امتهان كرامة المرأة والرجل: طريقة للتسويق التجاري المربح!

يبدو أن التطبيع مع العنف والكره والمشاعر السيئة ومع قلة الذوق أصبح قدرنا اليومي في مختلف أساليب التسويق والدعاية التجارية.

فقد أثارت أحدى وكالات الأسفار هذه المرة إشكالا مهنيا وأخلاقيا جديدا في طريقة التسويق لرحلات من تنظيمها إلى روسيا.

واختارت هذه الوكالة كتابة هذه الكلمات التي تحقر من قيمة المرأة التونسية بنسب لها أبشع صفات القبح والتسويق للعنف النفسي على النساء وتطويع أساليب الدعاية لتحقيرها.

هكذا كتبت وكالة الأسفار إعلانها الرسمي  لرحلة منظمة إلى روسيا '' فديت من ثعلب الصحراء فديت من صحبتك الخايبة تي برا عدي 10 أيام في روسيا و تفرج في ال HD يا صاحبي 
و أحنا تو نتكفلو بكل شي visa / billet d'avion / hotel. متخمم في شي و بسوم باهي زادة.

كما أوردت هذه الوكالة إعلانا آخرا موجها للنساء كتب فيه '' بعيدا عن الورل ولد بلادك  تي ماك نهار كامل باركا قدام nessma تتفرج في المسلسلات التركية تي ماك نهار كامل تهبط في الستيوات علاهم  و على الحية متاحهم هاي جاتك الفرصة باش تشوفهم live و بأرخس سوم تنجم تلقاه  برا كنتكتينا على برومو شهر أوت 7 أيام إسطنبول تركيا''

هكذا وصفت الوكالة الرجل التونسي بتشبيهه بأحد الحيوانات الزاحفة المخيفة في امتهان كبير لكرامة الإنسان وتكريسا لمشاعر الكره والاحتقار والعنف المعنوي والانسلاخ الأخلاقي.

استهتار قيمي وفكري كبير لدى عديد المؤسسات التي لا تتقن التسويق كطريقة مثلى للدعاية إلى خدمات معينة وفن للبيع له قواعد وضوابط جعلت من البعض يمتهن كرامة نساء ورجال بلاده للترويج لرحلات للخارج.

لعل تنامي قيم النجاعة والمنافسة بين المؤسسات جعلها تنتهج طرقا عبثية لتحقيق الربح المادي وتعتدي فيها على كل القيم الإنسانية والأخلاقية دون حل جذري لمعاني العنف التي ترافق هذه الإعلانات الإشهارية والتجارية والتي من شأنها التطبيع المعنوي والفكري مع العنف.

س.ع