استجابة لدعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يودي رئيس الجمهورية قيس سعيد يومي 17 و 18 ماي زيارة رسمية الى فرنسا للمشاركة في قمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية و التي ستنعقد  يوم غد الثلاثاء  18 ماي 2021 في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة حوالي 30 رئيس دولة و رئيس حكومة من افريقيا و أوروبا الى جانب مشاركة مؤسسات دولية مالية .

و وصل رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الاثنين الى فرنسا لينطلق في سلسلة من اللقاءات مع قادة افريقيا المشاركين في هذه القمة و البداية كانت مع الرئيس الحسن واتارا، رئيس الكوت ديفوار حيث جمعها لقاء مساء اليوم تناول الوضع الصحي بالأساس عبر خلاله رئيس الكوت ديفوار على رغبه بلاده  مزيد الاستفادة من التجربة والخبرات التونسية في عدة مجالات وخاصة في القطاع الصحي عبر تطوير التعاون الطبي وتكوين الطلبة الايفواريين في الجامعات التونسية في الجانب الاقتصادي شدد الرئيس الحسن واتارا على أهمية تعزيز تواجد المؤسسات الخاصة التونسية في الكوت ديفوار ومزيد استكشاف فرص الاستثمار والشراكة بين البلدين من جهته أكد رئيس الجمهورية :" استعداد تونس التام لمزيد تدعيم تعاونها مع الكوت ديفوار في مجال الصحة لا سيما في أفق إحداث مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان، ووجه دعوة رسمية لزيارة تونس للرئيس الايفواري الذي رحب بها ووعد بتلبيتها قريبا" وفق ما جاء في بلاغ رئاسة الجمهورية .

ثم اجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيد مع الرئيس Félix Tshisekedi ، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي و كان لقاء اقتصاديا بالأساس شدد خلاله رئيس الجمهورية قيس سعيد على ضرورة حسن استثمار ما تتوفر عليه افريقيا من ثروات بشرية وطبيعية هامة، ومعالجة الأسباب العميقة للأزمات في القارة ومحاربة الإرهاب حتى تتفرغ الشعوب الافريقية لجهود الإعمار والتنمية ، و جدد رئيس الجمهورية  تمسك تونس ببعدها الإفريقي وعلى ما يحدوها من عزم على مزيد تطوير علاقات الأخوة والتعاون التي تجمعها بجمهورية الكونغو الديمقراطية في المجالات ذات الاهتمام المشترك .

و عبر رئيس جمهورية الكونغو عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من التجربة التونسية في مجالات البنية التحتية والطاقة والفلاحة، وتطوير التعاون الثنائي في قطاعات النقل والتعليم العالي والصحة ، واتفق الرئيسان على ضرورة التسريع بعقد الاستحقاقات الثنائية، وفي مقدمتها اللجنة المشتركة بين البلدين ، أيضا  وجه رئيس الجمهورية  إلى  الرئيس Félix Tshisekedi دعوة لزيارة تونس و الذي رحب بها ووعد بتلبيتها قريبا ، حسب بلاغ رئاسة الجمهورية .

و في مقر سفارة تونس بباريس التقى رئيس الجمهورية قيس سعيد، مساء اليوم الاثنين ، السيدة Louise Mushikiwabo، الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية ، و كان اللقاء مناسبة للحديث حول الاستعدادات الجارية  لتنظيم قمة الفرنكوفونية والتنسيق بين تونس وهذه المنظمة لحسن الإعداد لهذا الاستحقاق الهام أكد خلاله رئيس الجمهورية التزام تونس بعقد القمة في موعدها في هذا السياق اكدت الامينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية حرص المنظمة على معاضدة  تونس في جهودها  لتنظيم هذا الحدث.

و اختتم نشاط رئيس الجمهورية ليوم الاثنين 17 ماي بمشاركته  في حفل عشاء نظمه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بقصر الاليزي على شرف رؤساء الدول المشاركين في قمة تمويل الاقتصاديات الافريقية بباريس ، و كان في استقباله في حفل العشاء الرئيس الفرنسي و زوجته بريجيت ماكرون .

تسعى قمة الاقتصاديات الافريقية الى إيجاد حلول للازمة الاقتصادية التي تعيشها القارة السمراء و التي تفاقمت بسبب الازمة الصحية و الاغلاق الذي فرضه انتشار فيروس كورونا و رجح صندوق النقد الدولي  حصول  فجوة مالية قد تصل الى حدود 290 مليار دولار سنة  2023 بالنظر الى المؤشرات المالية الحالية ، و للإشارة لا تتجاوز مشاركة القارة أفريقيا في التجارة العالمية ال 2 بالمائة ، و تبلغ الصادرات الأفريقية 17 بالمائة فقط من الحركة التجارية داخل القارة، في المقابل تصل نسبة الصادرات في اسيا 59 بالمائة  و68 بالمائة في أوروبا في الوقت الذي تمثل فيه القارة الافريقية 40 بالمائة من موارد العالم الطبيعية .

و قبل انطلاق القمة الاقتصادية يوم غد الثلاثاء بدأت بعض المبادرات الإيجابية في الظهور على غرار قرار فرنسا إلغاء ديون السودان و التي تصل الى حدود  5 مليارات دولار و هي خطوة تبرز رغبة الرئيس الفرنسي لإنجاح القمة و التي قد تليها اتفاقيات و قرارات أخرى قد يتم الإعلان عنها يوم غد الثلاثاء حيث يعول قادة افريقيا المشاركون على هذه القمة لإيجاد الأرضية التشريعية و التوافقات الدولية لإنهاء الازمة .

التحضير للقمة الاقتصادية يوم غد الثلاثاء لم تخلو من السياسة  حيث كان الشأن الفلسطيني في قلب المحادثات التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون ، و أكد الرئيس المصري خلال اللقاء تمسك بلاده  بوقف اعمال العنف و إيجاد حل عادل .

و للإشارة و في  حركة رمزية وضع رئيس الجمهورية قيس سعيد العلم الفلسطيني على بدلته في زيارته للعاصمة الفرنسية باريس و هي حركة تأكد التزام تونس بمساندة الشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني

ر.ع