الموجة الثالثة من كورونا تطلّ برأسها

لئن ارتفع عدد المُلقحين في تونس ضد فيروس كورونا إلى 80.140 شخصا بعد تطعيم 9303 في اخر تحيين، ووصل إجمالي المسجلين على منظومة 849318 مواطن، فان بوادر موجة ثالثة تترادفُ دون أيّ ارادة سياسية لادارة الأزمة الصحية كما ينبغي.

تنوي وزارة الصحّة تلقيح 5 ملايين مواطن مع موغى السنة لكن ذلك الرقم يبدو صعب المنال مع نسبة تلقيح متواضهة وعزوف عن التسجيل في المنظومة الرقمية للتلاقيح يقابله من جهة أخرى شُحّ في استيراد الجرعات اللازمة لبلوغ الرقم المنشود.
تتوالى التحذيرات من موجة ثالثة لن تكون كسابقاتها خاصة مع وصول العديد من المستشفيات الى طاقة الاستيعاب القصوى، واقتراب أسرة الانعاش من النفاذ. على قاب قوسين من انهيار المنظومة الصحيّة، الحياة اليومية تسير بنسق عادي في حالة انكار غريبة للخطر القادم، في المقاهي والأسواق والمراكز التجارية والشوارع والمؤسسات التربويّة.

عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا ومدير معهد باستور الدكتور الهاشمي الوزير حذّر من أنّ تونس مقبلة على فترة وبائية صعبة نظرا الى ارتفاع عدد حالات الاصابة و الوفيات الجديدة وهو ما يؤكد دخول بلادنا في موجة وبائية ثالثة.

لوزير أشار الى نسب التلقيح مازالت ضعيفة. لئن اكتسب 20 بالمائة من التونسيين مناعة ضد فيروس كورونا الا أن خطر السلاسة الجديد يطلّ برأسهمن الزاوية- بنسب عدوى ووفيات مرتفعة في بريطانيا وجنوب افريقيا وأستراليا وبقية الدول الأروبية التي شهدت انتشارا غريبا للمتحوّل الجديد، فيما أعلت فرنسا الحجر الصحي والاغلاق التام لأربعة أسابيع.

نائبة رئيس قسم الإسعاف الطبي والاستعجالي سعيدة زلفانى، أمدت أن نسب التحاليل الايجابية في تزايد، مما يعد مؤشرا خطيرا يستوجب الحذر والصرامة في تطبيق البروتوكول الصحي.
"وجود أشخاص تتراوح أعمارهم بين 40 و50 سنة بالعناية المركزة وهو ما يعنى أن فئة الكبار في السن ليست وحدها المعنية بمخاطر الإصابة بفيروس كورونا." أكدت الطبيبة.

الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، جليلة بن خليل، أعلنت أن اللجنة العلمية اقترحت تعديل توقيت حظر التجوّل. حذّرت الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية، أنه في صورة المواصلة في نفس النسق فإن تونس ستصل إلى حالة خطيرة جدا محمّلة المسؤولية للمواطن والدولة على حدّ سواء.

"الوضع مختلف كثيرا عمّا كان عليه منذ شهر، لاحظنا ارتفاعا في نسب الاصابة ومعدل التحاليل الايجابية التي بلغت 23 بالمائة، يوجد 17 ولاية و95 معتمدية مصنفة خطيرة وخطيرة جدا أكثر من 100 حالة على مائة ألف ساكن. سجّلنا ارتفاعا في نسق اقبال المرضى على المستشفيات ووصلت أسرة الانعاش في بعض المساشفيات الى طاقة الاستيعاب القصوى، نسجل يوميا تزايدا في نسق الوفيات. المؤشرات خطيرة واضافة الى ذلك سجلنا انتشار للسلالة البريطانية ووصلنا في تونس الى مرحلة العدوى المحليّة بالسلالة الجديدة.الوضع خطير."ورجّحت أن تكون الموجة الثالثة أخطر من سابقاتها داعية الى الحذر وتشديد الاجراءات، منتقدة التراخي من الطرفين من الدولة ومن المواطنين.

وأكدت أن بعض الحالات انتقلت من تسجيل تحليل ايجابي والتعكر الى الوفاة، محذرة من السيناريو الأوروبي وانهيار المنظومة الصحية. وتابعت الطبيبة أنّ مستفى عبد الرحمان مامي وصل الى طاقة الاستيعاب القصوى ويوجد 19 مريض في الانعاش بينما طاقة الاستيعاب 17 فقط. المستشفى الميداني بالمنزه به 50 حالة و18في الانعاش.

سجلت المستشفيات خلال الأيام الأخيرة زيادة في الضغط نتيجة لارتفاع عدد الحالات الوافدة التي تتطلب الانعاش والأوكسجين. زيادة عدد الاصابات بالسلالة البريطانية أدت الى تسجيل هذا الضغط.

بدوره، حذر وزير الصحة فوزي مهدي، من موجة ثالثة لانتشار الفيروس داعيا المواطنين للاحتياط وتطبيق البروتوكول الصحي واتخاذ كل الاجراءات الوقائية خاصة في ظل ارتفاع نسبة ايجابية الإصابات وعدد المقيمين في أقسام الانعاش والاكسجين.
الدكتورة سمر صمود، الأستاذة الجامعية الاستشفائية المبرزة في المناعة بمعهد باستور، نبّهت من ''طوفان إصابات بفيروس كورونا المستجد لا يستثني أحدا''.

ودعت الطبيبة، إلى ضرورة غلق الحدود إلّا للعمل والاستثناءات مع فرض حجر صحي حسب الجهات و حالة تفشي الوباء.
مستشار منظمة الصحة العالمية ورئيس لجنة الصحة في البرلمان سابقا سهيل العلويني، دعا الى حجر صحي موجّه، مرجحا أنه من الممكن إقرار حظر الجولان من الساعة السابعة او الثامنة ليلا موجها دعوة عاجلة لرئيس الحكومة هشام مشيشي لاتخاذ القرار المناسب للتقليص من عدد الإصابات والوفيات.

"عدد الإصابات ازداد بطريقة مخيفة ومرعبة حتى انه تم الوصول لنسبة التعبئة القصوى في المستشفيات، نحن مقبلون على أزمة قوية لم نشهد لها مثيلا".

مدير عام الصحة بوزارة الصحة فيصل بن صالح أكد بدوره أن بوادر موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا بدأت تلوح مرجعا تطور الوضع الى ظهور السلالات المتحورة لهذا الفيروس واساسا السلالة البريطانية في تونس مفسرا أن الوضع يشهد زيادة في الطلب على أسرة الانعاش والأوكسجين مع عودة البؤر الوبائية للظهور في بعض الجهات.