بيزنس نيوز تكبر
اليوم الاثنين العاشر من ديسمبر 2018، تنطلق صحيفة بيزنس نيوز Business News الرقمية في نسختها العربية موجّهة للنخبة التونسية لتعزّز النسخة الفرنسية الأصلية...
بيزنس نيوز Business News تنطلق في حلّة جديدة وأركان متنوّعة، قبل أيام من احتفالها بعيد ميلادها الحادي عشر لبعثها من قبل مديرها المؤسّس السيّد نزار بهلول.
ما سبب التغييرات؟ ما هي؟ وماذا ننتظر منها؟
سيكون هذا نهجنا:
لقد كانت بداية بيزنس نيوز Business News يوم 15 جانفي 2008، انطلقت المغامرة من شغف لا محدود بالصحافة لمديرها المؤسّس الزميل الصحفي نزار بهلول، ومنذ تلك اللحظة شهدت المغامرة نقاط تحوّل كبرى.
حاولت الصحيفة التي كانت تتخذ طابعا اقتصاديا بالأساس، في ظل الوضع السياسي السائد قبل جانفي 2011، البحث عن موقع بسيط وسط عمالقة المهنة وديناصوراتها المسيطرة على المشهد الإعلامي آنذاك.
كان العمل التحريري في بيزنس نيوز Business News مغامرة في ظلّ نظام ديكتاتوري له قدرة غير متناهية على تغييبنا عن المشهد وتعويضنا بعبارة " Error 404 " (المعروفة بعمار 404)
كانت المجازفة محفوفة بالمخاطر وكان التحرير كمن يمشي فوق البيض، فأُرغِم على انتاج محتوى ثقيل صحيح سياسيا. لقد تأكّد المساهمون، نزار بهلول والطيب الزهار وتوفيق حبيّب وكريم سكيك من دقة التجربة وخطورتها.
لقد كانت الثورة بالنسبة الينا نقطة تحوّل جوهرية، أدّت الى ولادة تجربة صحفية جديدة كما كنّا نحبها ونحلم بها، لذلك تغيّر الخط التحريري.
تمّ الإبقاء على البعد الاقتصادي للصحيفة ولكن أصبح محتواها أساسه سياسيا، يدافع عن فكرة، ماذا يجب أن يكون عليه المجتمع التونسي؟
كان أمامنا أنموذج للصحافة وللصحفيين اتبعناه بقناعة عميقة رغم قلّة الإمكانيات المادية والبشرية، تعلمنا معهم معنى الصحافة.
كان تمثل أمامنا صور فرانسواز جيرو Françoise Giroud أو جان دانيال Jean Daniel، وتتشكل في طموحاتنا وسائل إعلام مثل " L’Observateur " أو" The Economist " أو" l’Express ". حلمنا مشروع وطموحنا مشروع ودفاعنا عن قيمنا الثابتة أيضا مشروع.
قيمنا التي تعتبر العمود الفقري لكل مقال نشر على الموقع، قيم اتّسمت بالتعطش لعدالة مُثْلَى.
اذ لم يكن الدّفاع عن وجوه النظام السابق باسم العدالة الناجزة، في خضمّ ثورة كاملة، بالأمر الهيّن.
لماذا كانت اذًا ثورة، إنْ لم يُحاسب القضاة المتهمين والمشتبه بهم على خلفية جرائم ارتكبوها بدل مقاضاتهم على خلفية وظائفهم التي كانوا يشغلونها؟
لقد أساء الكثير ممن ادعوا أنهم ثوريون (بما في ذلك القضاة) فهم القضيّة، اذ لا يزالون يحتفظون بروح الانتقام القروسطية ، ويرفضون السماح للقضاة بالتعامل مع القضايا وعدم شخصنتها.
لا يزال الباب مفتوحا أمام السّجالات والهذيان، لأن البعض من القضاء الذي حكم على الفاسدين المفترضين، قد نجد فيه من تواطأ في قضايا فساد. كثير من الذين أعلنوا أنفسهم ثوريين ويريدون إدانة "الأزلام"، هم أنفسهم مورطون.
ستظل إدانة الظلم، والانتصار للعدالة والقطع مع مثل تلك الممارسات والحلم بعدالة مثالية، على رأس الأولويات التحريرية لموقع "بيزنس نيوز". ليواصل هؤلاء "الثورجيون" والمرتزقة والوعاظ الذين يعملون لحساب منظمات غير حكومية، طريقهم بعيدا عنّا، موقع بيزنس نيوز غير موجّه لهم.
من الثوابت الأساسية التي نسعى للدفاع عنها في كل مقالاتنا: الديمقراطية التي سنذود عنها مهما كان الثّمن. والشأن نفسه بالنسبة إلى حرية التعبير التي لا نستطيع البقاء دونها. وهي واحدة من المكتسبات القليلة التي حققها التونسيون بعد الثورة.
إن مساهمة بيزنس نيوز، باعتباره جزءا من المشهد الإعلامي، في تحقيق هذا التحول النوعي ووقوفه في وجه أصحاب السلطة منذ 2011، يعتبر شرفا وفخرا كبيرين. وكذلك الشأن بالنسبة إلى الحريات، كل الحريات كحرية المرأة وحرية الإضراب، وحرية العمل... إنه الهواء الذي يتنفسّه جميع محرري بيزنس نيوز وينقلونه إلى قرائهم.
أخيراً، لا يسعنا إلا أن نشدّد على حبنا لتونس التقدّمية واللائكية التي تعيش في مناخ اقتصادي ليبرالي منفتح قادر على توفير العمل والنمو لجميع مواطنيها.
في 2018 ، لا يمكن لتونس التي تضمّ شريحة عمريّة أغلبها من الشباب أن تكون رجعية وغارقة في العصور الوسطى، لا بدّ أن تكون تقدمية.
فحرية الضمير المكفولة دستورا تفرض بأن تكون تونس لائكية حتى يتمكن جميع المواطنين، سواء كانوا موحّدين أو مسلمين أو يهودا أو غير متديّنين...، من العيش في كنف المساواة ودون تمييز بينهم. إن الدفاع عن كل هذه القيم، عن الحرية والعدالة والمساواة شرف وكرامة وقناعة وموقف بالنسبة إلينا.
عشنا منذ الثورة حتى انتخابات عام 2014 مغامرات عديدة من بينها التهديدات الإرهابية والمضايقات القضائية. كانت النتيجة مشجّعة وتجاوزت الإحصائيّات أهدافنا. كل هذا حثّنا على توظيف المزيد من الصحفيين والمشرفين وغيرهم وإثراء الموقع بمزيد من العناوين والأقسام. وكانت المكافأة في الموعد، وبسرعة فائقة أصبحت الجريدة الإلكترونية بيزنس نيوز (ولا تزال) الصحيفة الناطقة بالفرنسية الأكثر قراءة في تونس. هذا النجاح كان مكافأة، ولكنه أيضا مثّل ورطة.
عندما تكون في القمّة، الجميع ينافسك على هذه المرتبة. لذلك كان من الضروري الابتكار والتجديد، وقد حرصنا في السنوات الأخيرة على المحافظة على مكانتنا. رغم أننا حافظنا على مرتبتنا الأولى بين الصحف السياسية الناطقة بالفرنسية، إلا أننا لم نحقق الكثير من التقدم، في الوقت الذي بادر فيه بعض الزملاء باطلاق نسخة باللغة العربية وقاموا بتنويع مواضيعهم الاجتماعية، أو الرياضة، أو الأخبار المتفرقة وهي مواضيع تجلب نسبة مشاهدة أكثر.
كيف يمكنك أن تجدّد وتبتكر بينما تحافظ على جوهرك وثوابتك؟ كيف يمكن الترفيع في الأرقام الإحصائية مع الالتزام بسياسة تحريرية تقتصر على ماهو سياسي واقتصادي مع الدفاع عن القيم؟ كيف يمكن اقناع المستشهرين بنسب وإحصائيات متدنية؟ كيف لا تخفّض من عدد العاملين وتبقى موجودا مع انخفاض المبيعات وما ينجر عنه من خسائر؟
النقد الذاتي ضروري، والمشاكل قابلة للتحديد، لكن الحلول غير موجودة فعليا، لأن الأزمة التي تواجهها بيزنس نيوز Business News تشمل جميع الصحف المكتوبة تقريباً (المطبوعة والرقمية) في جميع أنحاء العالم. وبفضل دعم السفارة الفرنسية في تونس، تمكنّا من دراسة الأزمة الاقتصادية التي تؤثر على وسائل الإعلام بسبب خطّة العمل المستندة إلى الإعلانات والإشهار، وهي خطّة أصبحت غير فعّالة. ليس هناك سوى حلّ اتّفق حوله الجميع لتجنّب الموت: بات من الضروري أن نبتكر ونبتكر ثمّ نبتكر.
توجد أفكار للتجديد، لا بدّ من الاستثمار. ولم يكن بوسع المساهمين في الجريدة تقديم استثمارات وأفكار قادرة على الإقلاع بالمؤسّسة، لذلك قاسمنا شريكنا المؤسس السابق "حقائق" نفس المخاوف المالية وتم الاتفاق على الانفصال حتى يتمكن مستثمر جديد من الدخول إلى بيزنس نيوز Business News.
في سبتمبر 2018، دخل السيّد كريم قلاتي شريكا في رأس المال حاملا معه العديد من المشاريع كما قام السيّد نزار بهلول بالترفيع في أسهمه مع اشتراط عدم تدخّل المساهم الجديد في الخط التحريري وفي صياغة الأخبار.
السيّد كريم قلاتي يحلم بإرساء صحافة حرة ومستقلة تدافع عن نفس القيم التي نؤمن بها. وأول ثمار هذه الشراكة التي ترنو الى التجديد والابتكار هي اليوم بين أيديكم وهي ليست إلا بداية لمشاريع أكبر.
كريم سكيك و كريم قلاتي
بالإضافة إلى التغيير الغرافيكي للنسخة الفرنسية لصحيفة بيزنس نيوز Business News ، يولد الإصدار العربي. لن يختلف محتواه عن الجزء الفرنسي في الأخبار والتحليل، وهو خيار انتهجناه حتى يحافظ الجزء العربي على نفس السياسة التحريرية باللغة الفرنسية.
بهذا الشكل، سيكون لدى قرائنا الناطقين بالعربية نفس المحتوى تقريباً مثل النسخة الفرنسية. جمهور قرائنا الذي نتوجّه إليه باللغتين هو نفسه: كبار المسؤولين التنفيذيين، والسياسيين، والدبلوماسيين، والمستثمرين ...
سيكون هناك اختلاف بسيط في مقالات الرأي. سيكون لكل نسخة أعمدة أسبوعية محرّرة خاصة بها. في هذا الجزء العربي، يسرنا أن نعلن انضمام الأستاذة نائلة سليني والمدونة الشهيرة بنت طراد.
أما محررو الأعمدة باللغة الفرنسية فسيعمل كل من سفيان بن حميدة ومروان عاشوري على إثراء النسخة العربية، فضلا عن كتابات رئيس التحرير الأول الجديد، منجي الخضراوي، كاتب عام سابق للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وصحفي مقتدر منذ عقود.
الابتكار الثاني الذي ستعتمده بيزنس نيوز، بداية من اليوم، يتمثل في بعث مساحة مخصصة للفيديو مرفوقة بترجمة... هذا القطب الجديد الذي أنشأناه ستشرف عليه إنصاف بوغديري التي التحقت بنا بعد تجربة واسعة في عدة وسائل إعلامية مثل " Le Renouveau " و " La Presse " وقناتي نسمة والحوار التونسي التلفزيتين. وستكون مسؤولة أيضا على إطلاق أول تلفزيون واب في تونس في منتصف عام 2019.
وترافق هذه التجديدات، إجراءات تتمثل في إحداث هيكل تنظيمي ينصّ على أن يتولى الإشراف على هيئة التحرير منجي الخضراوي بمساعدة المحررين الرئيسيين التنفيذيين، مروان عاشوري وإنصاف بوغديري ومحررين رئيسيين مساعدين إخلاص لطيف وسندة طاجين. وسيقوم هذا الفريق بالإشراف على مجموعة كبيرة من الصحفيين الذين تم انتداب عدد منهم وسيتم تعزيز بيزنس نيوز بانتدابات جديدة في الفترة القادمة.
هذه المشاريع ليست إلا بذرة انطلاق عهد جديد لبيزنس نيوز Business News ستليها إنجازات أخرى خلال سنة 2019 مثل تلفزيون الواب الذي أشرنا إليه ونسخة ورقية هادفة ومتخصصة مع تطبيقة إلكترونية وغيرها...
هدفنا هو الوصول إلى عدد أكبر من القراء لإيصال القيم التي نؤمن بها والتي لم نحد عنها ذرة واحدة.
ليس من قبيل الصدفة أن نختار يوم 10 ديسمبر الموافق لذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لإطلاق هذه المشاريع والتغييرات لأننا نعتبر أن القيم المجسّدة في إعلان 48 مماثلة لقيمنا. نحن نتبناها كلها!
ما يمكن أن نعد به قراءنا هو أن محرّرينا سيدافعون دائما عن هذه القيم، بغض النظر عن الحكومات القادمة، وعن أصحاب القرار والسلطة، وعن تركيبة المساهمين في الجريدة
. قراءة ممتعة ! ومتابعة جيدة!
الهيكل التنظيمي الجديد :
نزار بهلول : مدير التحرير
منجي خضراوي : رئيس تحرير أول
مروان عاشوري وإنصاف بوغديري: رئيسا تحرير تنفيذيان
إخلاص لطيف وسندة طاجين : رئيستا تحرير مساعدتان.
عن هيئة تحرير بيزنس نيوز
Business News
تعليقك
Commentaires