alexametrics
الأولى

تونس تدخُل عالم الفضاء عبر القمر الصناعي التونسي تحدّي واحد

مدّة القراءة : 5 دقيقة
تونس تدخُل عالم الفضاء عبر القمر الصناعي التونسي تحدّي واحد


عاشت تونس اليوم الإثنين 22 مارس 2021، حدثا تاريخيا أعاد الأمل والفرح في قلوب وأذهان كافة التونسيين عن مستقبل واعدٍ وجيّد لبلادنا وتمثّل هذا الحدث في دخول تونس عالم الفضاء من الباب الكبير بعد أن تمّ اليوم إطلاق أوّل قمر صناعي تونسي 100 بالمائة ''تحدي واحد أو CHallenge One'' من مقر المحطة الفضائية الروسية في كازاخستان، عبر صاروخ "سيوز 2" لتُصبح  تونس أول بلد من بلدان المغرب العربي وسادس بلد إفريقي يصنع قمرا اصطناعيا بعد مصر وجنوب إفريقيا وغانا. 



 CHallenge One أو '' تحدي واحد'' هو  أوّل قمر صناعي عربي مصنّع بإمكانيات محلية   100 بالمائة من قبل الخبرات التونسية في شركة مجمع تلنات المختصة في التكنولوجيا والبرمجيات والأنشطة الهندسية، وهو قمر صناعي مُختص في '' إنترنت الأشياء'' Internet Of Things وسيستخدم لأول مرة في العالم  بروتوكول LoRa في اتصالات الفضاء، وهو بروتوكول يسمح بالاتصال اللاسلكي بسرعة منخفضة للأجهزة المرتبطة بالإنترنت وذات الاستهلاك المنخفض للطاقة، ويستخدم في سياق المدن الذكية والمراقبة الصناعية والزراعة الذكية.

 

مجمع Telnet، تلنات، الذي يُديره محمد فريخة، كان قد وقّع سنتي 2018 و2019 عديد اتفاقيات التعاون والشراكة مع وكالة الفضاء الروسية Roscosmos و وشركة GK Launch Services العاملتين في مجال صناعة وإطلاق الصواريخ، لإطلاق 30 قمرا صناعيا في مجال خدمات إنترنت الأشياء قبل عام 2023، وذلك في إطار استراتيجية المجمع الجديدة للاستثمار في تكنولوجيات الفضاء بعد النجاح الذي حققته الشركة على امتداد 26 سنة في مجال التكنولوجيا والبرمجيات والأنظمة الالكترونية والهندسة الميكانيكية. 

 

وكان المجمّع قد أعلن بتاريخ 14 أكتوبر الفارط، أنّه قد أنهى  بنجاح كل الاختبارات الوظيفية وعدد من اختبارات الإطلاق الخاصة بالقمر الصناعي التونسي "تشالنج وان"  أو "تحدي واحد" وهو بصدد تسليم القمر الصناعي الى الشركة الروسية المتعهدة بالإطلاق والتي لم يتبقى لها سوى القيام باختبارات الإطلاق الخاصة بها المتمثلة في عملية إطلاق افتراضية لإختبار قدرة القمر الصناعي على الانطلاق حول الفضاء بطريقة سليمة وآمنة وقدرته على أخذ مداره حول الكرة الارضية.

 

وبعد استيفاء كافة الشروط  الفنية والتقنية والقانونية للمشروع، قام الاتحاد الدولي للاتصالات UIT وهو وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات،  بمنح ترخيص الاتصالات لإطلاق أول قمر صناعي تونسي Challenge One وذلك بعد اطلاعه على كافة تفاصيل المشروع  التكنولوجي،  وقام  بإعلام جميع دول العالم عبر موقعه الرسمي بالمشروع وهو إجراء يتم اعتماده في كافة مشاريع الأقمار الصناعية. 

تلنات، هي شركة تونسية متخصصة في صناعة البرمجيات والأنظمة الإلكترونية، تأسست الشركة سنة 1994 وتضم حاليا خمسة  شركات فرعية (تلنات للتكنولوجيا، تلنات إنكوربورايتد، تلنات للاستشارة، داتابوكس، وبي أل أم سيستمز). وتعمل الشركة لفائدة عدة مجموعات عالمية في السوق الفرنسية والألمانية والإنجليزية مثل طومسون، ورونو، وبيجو، وفولسفاغن. وبلغت إيراداتها عام 2011، 33 فاصل 6  مليون دينار تونسي. أدرجت الشركة، التي يملك أغلبية رأسمالها محمد فريخة، أسهمها في البورصة التونسية في أبريل 2011، كما بلغت إيراداتها 43 مليون دينار في 2017.


هذا الإنجاز التاريخي أشرف على إنطلاقه رئيس الجمهورية قيس سعيد، من مقر مجمع تلنات بالعاصمة، رفقة الرئيس المدير العام لمجمع "تلنات"، محمد فريخة، وكان في كلمة له بهذه المناسبة قد عبّر عن فخره واعتزازه بالشباب التونسي الذي أشرف على إنجاز هذا المشروع واعتبر أنّ اطلاق أوّل قمر صناعي تونسي Challenge one، هو بمثابة درس للعالم كلّه بأنّ  ثروة تونس الحقيقية التي لا تنضب أبدا هي الثروة البشرية ''ثروة الأحرار الذين لا يقبلون إلا بالعزة والحرية وثروة الشباب القادر وهو قادر على تحدي كلّ الصعاب وعلى كلّ العقبات وعلى تذليل كلّ أنواع المخاطر التي تجاوزوها في تونس وفي كلّ أنحاء العالم''، وتابع قائلا '' إننا فخورون بشبابنا وبقدراتنا في كلّ أنحاء العالم وليس من قبيل التزيّد على الإطلاق أن أقول أنّ الكثيرين من التونسيين والتونسيات أبهروا العالم بقدراتهم وبثباتهم وبسيطرته على العلم وعلى التكنولوجيا''. 


 الرئيس المدير العام لمجمع "تلنات"، محمد فريخة، في كلمة له إعتبر أنّ إطلاق القمر الصناعي التونسي هو '' لمسة وفاء لجيل الإستقلال الذي استثمر في العلم والمعرفة'' وهو بمثابة رسالة أمل لكلّ الشباب التونسي ليؤمن بقدراته. وأكّد أنّ هذا اليووم هو  يوم تاريخي وخطوة أولى نحو الفضاء ستتلوها خطوات أخرى بفضل تضافر الجهود بين الدولة وجميع المؤسسات وأوضح أنّه يطمح رفقة الشباب المبتكر أن تكون تونس قطبا لتكنولوجيا الفضاء في إفريقيا وتابع قائلا '' و نصبوا بالشراكة مع الدول الإفريقية والعربية لإطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية من الجيل الجديد لخدمة إنترنت الأشياء''.  وأعلن فريخة  أنّه سيُساهم مع الدولة لتركيز ''مدرسة مُختصة في علوم الفضاء واختصاصات الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية ''.


أحمد الفاضل رئيس الجمعية التونسية للفضاء، في تصريح إعلامي، أكّد أنّ  هذا القمر الصناعي التونسي "تشالنج وان"  أو "تحدي واحد"، مُختص في ''إنترنت الأشياء'' لأنّها تمثل سوقا واعدة تبلغ قيمتها حاليا 418 مليار دولار، وستصل هذه القيمة إلى 1 فاصل 5  تريليون دولار في عام 2025". 


مدير المشروع المهندس أنيس يوسف في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، اعتبر أنّ إطلاق القمر الصناعي التونسي ''تحدي واحد'' هو أجمل رسالة للشباب التونسي والعربي مفادها أنّ الطموح لا سقف له. وعبّر عن فرحه بدخول تونس عالم تكنولوجيات الفضاء والصناعات المتطورة، ''وقريبا يتحقق حلم عشناه منذ 2016 وبدأنا في العمل عليه فعليا منذ أفريل 2018، نجحنا في تركيب قطع القمر الصناعي واجتزنا كل الاختبارات، والآن القمر جاهز للإطلاق على أن يستمر في المدار سبع سنوات".


وكشف أنيس يوسف أنّ  مهمة القمر الصناعي التونسي تتمثل في تغطية العمل بتكنولوجيا الجيل الثالث للإنترنت وما يسمى إنترنت الأشياء وسيستخدم لأول مرة في العالم برتوكول "لورا" (LoRa) في اتصالات الفضاء، وهو بروتوكول يسمح بالاتصال اللاسلكي بسرعة منخفضة للأجهزة المرتبطة بالإنترنت وذات الاستهلاك المنخفض للطاقة، ويُتيح توفير اتصال عبر الأقمار الاصطناعية بين قطع موجودة من دون الحاجة سوى لتغيير الهوائيات. ويستخدم في المدن الذكية والمراقبة الصناعية والزراعة الذكية، وسيعمل على تبادل المعطيات بين الأشياء في عديد المجالات ومنها النقل والفلاحة واللوجستيك ،وذلك من خلال استقباله المعطيات وإرسالها للمزودين في مختلف دول الكرة الأرضية.


كما يرمي القمر الصناعي التونسي ''تحدي واحد'' إلى جمع بيانات من أجهزة استشعار بينها أدوات قياس حرارة أو لواقط للتلوث متصلة بالإنترنت أو شرائح لتحديد التموضع أو مستشعرات للرطوبة، لقراءتها في الوقت الحقيقي حتى في مناطق لا تغطيها الشبكة على الأرض. ويجسد المشروع البالغة تكلفته حوالى 1 فاصل 2 مليون دولار  والذي انطلق في 2018، عمل فريق من المهندسين التونسيين الشباب، بمواكبة خبراء تونسيين في الخارج بينهم خبير شارك في مهمة "برسيفرنس" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى المريخ. وتبلغ قدرة الإرسال الخاصة بقمر "تشالنج وان" أو ''تحدي واحد'' الاصطناعي 250 كيلوبايت في الثانية على نطاق 550 كيلومترا، بحسب الشركة المصنعة.


مهمة القمر الصناعي التونسي "تحدي واحد "،  تستغرق من 5 الى 7 سنوات وسيغطي المناطق البيضاء بمعنى باقي مساحة الارض غير المغطاة بانترنت إلى حد اليوم بإطلاق أول قمر صناعي عربي افريقي، محلي الصُنع " تحدي واحد" الذي صنع بخبرات تونسية خالصة لنحو 20 مهندسا تونسيا من خريجي مدارس المهندسين التونسية وبدعم من بعض الخبرات التونسية المتواجدة في وكالات فضاء دولية، تدخل تونس نادي البلدان التي أرسلت أقمارا صناعية للفضاء. 



يسرى رياحي 

 




تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter