تنمّر، ذكورية، خرق لأخلاق المهنة- أمين قارة يصدم مُستمعي الماتينال
التاسعة صباحا، الاف التونسيين لازالوا في طريقهم للعمل، ربمّا أطفالهم معهم في السيارة - الاف في العمل، في محلاتهم، الاف يشاهدون البثّ الحيّ على صفحة الفايسبوك، الاف خارج البلاد يُلطفون الغربة باللهجة الأليفة القادمة من الراديو; في المجمل ملايين يستمعون الى برنامج اذاعيّ صباحيّ محترم في اذاعة محترمة، غير متوقعين أن يجعل الاعلامي أمين قارة من ميكرو اذاعة موزاييك منبرا للكراهية والخطاب الذي يحطّ من الذات الانسانية ويسخر من الاختلاف.
بعد حادثة الاعتداء التي تعرضت لها حارسة المرمى للفريق الايراني لكرة القدم سيدات- زهراء كودايي، حيث نزع حجابها على أرضية الملعب وانتهكت حرمتها الجسدية وتم اتهامها بأنّها "ذكر"، نشرت اللاعبة شهادة ولادتها، مثبتة أنها أنثى، وطالبت بتعويض مالي كجبرعن الاعتداء التي تعرضت له أمام أنظارالعالم وحملة التنمّر والسخرية البشعة التي طالتها لأيام.
في تونس، تناول أحد "اعلامييّ الصف الاول" الحادثة، لا نقدا لظاهرة التنمر بل خرقا لاخلاقيات المهنة الصحفيّة (العادة التي عرضته في أكثر من مرة لخطايا وايقاف برامج)، ساخرا من مظهر حارسة المرمى الايرانية، متقيّئا ذكوريته ومعاييرهُ الجمالية المريضة على أسماع جمهور الماتينال الذي صُدم من التناول السطحي المثير للاشمئزاز للحادثة: "ما نحبوش نحطو تصويرتها فما نساء تتوحم" قال الاعلامي ضاحكا "حجامتها كيفك"، علّق مازحا مع زميله.
أمام ما أثاره التعليق المقزز لأمين قارة، المتنمّر على المباشر، انطلقت حملة على الشبكات لتقديم شكوى ضده للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري.
عوض أن يعتذر بجدية ويصوّب الفضيحة التي كبدّها للاذاعة، اعتبر قارة في منشور له أن منتقديه هم "الغيورون من نجاحه" والذين يريدون الركوب على الحدث- ساخرا من وجود "محبين للمنتخب الايراني في تونس".
تثبت الحالات المتكررة للتنمّر والسخرية والميزوجينية، والهوموفوبيا التي تجد مكانا لها في وسائل الاعلام، أنّ الاعلاميين بحاجة امّا لتأطير جديّ في مواضيع النوع الاجتماعي، الكويرية، المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية للصحفي.. أو لتغيير المهنة.
تعليقك
Commentaires