أكسيجين المستشفيات يتحول الى المنازل و الى السوق السوداء
في الوقت الذي يتسارع فيه انتشار فيروس كورونا في مختلف ولايات الجمهورية ، يتهافت التونسيون على اقتناء أجهزة الاكسيجين خوفا من فقدانها الامر الذي أدى بالفعل الى فقدانها في بعض المؤسسات الصحية ، و في الوقت تشكو بعض المستشفيات من نقص في هذه الأجهزة عمد البعض على اقتناء الأجهزة بصفة غير قانونية الامر الذي أدى الى فتح الباب امام السوق السوداء و استغلال البعض الازمة الصحية للترفيع في أسعار و بيعها بطرق غير قانونية .
و أطلق أطباء صيحة فزع امام انتشار هذه الظاهرة و عبر رئيس منظمة الاطباء الشبان جاد الهنشيري عن استنكاره من تعمد البعض شراء أجهزة الاكسيجين مؤكدا ان الطبيب هو الوحيد الذي يحدد مدى الحاجة الى الاكسيجين :" راو الأكسجين موش رفاهة يهديكم الله بربي كفى تهافتا راو ماهوش لعبة ، كفى لعبا بحياتكم و حياة غيركم ارجوكم " ، و حذر المستشار بمنظمة الصحة العالمية سهيل العلويني من استخدام في المنزل داعيا الى ضرورة التقيد بوصفة طبية و تحت مراقبة طبية عند استعمال الأكسيجين في البيت .
و يعود هذا التهافت على الاكسجين الى تخوف التونسيين من إمكانية وقوع أزمة على الاكسيجين و هو ما سبق و ان حذر منه مدير الهياكل الصحية بوزارة الصحة نوفل السمراني و الذي تحدث عن كارثة صحية قريبة اذا لم تتمكن تونس من توريد الاكسيجين من الخارج و ذلك امام قرب نفاد الكميات المتوفرة من الانتاج الوطني ، و زاد تخوف التونسيين من إمكانية فقدان الاكسيجين بعد تصريحات وزير الصحة فوزي المهدي يوم 6 ماي 2021 و الذي اكد فيه ان :" الانتاج اليومي في تونس من الاكسجين يبلغ 100 الف لتر في حين ان استهلاكنا اليومي يبلغ 170 الف لتر".
و لا تعد هذه المخاوف مبررا للتهافت الغير محدود على أجهزة الاكسيجين اذ أدى هذا الى فقدانها و لم يتمكن بعض المرضى الذين يستحقون فعلا لأجهزة الاكسيجين من الحصول عليها و فتح المجال اما السوق السوداء و ارتفعت أسعارها خلال الأسابيع القليلة الماضية ، في نفس الوقت وجب التذكير الى ان تونس قامت منذ شهر افريل الماضي باقتناء أجهزة اكسيجين من الجزائر ، و قامت فرنسا في شهر جوان بتزويد مستشفيات سيدي بوزيد وصفاقس وتطاوين بثلاثة مولدات أوكسيجين ، و 38 ألف أداة للكشف السريع عن فيروس كورونا وسبعة ملايين كمامة من صنف "أف.بي.بي 2 و وجهت رئاسة الجمهورية يوم 29 جوان 2021 طائرة عسكرية إلى ألمانيا لجلب 25 جهاز تنفس اصطناعي إلى تونس ، أي ان المخزون من مادة الاكسيجين لم ينفذ كما يدعي البعض .
لكن في نفس الوقت كشفت وزارة الصحة اليوم الاثنين 5 جويلية 2021 عن وجود ضغط على اسرة الاكسيجين و على اسرة الإنعاش و بحسب هذه الاحصائيات بلغ المعدل العام لنسبة الضغط على اسرة الاكسيجين في المؤسسات الاستشفائية العمومية 79.60 بالمائة ، فيما بلغ المعدل العام لنسبة الضغط على أسرة الإنعاش 91.8 بالمائة .
بالنسبة لأسرة الانعاش يتركز الضغط بنسبة 100 بالمائة في كل من ولاية بن عروس ، أريانة ، منوبة ، نابل زغوان ، باجة ، الكاف القصرين، سوسة ، القيروان و سيدي بوزيد .
فيما بلغت نسبة الضغط في ولاية المنستير 95 بالمائة في ولاية المنستير و 94 بالمائة في ولاية تونس و بنزرت و في ولاية صفاقس أيضا و بلغت نسبة الامتلاء في ولاية سليانة 88 بالمائة ، تورز 80 بالمائة اما في ولاية جندوبة و ولاية تطاوين فقد بلغت 75 بالمائة .
و في خصوص الضغط الحاصل على اسرة الإنعاش و الذي يبلغ معدله 91.8 بالمائة ، فهو كالتالي : 100 بالمائة في ولاية بن عروس منوبة و زغوان ، 97 بالمائة في ولاية المنستير ، 96 بالمائة في ولاية اريانة و ولاية باجة ، 93 بالمائة تونس و ولاية سوسة ، 89 بالمائة في ولاية القيروان ، 86 بالمائة في ولاية سيدي بوزيد ، 76 بالمائة في كل من ولاية صفاقس و سيدي بوزيد و ولاية جندوبة 70 بالمائة و ولاية بنزرت 68 بالمائة و تعد كل من الولايات : تطاوين و توزر الأقل اكتظاظا بنسبة 21 بالمائة .
لكن و رغم هذا الضغط لا يعد اقتناء أجهزة الاكسيجين بصفة فردية ظاهرة صحية بل زاد الامر بلة و لعل افتقار بعض المؤسسات الصحية لأجهزة الاكسيجين سببه المباشر هو التهافت العشوائي على هذه الأجهزة في الوقت الذي كان من الاجدر التقيد بنصائح الأطباء .
في نفس الوقت يواصل انتشار فيروس كورونا انتشار بنسق تصاعدي و تم يوم السبت 3 جويلية 2021 تسجيل 4686 حالة اصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مما يرفع العدد الجملي للإصابات الى عتبة 443631.
وسجلت تونس يوم السبت 3 جويلية 116 وفاة جديدة ليصل العدد الجملي الى 15377 وفاة، ووصلت نسبة التحاليل الايجابية الى 33 فاصل 66 بالمائة فيما يقيم حاليا 3568 مريضا بالمؤسسات الصحية منهم 602 بالعناية المركزة و152 تحت أجهزة الأكسجين.
مقالاتنا حول كوفيد 19 على هذا الرابط.
رباب علوي
تعليقك
Commentaires