اكد رئيس مجلس الأمناء جمال بكار ان المدرسة التونسية في قطر هي "درة ثمينة " و هي مفخرة لتونس بالخارج : " الا ان ارتفاع عدد الوافدين جعلها لا تستوعب جميع ابناءها " هذا و دعا رئيس مجلس الأمناء القطري قيس سعيد الى دعم :" انطلاق اشغال بناء المجمع التعليمي بعيم خالد من اجل حل مشكل الاكتظاظ " و لم يعلق رئيس الجمهورية على الموضوع خلال زيارته و رغم استقباله لأفراد الجالية التونسية في قطر.  للتذكير تم انشاء المدرسة التونسية في قطر  سنة 1989 و كانت هديّة من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

 

 

 

عدد سكان تونس : 11.304.500 نسمة 

عدد سكان قطر : 2,760,586 نسمةً

مساحة تونس :  163.61 ألف كم2 

مساحة قطر :  11.44 الف كم 2

 

 43% من مجموع الاستثمارات الخارجية في تونس متأتية من قطر

 1 قطر في المرتبة الأولى عربيا والثانية دوليا من حيث الاستثمارات الخارجية في تونس 

30000 تونسي في قطر حسب احصائيات سنة 2019 

 

1973 : تأسيس اول سفارة تونسية في قطر 

25 أكتوبر 1975 : تاريخ اعلان اول اتفاقية اقتصادية بين تونس و قطر 

 24 ماي 1984 : امضاء اتفاق نقل جوّي بين البلدين 

18 جانفي 1994 : تاريخ اعلان  اللجنة العليا المشتركة التونسية القطرية  .