التونسيّيون يُثبتون أنّهم قادرون على الإنتصار ضدّ كورونا
سجّلت تونس يوم 8 أوت 2021، رقما قياسيا في عدد التلاقيح التي تلقاها الشعب التونسي، في يوم واحد تمّ تلقيح أكثر من نصف مليون تونسي وتونسية. التلقيح لأكثر من 500 ألف شخص أدخل الفرحة والسعادة في قلوب التونسيين من مواطنين وإطارات صحية ومنظمات وجمعيات وطنية.
بإذن من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، تمّ تنظيم يوم وطني للتلقيح المُكثّف، خُصّص للفئة العمرية من 40 سنة فما فوق باستعمال لقاح أسترازينيكا وذلك يوم الأحد 8 أوت. تمّ الإعداد لحملة التلقيح على امتداد أسبوع كامل بداية من شهر أوت الجاري، وتمّ تشريك كلّ الفاعلين في هذا اليوم من جمعيات ومنظمات وطنية والهلال الأحمر ومختلف الوزارات على غرار وزارة النقل التي قامت بنقل المواطنين لمراكز التلقيح ذهابا إيابا بطريقة مجانية. وتمّ تجنيد كلّ القوات الأمنية والعسكرية للإشراف على حسن سير عملية التلقيح.
في تمام الساعة السابعة صباحا من صبيحة يوم الأحد 8 أوت الجاري، انطلقت حملة التلقيح في كلّ ولايات الجمهورية وكلّ الجهات في المراكز المخصّصة للتلقيح. أقبل كلّ المواطنين على مراكز التلقيح وتمّ تنظيمهم في شكل صفوف متوازية تفصل النساء عن الرجال وكانت الأولوية لكبار السنّ. صورا جميلة جلبت أنظار الرأي العام التونسي أبرزت معاني التضامن والتآزر بين التونسيّين ومدى عزيمتهم وإصرارهم على التغلّب على فيروس كورونا. حملات التلقيح في كلّ المناطق اتّسمت بالتنظيم والإقبال الكبير من قبل الفئة العمرية ذات 40 سنة فما فوق. رئيس الجمهورية قيس سعيّد توجّه إلى مركز التلقيح بمعهد فرحات حشاد برادس، وأكد على أنّ تونس ستستعيد مكانتها قائلا "سيبقى الشعب التونسي مرفوع الرأس أينما حل لا يقبل غير العز بديلا."
العديد من المواطنين عبّروا عن فرحهم بتلقيهم للتلقيح، وكان الإحتفال في مدينة السواسي من ولاية المهدية مميّزا، حيث استقبل مواطنو الولاية التلقيح بالرقص والغناء والزغاريد، بالنسبة لهم هذا الإحتفال يُعدّ احتفالا بالحياة وبرغبة كبيرة للإنتصارعلى فيروس كورونا. عضو هيئة الصيادلة ايمن اسكندر ، صرّح لـ بزنس نيوز أنّ اليوم الوطني للتلقيح كان ممتازا، وأنّ المواطنين كانوا مُتعاونين بايجابيّة مع المُبادرة واعتبره سابقة ولا شكّ أنها ستكرر في شكل مبادرات أخرى، معلنا أنه انطلاقا من اليوم الاثنين سيتم الانطلاق في تلقيح الفئة العمرية من 30 الى 40 سنة متوقعا أن نصل الى تلقيح 50 بالمائة من التونسيين بحلول شهر سبتمبر، خاصة مع تعميم التلقيح في الصيدليات الأمر الذي من شأنه أن يُخفف الضغط على مراكز التلقيح وتمكينها من الانتقال لفئات عُمرية أصغر.
مع نهاية اليوم الوطني للتلقيح وإغلاق مراكز التطعيم، أعلنت وزارة الصحة أنّ حوصلة النتائج النهائية لليوم الإفتتاحي لعمليات التلقيح المكثف بكامل ولايات الجمهورية بلغت 551.008 عملية تلقيح بــ 335 مركز مخصص لهذا الغرض، وهي موزعة حسب الولايات كالآتي :
وزير الصحة الجديد العميد علي مرابط، في ندوة صحفية له اليوم 9 أوت 2021، توجّه بالشكر لمجهودات الجيش الأبيض والمؤسسة العسكرية والأمنية ومختلف مكونات الدولة من اعلام ومجتمع مدني ومنظمات وطنية ومتطوعين على جهودهم لإنجاح اليوم الوطني للتلقيح التاريخي الذي توجّ بتلقيح نصف مليون تونسي في 12 ساعة مشددا على أن الإعداد لهذا اليوم تم في ظرف أسبوع فقط.
"يوم أمس كان معبرا عن الإدارة التونسية، كان يوم العمل والثبات على أنّ التونسي قادر على التغلب على الصعوبات، علينا أن نصل الى 50 أو 60 بالمائة من المواطنين الملقحين للوصول للمناعة الجماعية، واليوم مع توفر ملايين التلقيح أصبح ذلك ممكنا. أوجه التحية للعملة والاطار الطبي والشبه الطبي والإداريين. الوضع حاليا في انفراج والأرقام تراجعت لكننا سنواصل الحذر والعمل. التونسي واع، أمس لم أرى أيّ مواطن دون كمامة، قبل شهرين كل ما كنا نسمعه أن التونسي غير واع ولا يرتدي الكمامة ولا يحمي نفسه، أمس رأينا عكس كل ذلك وذلك يرفع من مسؤوليتنا..."
كان هذا تصريح وزير الصحة العميد علي مرابط الذي أبرز من خلال تصريحه أنّ للتونسيّين عزيمة للتغلّب على فيروس كورونا وأنّه الشعب التونسي قادر على أن يتضامن مع بعضه البعض لتحدّي كلّ العقبات. وأعلن أنّ اللجنة العلمية ستجتمع مساء اليوم لتحديد تاريخ اليوم المفتوح القادم لتلقيح أكبر عدد ممكن من التونسيين كاشفا أنه سيتم تلقيح التونسيين حيثما كانوا في الأسواق والجمعيات الرياضية وغيرها من الأمكنة مشددا على أنه ابن الصحة العمومية والدولة الوطنية ويعلم كيف يستمع لحاجيات المواطنين، ومذكرا بأن الهدف هو الصحة للجميع، والصحة العمومية لكل مواطن تونسي بخدمات جيدة.
وفقا لرئيس الحملة الوطنية للتلقيح ومدير معهد باستور، الهاشمي الوزير، فإنّه من المتوقّع إلى غاية منتصف شهر أكتوبر المقبل سيتمّ تلقيح 50 بالمائة من التونسيّين أيّ قرابة 6 مليون تونسي. وأوضح الوزير أنّ عدد الحالات الإيجابية بدأ يتراجع تزامنا مع تكثيف عمليات التلقيح، وبيّن أنّه بضمان 80 بالمائة من المناعة عند التونسيين يمكن التفاؤل من ناحية التقليص انتشار الفيروس وتراجع الوفيات.
يوم 8 أوت، اليوم الوطني للتلقيح المُكثّف، كان يوما مميّزا تاريخيا في عمليات التلقيح، تونس سجّلت رقما قياسيا بتلقيح أكثر من نصف مليون تونسي وتونسية تفوق أعمارهم 40 سنة. يوم وطني أثبت فيه الشعب التونسي أنّه شعب ذو عزيمة وإرادة وله رغبة كبيرة في التغلّب والإنتصار على جائحة كورونا التي أزهقت أرواح الكثيرين.
يسرى رياحي
تعليقك
Commentaires