العودة المدرسية ، الوزارة و النقابات
عاد التلاميذ اليوم الخميس 15 سبتمبر 2022 إلى مقاعد الدراسة بعد صائفة حارة .
و ارتفع عدد التلاميذ خلال السنة الدراسية الحالية بنسبة 1,5 بالمائة مقارنة بسنة 2021 ، بزيادة 35 ألف تلميذ ، و يبلغ عدد التلاميذ خلال هذه السنة 2 مليون 299 ألفا 367 تلميذا في المقابل تراجع عدد المدرسين بنسبة 0.8 بالمائة ليصل العدد الجملي 154309 مدرسا .
و أحدثت وزارة التربية 22 مؤسسة تربوية جديدة 9 مدارس ابتدائية و6 مدارس اعدادية و7 معاهد ثانوية ، وقامت بتهيئة و صيانة 1612مؤسسة تربوية ، وفق ما اكده وزير التربية فتحي السلاوتي .
وإجمالا هناك 6134 مؤسسة تربوية منها 4588 مدرسة ابتدائية و 1545 مدرسة اعدادية عام وتقنية ومعهد ثانوي.
بعد هذه الصائفة الحارة يبدو ان العودة المدرسية هي الأخرى ستكون ساخنة . ففي اليوم الاول من السنة الدراسية نفذت الجامعة العامة للتعليم وقفة احتجاجية و لوحت بحجب أعداد الثلاثية الأولى عن الإدارة.
و خلال استضافته في اذاعة جوهرة اف ام اليوم الخميس 15 سبتمبر 2022 ، وجه لسعد اليعقوبي انتقادات لاذعة للحكومة و بصفة خاصة للوزارة التربية و ذلك امام الوضعية الكارثي لبعض المدارس في تونس وقال في تصريح لاذاعة جوهرة اف ام اليوم الخميس ''الحكومة دورها أن تحمي الفقراء وأن تحمي قدرتهم الشرائية ، ماذا يعني أنّ سكر غير موجود ؟ ماذا يعني أنّ المواد الأساسية غير موجودة وهناك من يبيعها بأسعار مضاعفة؟ هذا يعني أنّ هذه الحكومة لم تستطع أن تتحكم في قوت الناس وبالتالي المطلوب هو أن ندفع هذه الحكومة الى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية أمن قومي " .
و استنكرت الجامعة العامة للتعليم في بلاغ لها يوم 13 سبتمبر 2022 ما اعتبرته تواصل نفس الخيارات اللاوطنيّة واللاشعبية التي تستهدف كل المرافق العمومية دون استثناء و تخلّي الدولة عنها وعن واجبها في رعايتها والإنفاق عليها امتثالا لإملاءات الدوائر السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة الداخليّة والخارجيّة . و يظهر هذا التخلي يحسب الجامعة في التدهور الذي تعيشه الأسرة التربويّة " تدهور مريع ماديا ومعنويا لم تسلم منه بقيّة مكوّنات المنظومة التربوية العمومية إن على مستوى اهتراء مؤسساتها وتهالك بناها التحتية أو افتقادها لما تتطلبه العملية التربوية من وسائل العمل وظروفه الملائمة أو شح مواردها المالية والنقص الفادح في إطاراتها البشرية " ، وهذا إلى جانب غياب أي إرادة سياسية حقيقية ، وفق
و في بلاغها اعتبرت جامعة التعليم الثانوي أن تردي أوضاع الواقع التربوي في تونس " وتمادي الوزارة في انتهاج سياسة التصعيد وافتعال المشاكل الجانبية وعدم جديتها في تناول كل المشاكل المطروحة هو أمر سيكون أول ضحاياه التلاميذ الذين يعانون أقسى ظروف التمدرس وانعدام أبسط حوافز مواصلته مع ارتفاع نسبة الانقطاع المدرسي السنوية وما يعنيه ذلك من ضياع مستقبلهم الحياتي وتوجههم نحو الجريمة والانحراف والهجرة غير الشرعية و" هو أمر يستدعي إصلاحا تربويا عاجلا وشاملا وتحمل الدولة مسؤولية إنقاذ هذا المرفق العمومي الذي يتوقف عليه مصير الوطن برمته " ، وفق نص البلاغ .
من جانبه عبر وزير التربية فتحي السلاوتي عن أسفه لتنفيذ هذه الوقفة الاحتجاجية في اول يوم دراسي " نريده يوم فرحة " مؤكدا تفهمه لقرارات الاحتجاج :" كنت اتمنى ان لا تقع الوقفة الاحتجاجية اليوم " . في نفس الوقت اكد الوزير ان الحل يكمن في الحوار مؤكدا انفتاحه للحوار مع النقابات .
لكن من الواضح ان الحوار لن يكون كافيا فتونس تعيش على وقع ازمة اقتصادية خانقة و لا يبدو ان التعليم يعد من اولويات الحكومة الحالية . في نفس الوقت تفاقمت الفجوة الاجتماعية بين التونسيين فميسوري الحال توجهوا الى التعليم الخاص ، و من لم يتمكن من ذلك بقي ينتظر اصلاح التعليم العمومي و المدارس التي تشكو منذ سنوات من ازمة و حالة رثة .
رباب علوي
تعليقك
Commentaires