البرلمان الجديد وأهم الوجوه المتطرفة فيه
بدأت نتائج الانتخابات التشريعية تظهر شيئا فشيئا بعد نشر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات للنتائج في أغلب الدوائر الانتخابية، وبدأ المشهد السياسي القادم يتضح من حيث تشكيلة مجلس نواب الشعب والأطراف التي ستأثثه بتاريخها –النضالي- في التطرّف والتخوين.
أفرزت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية صعود كتل برلمانية صغيرة ومشتتة ومتناقضة بأسماء ارتبطت بمرجعيات مختلفة شكلت جدلا في الوسط السياسي حول المصاعب التي ستطرحها سواء في التحالفات القادمة أو في تشكيل الحكومة خاصة وأن الأسماء التي "ربحت" اقترنت بتشددها وتطرفها وانتماءاتها لتيارات معادية للحريات ولا رصيد سياسي لها إلا ما تيسّر من أعمال -نضالية- في الاقصاء والتكفير واستعمال خطابات داعية إلى القطيعة.
سعيد الجزيري من بين الأسماء التي ستبرز في الفترة القادمة وسيكون له مقعد داخل مجلس نواب الشعب ليمتعنا بخطبه الدعوية، هو الشيخ كما يحلو للبعض مناداته، أحد مؤسسي إذاعة القرآن الكريم ومؤسس حزب الرحمة الذي تحصّل مبدئيا على 5 مقاعد في البرلمان بعد أن شارك بـ 9 قوائم ما يعني فوزه بنسبة تفوق 50 بالمائة، قليلون هم الذين يعرفونه، وكثير ممن لم يسمعوا به وعنه شيئا، تحصّل على مقعد في دائرة بن عروس. كان إماما بفرنسا وبجامع القدس بمونريال كندا قبل ان يتم ترحيله من بسبب وضعه الغير قانوني ولد بالمرسى سنة 1967، هو صاحب مسيرة حافلة بالتجاوزات التي تراوحت بين استعمال جوازات سفر مدلسة ومحاولات التسلل الغير قانونية وانتهت بالسجن.
أسس منظمة إسلامية لمراقبة اللحوم الحلال في كندا سنة 2002 وتمّ اتهامه بتمويل أعمال إرهابية من خلالها. وفي السنوات الأخيرة اكتسب سمعة سيّئة بعد اطلاق إذاعة القرآن الكريم التي تبث برامجها بشكل غير قانوني بالرغم من التحذيرات المتكررة للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري التي أشارت في اكثر من مناسبة بأن إذاعة القرآن الكرين تقوم بدعاية سياسية لسعيد الجزيري.
من الواضح أن وجود سعيد الجزيري في الـ 5 سنوات المقبلة بمجلس نواب الشعب لن يمر دون أن يثير الجدل ويكون مصدر للانتقادات والسجال خاصة وأنه عرف بمواقفه المتطرفة فيما يخص رهاب المثلية وتصريحاته حول المرأة "التي لا يجب أن يفحصها طبيب "ذكر" لأنها ستثير رغبته وشهوته خصوصا عند الفحص أو حتى في الولادة.
راشد الخياري كذلك من الأسماء التي تفاجئ البعض بصعودها وفوزها بمقعد في البرلمان القادم، هو المترشح عن ائتلاف الكرامة الذي ربح وفقا للنتائج الأولية 17 مقعدا.
لم ينتظر الخياري دخوله إلى المجلس وانطلق فور الإعلان عن النتائج، في بثّ مواقفه المتطرفة، وقام بالقاء خطاب من أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة دعا من خلاله إلى إيقاف رجا الأعمال واللوبي كمال لطيّف وإقالة سفير فرنسا بتونس أوليفيي فوافر دافور. قد توقّع البعض له مزيدا من ضبط النفس إلا أنه وكعادته لن يمر دون أن يثير الجدل بتصريحاته وهل يمكن أن ينسى أحد ما قاله ذات يوم على شاشة التلفزيون للناشطة والحقوقية بشرى بلحاج حميدة عندما أمرها بأن تتزوج وتلزم بيتها أو تدوينته التي أشار فيها أنه سيطالب بتنفيذ حكم الإعدام في حق عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر في حال وصل إلى السلطة، وهاهي الأقدار تلعب دورها وسيكون راشد الخياري وعبير موسي في نفس البرلمان وسيضطرون للتعامل مع بعضهما.
الخياري الذي نصب نفسه رجل إعلام من خلال الموقع الذي يبث من خلاله تطرفه وعنفه والذي يستعمله لهتك أعراض الناس، يبدو أنه تناسى ماضيه وبداياته كمنشد ديني قبل الثورة.
رضا الجوادي اسم اقترن عند الكثير بالتطرف، هو إمام سابق بمسجد سيدي اللخمي بصفاقس فاز بمقعد بمجلس نواب الشعب بعد ترشحه عن ائتلاف الكرامة عن دائرة صفاقس 1.
في 2015، وقّع حوالي 80 نائبا على عريضة مطالبة بفصله معتبرين أنه يمثّل خطرا على الأمن نظرا لخطاباته المتطرفة ودعوته للفتنة ضد الدولة ورموزها، وبعد بضعة أشهر قام وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ بعزله بسبب ممارسته نشاط نقابي داخل المسجد تحت غطاء ديني فضلا عن خطاب كراهية ضدّ الوزارة.
يمكننا القول أنه منذ الثورة عرف الجوادي بتدويناته على صفحته الرسمية فايسبوك التي تحرّض على الكراهية والتمرّد فضلا عن إهانته للشخصيات السياسية والاعلامية، لم يتردد في مهاجمة الاتحاد العام التونسي للشغل ومهدي جمعة ومحمد بوغلاب.
تمّ استدعائه في 2018، من قبل الوحدة المختصة لمكافحة الإرهاب وتمّ اخلاء سبيله، بعد نشره لتدوينة وصف فيها الجبهة الشعبية بكونها حركة إرهابية خاصة وأن زعيمها حمّة الهمامي تلقى تهديدات بالقتل جرّاء هذا النوع من التدوينات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
ماهر زيد، الاسم الذي لقّب بعديد الألقاب، كاتب بمحكمة، الصحفي المحقق، وحتى أنه أعطى أمر بالقتل.
كل يلقبه بما يشاء، لكن المعلوم أنه جمع العديد من الاتهامات المتعلقة بقضايا الإرهاب، اتهم بعطاء أوامر بقتل رجل الأعمال شفيق جراية وكمل لطيف وبن تيشة، فتح في شأنه تحقيق قضائي للاشتباه بعلاقته بأبو عياض وتم سجنه عديد المرات دون معرفة الجرائم التي تورط فيها، من بينهم سنتين سجنا لمهاجمته رئيس الجمهورية المرحوم الباجي قائد السبسي، مازالت القائمة تطول من القضايا التي لا يمكن احصائها.
وبعد فوز ماهر زيد بمقعد في البرلمان فسيصبح يتمتع بحصانة لمدة 5 سنوات تجنبه المثول أمام القضاء والمحاكم.
فسيفساء برلمانية أقرتها نتيجة الانتخابات التشريعية حيث أفرزت لنا وجوه من المتطرفين الدينيين، والأئمة الذين سيؤثثون البرلمان القادم وفي حال تشكلت الحكومة في ظل الظروف الحالية بإمكاننا معرفة الحلول التي سيفرضها هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بتحقيق أهداف الثورة والخط الثوري الذي ما انفكوا يطالبون به وينتقدون الحكومات المتعاقبة.
تعليقك
Commentaires