صيانة مدينة صفاقس .. مشروع طموح لشركة "أريج المدينة"
مدينة صفاقس هذه المدينة العريقة والتاريخية ذات المعالم المدرجة ضمن قائمة التراث الوطني، هجرها سكانها شيئا فشيئا، ليستقر بهم المقام في ضواحي الجهة. وزير السياحة والصناعات التقليدية كانت له زيارة مؤخرا إلى مدينة صفاقس حيث عبّر عن إعجابه الشديد بجمالها وسحرها، داعيا أهاليها إلى تعهدها بالصيانة والترميم.
هذا الطلب سيتم أخيرا تجسيمه بفضل المشاريع والبرامج المتعددة التي تعتزم مؤسسة "أريج المدينة" تنفيذها في المستقبل، وهي مؤسسة أحدثت منذ 2014 وتهدف إلى إحياء الثروات الثقافية والمعمارية لمدينة صفاقس والتي صنّفها دليل السفر الأسترالي "لونلي بلانيت" كإحدى الوجهات المنصوح بزيارتها في تونس.
ولتحقيق هذا الهدف، تسعى شركة الإستثمار هذه، إلى اقتناء ممتلكات وإعادة تهيئتها وتنشيطها، لحث المتساكنين القدامى على العودة إلى المدينة ولم لا استقطاب سكان جدد ليشغلوا المكان، على أن يقع لاحقا عرض تلك المحلات والعقارات للكراء وقد يتم التفويت على مدى بعيد في هذه الممتلكات حتى تستعيد الشركة أموالها التي صرفتها في هذه المشاريع أو إعادة الإستثمار في عقارات أخرى.
كما أن شركة "أريج المدينة" فكّرت في إحداث مقاه ثقافية ومطاعم سياحية وفضاء للعمل الجماعي وديار الضيافة ومركز للأعمال ومراكز للتجميل وذلك خلال الفترة من 2015 إلى 2020.. عديد العقارات تم اقتناؤها خلال السنوات الأخيرة الماضية ومنها بالخصوص دار البريني ودار الفوراتي ودار كمّون ودار المعالج.
وفق التقديرات التي قامت بها "أريج المدينة"، فإن الحجم الجملي لتكلفة إعادة تهيئة الممتلكات المذكورة آنفا، تقدّر ب 747ر13 مليون دينار. هذه العقارات سيتم في مرحلة لاحقة تحويلها إلى مطاعم ومقاه.. من جهتها ستتحول عمارة القصبة إلى فضاء للعمل الجماعي سيستفيد منه المهنيون وأصحاب المؤسسات الناشئة.
وتعوّل هذه الشركة الإستثمارية على مداخيل اقتصادية مجزية ومثمرة خلال السنوات المقبلة، شريطة عدم وجود عوامل مخاطرة قد تعطّل تحقيق أهدافها ومن بين هذه العوامل تدهور الوضع الإقتصادي والسياسي والأمني بالبلاد وتراجع المقدرة الشرائية للمواطن، فضلا عن التطور البطيء لقيمة العقارات وعدم جدوى المشاريع.
الدراسة التي أنجزتها "أريج المدينة" كشفت أيضا عن الأسباب التي دفعت بأهالي مدينة صفاقس لمغادرة المكان ومن ضمنها بالخصوص قلة النظافة وانعدام الأمن والحالة الحرجة للممتلكات العقارية ونقص الحركية التجارية وانتشار ورشات صناعة الأحذية، مما تسبب في تبعات ومخلفات خطيرة على الصعيدين الإقتصادي والثقافي.
يُذكر أن عاملين أساسيين من شأنهما ضمان ديمومة هذا النموذج الإقتصادي الذي أرسته "أريج المدينة" وهما المداخيل من معاليم الكراء وارتفاع قيمة الممتلكات.
وفي صورة ما تحقق مشروع إعادة ترميم التحف المعمارية لمدينة صفاقس، فإن عشّاق الفنون والتاريخ سيستمتعون بسحر هذه المدينة وهي فرصة لغيرهم لاكتشاف فن الطبخ والمطبخ التونسي الصرف.
(ترجمة عن النص الأصلي باللغة الفرنسية)
تعليقك
Commentaires