alexametrics
الأولى

نداء تونس: مؤتمر الفرصة الأخيرة

مدّة القراءة : 3 دقيقة
نداء تونس: مؤتمر الفرصة الأخيرة

 

بعد دورة نيابية زاخرة بالأحداث المختلفة منذ انتصار عام 2014 ، يحاول نداء تونس أن يتجمع إثر الإعلان خلال ندوة اللجان الجهوية عن جدول تفصيلي لمؤتمر الفرصة الأخيرة الذي سينعقد في أوائل شهر مارس المقبل.

ومع ذلك، فإنّ هذا الاجتماع غير مطمئن خاصة بعد التصريحات النارية لحافظ قائد السبسي.

 

يوم 06 جانفي 2019 انعقدت ندوة اللجان الجهوية لإعداد مؤتمر حركة نداء تونس و تم خلالها كشف النقاب عن جدول المؤتمر الوطني المقرر عقده يومي 02 و 03 مارس 2019 و الذي يهدف إلى حل مشكلة الشرعية التي عانى منها نداء تونس منذ وصول مؤسسه الباجي قائد السبسي لرئاسة الجمهورية.

لم تكتفِ قيادة نداء تونس بتضاعف الأخطاء فحسب، بل تم تكرارها عديد المرات.

المناورة التي أدت إلى انتخاب ياسين العياري في مجلس نواب الشعب أو رسالة حافظ قائد السبسي في خضم الانتخابات البلدية كانت كافية لتحديد مؤهلات أي زعيم سياسي، لكن حافظ قائد السبسي يتمتع بالحصانة التي يقدمها له اسمه، لأن والده يبقى الشرعي الوحيد في نداء تونس لأنه المؤسس.

 

إن الحلم الحالي لقيادات نداء تونس هو النجاح في إعادة زخم عام 2014 في انتخابات عام 2019. ولتحقيق ذلك، سيكون من الضروري انتخاب قيادة توافقية تنجح في تجميع الندائيين. من المؤكد أنه لن يكون الأمين العام الفار للخارج والهيئة السياسية المتنازع عليها يمكن أن تعيد نداء تونس لسالف عهده.

 من ناحية أخرى، من المؤكد أن نداء تونس سيستند إلى التراث البورقيبي المفترض وسوف يلعب ورقة الخوف من تغول الإسلاميين.

 

هناك عقبة كبيرة أخرى أمام نجاح نداء تونس هي حافظ قائد السبسي و من المحتمل أن يقول أنصاره أن هذا جزء من حملة منسقة تستهدف قائدهم المخلص. فبسبب هذا السلوك أصبح قادة نداء تونس معزولين عن قواعدهم التي تفككت تدريجيا فمسيرة السبسي الابن على رأس نداء تونس كانت فوضوية على أقل تقدير، خاصة بعد قراره الأخير المتمثل في انضمام الاتحاد الوطني الحر إلى حزبه، لإن هذا الانصهار لم يؤد إلى إعطاء كتلة نداء تونس الوزن الضروري للتأثير في مجلس نواب الشعب ومواجهة كتلة الائتلاف الوطني.

 

واصل حافظ قايد السبسي تصريحاته النارية واتهم على هامش ندوة اللجان الجهوية لأعداد المؤتمر الانتخابي حركة النهضة بمحاولة إضعاف حزبه معتبرا أنها بمساندتها لمجموعة رئيس الحكومة يوسف الشاهد تهدف لإضعاف نداء تونس وتشتيته من أجل أن تجد ساحة سياسية فارغة ومشتتة في الانتخابات القادمة.

كما أضاف أن مجموعة يوسف الشاهد بان بالكاشف أنها تخدم مصالح حركة النهضة، واصفا يوسف الشاهد بالقيادي في الصف الرابع.

كما وجه رسالة إلى المنشقين عن حزبه مؤكدا انهم لم يحققوا شيئا بخروجهم سوى اضعاف حزب النداء وتشتيت أصواته وتكوين أحزاب من فئة صفر فاصل، رغم الضجيج والبهرج الذي رافق خروجهم.

وانتقد أيضا بوجمعة الرميلي مبينا أنه ساهم في إضعاف نداء تونس بعد مغادرته للحزب.

في السياسة إضعاف الخصوم جائز و أكبر دليل على ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حين اضعف اليسار و اليمين ليصل الى كرسيّ الرئاسة في فرنسا، علاوة على ذلك حافظ قائد السبسي لا يستطيع تقديم الدروس في علاقة بالتحالف مع حركة النهضة لأنه كان من ضمن الذين أسسوا للحكم المشترك معها لمدة أربعة السنوات.

 

 

يبدو أن نداء تونس يريد الدخول تحت قيادة السبسي الابن في حرب مزدوجة ضد كل من يوسف الشاهد و مشروعه السياسي من جهة، و حركة النهضة من جهة أخرى، هذا الخيار المحفوف بالمخاطر قد يجعل من نداء تونس حزبا ضعيف الوزن، وهذا ما تؤكده حقيقتين:

 أولا، حركة النهضة تواصل التقدم في البرلمان وتمرير القوانين رغم كل مواقف كتلة نداء تونس وكان قانون المالية وصندوق  الكرامة دليل على ذلك.

ثانيا رفض تعيين هشام الفراتي على رأس وزارة الداخلية قبل التحول المثير للإعجاب والتصويت له.

يمكن أن يحقق نداء تونس فائدة أكبر حين يترك مجالا للنقاش مع كتلة الائتلاف الوطني والشاهد بدلا من توصيفه كقيادي في الصف الرابع.

 

إن جمع ما تبقى من نداء تونس ليس رهين مؤتمر أو برنامج، لأن العامل الوحيد القادر على تحقيق هذا الإنجاز هو الباجي قايد السبسي الذي سيعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية، إنه الشخص الوحيد الذي يتمتع بشرعية ثابتة لا يمكن المساس بها، وهي كمؤسس الحزب.

 أي اعتبار آخر سيتم إزالته من قادة نداء تونس الذين سوف يهرعون الى التموقع في المؤتمر القادم، وكلهم يتسابقون، كما فعلوا قبل أربع سنوات لوضع أنفسهم على ذمة الباجي قائد السبسي وابنه.

 لهذا تتضاعف الدعوات للرئيس بالدعم الكامل من نداء تونس. لكن هذا السياسي المحنك يعلم جيداً أن نداء تونس لن يكون موجوداً بدونه.

 

 (ترجمة للنص الأصلي بالفرنسية)

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter