في بيان نشر على الصفحة الرسمية لمجلس نواب الشعب، اليوم الجمعة 2 جويلية 2021، عبّر رئيس البرلمان راشد الغنوشي عن موقفه الرافض والمندّد بالإعتداء الذي تعرّضت له النائبة عبير موسي يوم الأربعاء 30 جوان المنقضي من قبل النائب الصحبي صمارة والنائب الراديكالي سيف الدين مخلوف. 

وشدّد الغنوشي على أنّ ذلك التصرّف فردي ومرفوض وغير مسؤول، ولا يشرّف المؤسسة البرلمانية التي سنّت تشريعات تجرّم كافة أشكال العنف وخاصة ضد المرأة التونسية، وجدّد  بأشد العبارات إدانته لكل أشكال العنف المادي واللفظي، وكلّ تعطيل لأعمال المجلس. كما أكّد على حق جميع النواب في التعبير عن آرائهم وفق ما ضمنه لهم الدستور والنظام الداخلي، مشدّدا على أولوية احترام كرامة الجميع مهما كانت حدّة الاختلافات وشراسة المناكفات. 

كما ذكّر  بحق مكتب المجلس في اتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات وفق صلاحياته،  وكرّر دعوته  لكلّ النواب الى الانكباب على الأولويات الوطنية وفي مقدّمتها المساهمة في الحرب ضد تفشي فيروس كوفيد-19 ، ومساندة المجهودات الرسمية والشعبية والتضامنية لربح هذا التحدّي. ودعاهم أيضا إلى التمسّك بقيم الجمهورية وصون مؤسساتها وإعلاء الوحدة الوطنية، والتقيّد بمبادئ الدستور، واحترام فصول النظام الداخلي ومبادئ العيش المشترك وصون الوظيفة البرلمانية عن كل ما يمكن أن يشوبها.

وأكّد راشد الغنوشي على أنّ نهج الحوار هو القاعدة الأساسية في تطارح الآراء وإدارة الخلاف، خاصة وقد أثبت التونسيون قدرتهم على حلّ خلافاتهم مهما كانت حدّتها عبر الحوار الوطني، وأن مصير تونس وقوّتها تكمن في وحدة أبنائها رغم خلافاتهم واختلافاتهم.

من خلال هذا البيان يتبيّن للرأي العام التونسي، أنّ رئيس البرلمان يتعمّد في كلّ مرّة الدفاع عن الإسلاميين والتستّر على جرائمهم وعوض التنديد بما أقدم عليه الصحبي صمارة والراديكالي سيف الدين مخلوف ودعوة النيابة العمومية لفتح تحقيق في الإعتداء، قام الغنوشي بتقديم شكاية لدى المحكمة الابتدائية تونس 1، طالب من خلالها النيابة العمومية بالإذن بتدخل القوة العامة لفض اعتصامات كتلة الدستوري الحر(16 نائبا) والحلول دون تعطيلهم سير الجلسة العامة.

تجدر الإشارة إلى أنّ رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي  حاولت مع أعضاء كتلتها في آخر جلسة عامة يوم الأربعاء المنقضي تعطيل سير عمل الجلسة التي خصصت لمناقشة الاتفاقية المتعلقة بصندوق التنمية القطري والذي تم التصويت عليها في ساعة متأخرة من الليل.

وكان النائب الصحبي صمارة قد أقدم على الإعتداء بالعنف على عبير موسي ثمّ فعل نفس الأمر النائب الراديكالي سيف الدين مخلوف.

 هذا الإعتداء  أثار موجة من التنديد والاستياء صدرت عن عديد الأحزاب السياسية والمنظمات الى جانب تنديد كل من رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة بممارسة العنف داخل البرلمان.

من جانبه، أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيد أنّ حادثة الإعتداء على عبير موسي كان مخطّط لها منذ ثلاثة أيام، وانتقد ما جدّ في مجلس نواب الشعب مؤكّدا أنّ الحصانة للنائب لا تُبيح له التعدي على الأشخاص مهما كان الإختلاف.

 ي.ر