alexametrics
الأولى

تونس و الاقتراض : شر لابد منه

مدّة القراءة : 3 دقيقة
تونس و الاقتراض : شر لابد منه

تبحث الحكومة التونسية عن تمويلات جديدة من أجل تعبئة موارد الدولة ،  و تحتاج تونس الى حوالي 20 مليار دينار منها 8.1 مليار دينار بالاقتراض الداخلي و 12.1 مليار دينار عن طريق الاقتراض خارجي ، في الوقت الذي بلغ فيه عجز الميزانية 9792 مليار دينار ، و فق ما ورد في قانون المالية التكميلي لسنة 2021 . 

 

 و تمكنت الدولة التونسية خلال هذه السنة من جمع  1,8 مليار دينار عن طريق الاكتتاب و هو رقم غير كاف بالنظر الى حاجيات الميزانية و الى عجز الميزانية و مؤشرات الدين العام . وشهد الدين العام ارتفاعا طفيفا خلال سنة 2021 و بلغ  112 مليار دينار في الوقت الذي قدر قدر ب 100 مليار دينار سنة 2020 ، و هكذا تصل حصة المواطن التونسي من إجمالي الدين إلى 9 ألاف و300 دينار .

 

و للتذكير بلغ الدين العام لتونس سنة 2010  25.639 مليار دينار، بنسبة 40.7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي ، وبلغ  سنة 2011 ، 28.779 مليار دينار ، و شهد ارتفاعا سنة 2016 وحدد ب 55.921 م.د ، ثم ب 68.037 مليار دينار في سنة 2017 ، و من ثم صعد الى حدود 90 بالمائة سنة 2020 و حدد ب  93.04 مليار دينار ، و من المتوقع أن يبلغ الدين العام خلال السنة الحالية 2021 ،  109.23 مليار دينار من بينها  74.21 مليار دينار ديون خارجية .

 

هذه الصعوبات المالية دفعت تونس الى التفاوض مجددا مع شركائها من دول مجاورة و مؤسسات مالية عالمية ، مع العلم  ان 15 بالمائة من الديون الخارجية هي ديون دولية من بينها فرنسا و السعودية ، أما باقي الديون فهي لمؤسسات تمويل على غرار البنك العالمي ، صندوق النقد الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية .

 

و انطلقت الحكومة السابقة في  المفاوضات مع صندوق النقد الدولي في ماي الماضي 2021 من أجل الحصول على  قرض بقيمة 4 مليار دولار ، لكن المفاوضات تعطلت بعد الاعلان عن الاجراءات الاستثنائية يوم 25 جويلية 2021 ، لهذا السبب و مع تركيز الحكومة الجديدة تسعى حكومة نجلاء بودن الى التفاوض مجددا مع الصندوق ، و تقدمت الحكومة الجديدة مؤخرا بطلب دعم جديد  بحسب ما أكده  المتحدث باسم صندوق النقد الدولي، جيري رايس، في تصريح لوكالة رويترز أمس الخميس 18 نوفمبر 2021 .

وقال جيري رايس أن الصندوق بصدد إجراء المباحثات التقنية للنظر في امكانية إطلاق برنامج تمويل جديد لدعم تونس ، و لتحديد الأولويات الاقتصادية لتونس مؤكدا تمسك الصندوق بالشراكة مع تونس " كنا و سنظل شريكا قويا لتونس " .

و في الوقت الذي عبر صندوق النقد الدولي عن استعداده للنظر في طلب تونس و دعمها خلال الأزمة الاقتصادية ، يشترط الصندوق جملة من الإجراءات وهو ما ورد في اختتام مشاورات المادة الرابعة لعام 2021 مع تونس منذ شهر فيفري 2021 ، و من بين هذه الشروط دعا الصندوق الى : خفض العجز المالي ، خفض الأجور ، الحد من دعم الطاقة مع إعطاء أولوية للإنفاق على الصحة العامة والاستثمار وحماية الإنفاق الاجتماعي الموجه للمستحقين ، وهذا بالاضافة الى ضرورة تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق للمؤسسات العمومية . 

 

وتعول الحكومة التونسية على دعم صندوق النقد الدولي لإخراجها من أزمتها الاقتصادية  و رغم ان الاجراءات التي قد تتخذها الدولة ستكون موجعة الا انها ستكون ضرورية في الوقت الحالي ، لان الاصلاح الاقتصادي في تونس يتطلب جهودا و سنوات لإصلاح المنظومة المالية و الاقتصادية بصفة عامة ، و على الدولة اليوم العمل على  إعداد البرامج والمشاريع الممولة بقروض خارجية مع وضع أهداف استراتيجية بخصوص التداين العمومي و هذا يتطلب خطة عمل واضحة المعالم . 

رباب علوي 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter