كان الرئيس التونسي الأسبق الدكتور محمد المنصف المرزوقي، ضيفا في قناة فرانس 24 مساء أمس الثلاثاء 12 أكتوبر 2021، مع حكيم بالطيفة، وتمّ سؤاله عن الاتهامات له بالتحريض على التدخل الخارجي في تونس وإصدار الرئيس التونسي قيس سعيد أمرا بتسمية حكومة جديدة تقودها امرأة في سابقة في تاريخ البلاد وإرجاء القمة الفرنكوفونية في جزيرة جربة.

حول دعوته لفرنسا بالتدخل في الشأن الداخلي لتونس، نفى المرزوقي ذلك مشيرا أنّه دعا فرنسا إلى عدم دعم ما وصفه بـ الإنقلاب في تونس. واستمات المرزوقي في دفاعه عن إيمانه في استقلالية القرار الوطني واعتبر أنّ هناك حملة ممنهجة ضدّه وتم إخراج كلامه عن سياقه وتمّ اتهامه بالخيانة. 

على الرّغم من أنكاره لتصريحاته التي أثارت ضجّة لدى التونسيين ولدى الدول الصديقة لتونس، ذكّر مقّدم البرنامج '' حكيم بالطيفة'' منصف المرزوقي بتصريحاته حرفيا التي قالها يوم السبت 9 أكتوبر 2021، والتي قال فيها حرفيا '' أدعو الحكومة الفرنسية والطبقة السياسية الفرنسية عامّة إلى عدم خذلاننا من جديد وأن يقفوا إلى جانبنا في إطار استقلالية قرارنا الوطني وفي إطار دعم الديمقراطية التونسية حتى ننتهي من هذه الفترة المؤسفة''. 

بعد أن تمّ تذكيره بتصريحاته، واصل المرزوقي نقده للرئيس قيس سعيد وللتدابير التي اتخذها مؤكّدا أنه دعا إلى عدم دعم '' هذا المُستبد'' وواصل قائلا '' قمّة المسخرة أن يعطوني أنا دروسا في الوطنية''. وذكّر أنّه تمّ تخوينه في عهد بورقيبة ثمّ في عهد بن علي وتمّ تخوينه في عهد سلطته وأكّد قائلا '' العقل الإستبدادي يرى دائما في المعارض خائنا''. 

كما أبدى المرزوقي رأيه في رئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن قائلا '' أتمنى أن تكون رئيسة حكومة حقيقية ولكن الجميع يعلم أنّها مجرّد سكرتيرة  للأسف الشديد ''. 

وعودة منه على تأجيل الدورة 18 للقمة الفرنكوفونية المزمع تنظيمها بجزيرة جربة في شهر نوفمبر 2021، أفاد المرزوقي قائلا '' أنا أفتخر بنجاحي في إحباط عقد القمة الفرنكوفونية ''  نافيا أنّه دعا أطراف خارجية للتدخل في شؤون تونس قائلا '' أنا حريص على استقلال تونس أكثر من أيّ انسان آخر''. 

وأضاف المرزوقي أنّه مع أن تتمّ القمة الفرنكوفونية في تونس ولكن شرط أن تكون تونس دولة ديمقراطية مشيرا أنّه ليس من المعقول أن يحضر قرابة 30 رئيس دولة ديمقراطية في بلد به '' انقلاب'' معتبرا أنّ ذلك يعُتبر تأيّيد للدكتاتورية. 

'' أتمنى في هذا العام أن تعود تونس إلى المسار الديمقراطي، أريد الخير لبلدي وأن يكون هناك حوار''. 

للتذكير، أثارت تصريحات الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي في وقفة احتجاجية بباريس يوم 9 أكتوبر الجاري،  نفذها معارضو قيس سعيد، العديد من ردود الأفعال والإنتقادات والتي دعا من خلالها فرنسا إلى وقف أيّ دعم للرئيس قيس سعيّد وللنظام في تونس الذي اتّهمه بالإنقلاب وذلك للضغط من أجل عودة البرلمان الذي قام رئيس الجمهورية قيس سعيّد بتجميد أعماله بعد تفعيله الفصل 80 من الدستور.

وكانت وزارة الخارجية التونسية قد أدانت تلك التصريحات والتصرفات "المشينة " واعتبرتها أنّها تهدف للتحريض على تونس لتعطيل المسار التصحيحي للتجربة الديمقراطية والمسّ من سمعة بلادنا وإرباك علاقاتها وصداقاتها الخارجية.

ي.ر