alexametrics
الأولى

"الديمقراطية" بقلم قيس سعيد

مدّة القراءة : 3 دقيقة

 

يحاول رئيس الجمهورية قيس سعيد بناء مشهد سياسي جديد يتماشى مع اختياراته و أهوائه يقصي منه من يريد ويدعو إليه من يشاء . يظهر ذلك من خلال القائمة الاسمية الخاصة بالمشاركين في الحوار الوطني الذي ينطلق يوم غد السبت ، احتوت هذه القائمة على شخصيات وطنية و ممثلي أحزاب سياسية يعتبرهم الرئيس قيس سعيد " الوطنيون " خلافا لمن يصفهم بالخونة . ويبدو أن للرئيس آلة تميز بين الوطني و اللاوطني و الوفي و الخائن ، و هو يستعملها اليوم في الحوار الوطني  و لكن  يبدو أن هذه الالة لم تعمل جيدا خلال السنوات أو الاشهر القليلة الماضية و لم تكشف له عن الوجوه الحقيقية من أول وهلة و يعد  رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي و مديرة ديوانه السابقة نادية ،  الذي اختارهم بنفسه، أبرز الامثلة على ذلك . 

من هو الوطني بالنسبة لقيس سعيد ؟ من هو الخائن ؟ من هو الشخص القادر على المشاركة في الحوار ؟ ماهي شروط المشاركة ؟ أسئلة من الصعب الإجابة عنها ، فللرئيس قاموسه الخاص و قريبا دستوره الخاص أيضا . و قد ينجح قيس سعيد في إقصاء خصومه السياسيين من الحوار لكنه لن يقصيهم من الساحة السياسية ، و قد يبدو توجه الرئيس لاقصاء من أجرمو في حق البلاد صحيحا لكن هل هو قاضي البلاد و العباد ؟ ، هل من أقصاهم الرئيس  جميعهم مجرمون ؟ من الضامن  لصحة و سلامة  أعمالهم و أقواله ؟ لا أحد . 

 و للاشارة من المنتظر عقد هذا الاجتماع يوم السبت 4 جوان 2022 في دار الضيافة بقرطاج. و من المدعوين من أعضاء لجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية :

- الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، عضوا

- رئيس منظمة الأعراف سمير ماجول، عضوا.

- رئيس منظمة الفلاحين، نور الدين بن عياد عضوا.

- رئيسة الاتحاد التونسي للمرأة راضية الجربي عضوة ؛

- رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جمال مسلم، عضوا.

 

عن  الأحزاب السياسية :  زهير المغزاوي: حركة الشعب ، زهير حمدي: التيار الشعبي ، فاضل عبد الكافي: افاق تونس ، فوزي الشرفي: المسار ، عبيد البريكي: تونس الى الأمام ، أحمد الكحلاوي: النضال الوطني

 

الشخصيات الوطنية : حسين الديماسي، راضي المؤدب ، منجي الرحوي ، آمنة منيف ، ليلى طوبال ، أمل قرامي، يسرى فرواس ، درة محفوظ ، هاشمي عليا ، عبد المجيد الشرفي ، نزار يعيش ، عبد العزيز مخلوفي ، هشام بن فضل ، محمد علولو ، يوسف الصديق، حاتم المليكي شاذلية جامع ، جليلة بكار ، حسام الحامي ، أميرة الرياحي ، أحلام بلحاج ، محمد صلاح عياري ، نائلة الزغلامي ، سفيان بن فرحات ، مختار خلفاوي ، أحمد كرم ، عماد حمامي ، فاطمة مسدي.

 

و في الوقت الذي أكد فيه البعض مشاركتهم في الحوار على غرار سمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد الوطني للمرأة ، النائبة السابقة في البرلمان السابق، فاطمة المسدي ، الفنانة ليلى طوبال و الناشط السياسي نجيب الدزيري ، عبر البعض الآخر عن رفض قاطع للمشاركة في الحوار على رأسهم الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أعلن رفضه لحوار صوري معلوم النتائج . و من السياسيين و الحقوقيين  الذين رفضوا المشاركة : فاضل عبد الكافي عن افاق تونس ، النائب السابق حاتم المليكي ، حزب الوطد ، و رفضت الرئيسة السابقة لجمعية النساء الديمقراطيات يسرى فراوس هي الاخرى المشاركة و هذا بالاضافة الى الصحفي سفيان بن فرحات

من جانبه أكد المكلف بتسيير مشروع القناة التربوية والصحفي مختار الخلفاوي أنّه تلقى الدعوة للحضور للجلسة الافتتاحية للحوار الوطني من قبل إبراهيم بودربالة، و أكد موافقتهُ المبدئية على الحضور في الجلسة الافتتاحية، مؤكدا أنه لا يتصور أنّ من تمت دعوتهم مباشرة لم يكونوا على علم أو عبروا على رفضهم.

وأكد الكاتب والباحث انه يتفهم موقفه اتحاد الشغل  بعدم المشاركة في الحوار على صيغته الحالية لكن في المقابل لا يتفهم " المنافقين والانتهازيين"  الذين عبروا عن معارضتهم لقيس سعيد ومساره ثم تساءلوا عن عدم تلقيهم دعوة.

سيجد الرئيس قيس سعيد نفسه الان في مأزق خاصة بعد رفض عدد من الشخصيات الوطنية المعروفة بنزاهتها ، المشاركة في حواره ، فكيف سيبدو هذا الحوار ؟ و كيف سيصف الرئيس من رفضوا المشاركة وتأييد برنامجه ؟ و هل يمكن أن تنطبق نتائج الحوار الذي يشارك فيه أقلية على الاغلبية ؟ هل هذه هي الديمقراطية ؟ ثم لطالما انتقد الرئيس الطبقة السياسية الكهلة نوعا و لطالما أشاد بدور الشباب ؟ أين الشباب اليوم في برنامج الرئيس و في لجانه ؟ 

رباب علوي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter