عندما تصبح النظافة استثناء... شوارع سنّة وأخرى فرض
اكتست الشوارع الكبرى لتونس العاصمة هذه الأيام حلّة جديدة بعد حملات النظافة "الاستثنائية" التي نظمتها بلديّة تونس بمناسبة انعقاد القمّة العربية في دورتها الـ 30 في بلادنا.
وفي تحوّل غير مسبوق تزينت الشوارع وتلونت الممرات والأرصفة حتى يخيّل لك أنّك في شوارع أوروبا، نظافة غير معهودة، إجراءات استثنائية، تنوير الطرقات وبسطها وغراسة النباتات والزهور، شوارع يمنع جولان العربات فيها وأخرى يحجّر الوقوف والتوقف بها على غرار شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وشارع محمد الخامس وشارع فلسطين وغيرها.
لكن الواضح أن حملات النظافة لم تشمل إلاّ الشوارع التي ستمرّ منها الوفود العربية التي ستزور تونس، فمحطّة برشلونة بتونس العاصمة كباقي الأحياء الشعبية، لن تكون محطّة توقّف من سيحفّهم استقبال سلطاتنا لهم، لذلك أكياس الفضلات تغمرها من كل جانب فكيف لا وبلدية تونس كرست كل مجهوداتها وطاقاتها لتلميع صورة شوارع معينة على حساب أخرى.
فمتى يدرك كل قائم على هذه البلاد أن "الانسان لا يحتاج إلى شوارع نظيفة ليكون محترما... ولكن الشوارع تحتاج لأناس محترمين لتكون نظيفة".
م.ي
تعليقك
Commentaires