حين تقترح اذاعة تونسية أن الاغتصاب مرض نفسي !

تتفيه ضمني لجريمة الشنيعة، ومحاولة تبرير مستبطنة للاعتداءات الجنسية عبر اقتراح أنها مردها قد يكون علّة نفسية، كان هذا مضمون منشور صادم، شاركته الصفحة الرسمية الموثقة لاذاعة اي افم مساء اليوم 16 نوفمبر 2020 مقابل دهشة مستمعيها والنشطاء الذين أطلقوا نداءا عاجلا للهئية التعديلية التي من المفترض أن تراقب مثل هذه المضامين الاعلامية (حتى على الويب)، الهئية العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري.

نشرت اي اف ام سؤالا للنقاش في برنامج يستضيفُ خبيرة نفسية، عن رأيهم في الاغتصاب، مقترحين في مضمون السؤال أن الاغتصاب قد يكون "مرضا" نفسيا. منشور اثار استغرابا واستنكارا كبيرين ووُصف بأنه سقطة لاذاعة عُرفت منذ سنوات بمهنيتها.

شارك النشطاء امتعاضهم من انتشار المضامين المهينة للنساء والمنمطة للاعتداءات الجنسية والتحرش، اما عبر فقرات هزلية في برامج وقت الذروة على القنوات الخاصة أو عبر البرامج الاجتماعية المطبعة مع ثقافة الاغتصاب، أو عبر مثيل هذه الاسئلة التي تفتح الباب لتبرير الجرائم الجنسية، وليجدر الذكر أن معالجة مثل هذه القضايا اعلاميا يستوجب حضور مختصين في القانون أو التربية الجنسية أو علم النفس، ولا يعتبر خبيرا أو مختصا الا من له شهادة عملية وخبرة تخول له الخوض في المسألة، حتى لا تقع وسيلة الاعلام في التناول السطحي لمثل هذه المواضيع الحساسة.

تحيين: قامت اي اف ام بعد مئات التعليقات السلبية على المنشور، بتعديل السؤال دون التفسير أو الاعتذار.