alexametrics
الأولى

روني الطرابلسي .. الإستثناء

مدّة القراءة : 3 دقيقة
روني الطرابلسي .. الإستثناء

 

 الصحافة الفرنسية تعتبره "الإستثناء في العالم العربي" وفي تونس تم انتقاده إثر تسلمه مهامه في منصبه الجديد .. هو روني الطرابلسي، وزير السياحة التونسي الجديد "الوزير اليهودي الوحيد في الوطن العربي"، حسب الإعلام الفرنسي .. وقد راهن عليه رئيس الحكومة، يوسف الشاهد في ظرف يبدو أن السياحة التونسية في أمس الحاجة فيه إلى دفع قوي، مما جعل كل الأنظار تتجه نحو روني الطرابلسي.

 

وزير السياحة الجديد نزل يوم الخميس 24 جانفي 2019 ضيفا على البرنامج التلفزي  " Touche pas à mon poste " الذي ينشطه سيريل حنّونة، على قناة C8 الفرنسية قد تم تخصيص 5 دقائق كاملة من تلك الحلقة للترويج لصورة تونس حتى ان سيريل تعهد بتصوير حلقة من برنامجه في تونس قريبا ستخصص للترويج لبلادنا كوجهة سياحية باعتبار انه من جذور واصول تونسية.

 

كان روني الطرابلسي مرفوقا خلال تلك الفقرة الترويجية بأربع ملكات جمال تونسيات. قام الوزير وابتسامته المعهودة لم تفارق مياه، بتوزيع بعض الهدايا التذكارية على الحضور متمثلة في الشاشية التونسية وماء الزهر. كما استثمر الوقت المخصص له بدعوة المشاهدين الى زيارة تونس الجميلة متوجها اليهم بهذه العبارات " أقول لاصدقائنا الفرنسيين تعالوا لقضاء عطلكم في تونس هذا البلد العظيم والديمقراطي. زوروا تونس احد اجمل البلدان في العالم".

رغم طابعه الفلكلوري فان الظهور التلفزي لروني الطرابلسي لاقى استحسان واعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي. والحقيقة ان ظرافة الوزير الحالي وأسلوبه في التعامل، قطعت مع طباع سلفه ذات التصرفات المغايرة تماما.

 روني الطرابلسي خلف على رأس وزارة السياحة، سلمى اللومي، يوم 5 نوفمبر 2018 على اثر تحوير جزئي اجراه يوسف الشاهد على فريقه الحكومي. وقد كان مرشحا لهذا المنصب منذ 2014 في حكومة مهدي جمعة آنذاك قبل ان يستقر الراي في اخر الأمر على اختيار آمال كربول لخطة وزيرة للسياحة.

 

 الوزير الجديد هو في الأصل رجل اعمال وصاحب وكالة للاسفار Royal First Travel وعضو لجنة تنظيم زيارة معبد الغريبة بجزيرة جربة وقد كان منذ الإعلان عن اسمه في الحكومة المقترحة محل انتقادات البعض الذين عابوا عليه افتقاده للشهادات العلمية وقلة كفاءته الأكاديمية مقارنة بمنصبه الوزاري كما اعتبره اخرون "ليس تونسيا 100بالمئة" ليمثل البلاد في المحافل الدولية وخارج الوطن الى جانب بعض الانتقادات اللاذعة في علاقة بأصوله اليهودية.

 رغم كل ذلك حافظ روني الطرابلسي على هدوئه ورصانته وعوض الدفاع عن نفسه فضل التعامل بإيجابية مع الأمور واستثمار الفرص التي تتاح له للحديث عن تونس. كتب في مقال نشر على أعمدة Business News بتاريخ 11 جانفي 2019 "انا رجل ميدان. لم ادرس السياحة في المعاهد المختصة وهو ما ينتقدني لاجله البعض. صحيح انني لم اتابع دراستي الى مراحل عليا ونحن لسنا جميعا متساوين امام الفرص المتاحة للدراسة. اكن مستويات الذكاء متعددة ومختلفة فأنا لم ابق مكتوف الايدي وعولت على نفسي في شق طريقي وتعلم مهنة ومازالت أسعى جاهدا الى ان أكون الأفضل. انا أعيش منها منذ سنوات واساعد غيري على العيش منها وها انا أحاول ان اجعل بلدي يستفيد من خبرتي في هذا المجال. انا لم احرز شهادة البكالوريا لكنني اكتسبت المهارات الأساسية حتى أكون شخصا منتجا وتلك هي الغاية القصوى من التعليم".

 كما ان روني الطرابلسي رفض كل الشبهات التي حامت حوله في علاقة بتضارب المصالح، موضحا في هذا الصدد انه استقال من كل مهامه في الشركات ذات الصبغة السياحية للتفرغ كليا لمهامه الجديدة كوزير للسياحة. ولئن كان البعض ينتقد الجانب الفلكلوري في أسلوبه وتصرفاته فانه يحسب للرجل حرصه على تنشيط وزارته ومزيد دفع العمل صلبها.

 

في حوار صحفي أجرته معه مجلةNouvelobs في عددها الصادر يوم 20 جانفي 2019 تم تقديم وزير السياحة التونسي الجديد على انه "استثناء كوني" باعتباره أول وزير يهودي في العالم العربي. وهو مؤشر على انفتاح تونس وتصالحها مع جزء من هويتها وتاريخها.

 

من طموحات روني الطرابلسي وأهدافه لسنة 2019 هو جلب 9 ملايين سائح الى تونس بعد ان زارها اكثر من 8 ملايين في 2018 وهي أرقام ومؤشرات قال انها تستند الى حسابات علمية ومضبوطة. وأوضح انه يعتزم المراهنة على السياحة الثقافية والرياضية الى جانب سياحة الأعمال، معلنا على صعيد اخر عن انه سيتم فتح شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، هذا الشارع الرمز، امام العارضين والفنانين كما انه يطمح الى رد الاعتبار للصناعات التقليدية التونسية والتصدي للمنتوجات الصينية، فضلا عن عمله على إعادة فتح ملف السماء المفتوحة مع الحرص على ان يكون ذلك مدروسا ولا يضر بمصلحة تونس.

 

في احدى تصريحاته الإعلامية اكد روني الطرابلسي ان "الشباب في حاجة الى مزيد من الرعاية والاهتمام والى من ينصت اليهم ويبوئهم المكانة التي يستحقون ويقدرهم حق قدرهم. الدول الأجنبية تزخر بالكفاءات التونسية التي غادرت البلاد لان لا احد اعد لهم رؤية مستقبلية. فالشباب يريدون البقاء في تونس لكن علينا ان نخبرهم ونطمئنهم بان أوضاعهم ستتحسن ونعيد لهم الأمل". هذه الكلمات تنطوي على رسالة واعدة وإيجابية لكن يجب توفير أسباب تنفيذ كل هذه الوعود في اقرب الآجال.

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter