alexametrics
الأولى

وزارة الصحة من حرب على الكورونا الى الحرب ضد التصريحات

مدّة القراءة : 3 دقيقة
وزارة الصحة من حرب على الكورونا الى الحرب ضد التصريحات

في الوقت الذي تخوض فيه وزارة الصحة حربا ضد فيروس كورونا ، فتحت الوزارة حربا جديدة ضد التصريحات الصحفية لبعض الأطباء الامر الذي دفع وزير الصحة فوزي المهدي الى اصدار مذكّرة  بتاريخ 16 أفريل الجاري ضبط فيها الأشخاص الذين يخول لهم الادلاء بتصريحات صحفية و التعامل مع وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة .

 

في هذه المذكرة اكدت وزارة الصحة ان أعضاء اللجنة العلمية و مديرة مرصد الأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن عليه هم فقط بإمكانهم الادلاء بتصريحات إعلامية حول الوضع الوبائي في تونس و الإجراءات الوقائية ، و في خصوص الحملة الوطنية للتلقيح حددت وزارة الصحة الأشخاص المكلفين بالتصريحات وهم : الدكتور الهاشمي الوزير والدكتورة أحلام قزارة والدكتور رياض دغفوس وإيناس العيادي.

 

و بإمكان المديرين الجهويين للصحة تقديم المعلومات و التفاصيل حول  وضع الصحي بالجهات ، اما بالنسبة لتفاصيل الاجراءات الوقائية الجهوية فبإمكان المسؤول الأوّل على إدارة الوقاية الصحية بالجهة الادلاء بها ، و يسمح  للمديرين العامين للمؤسسات الصحية ومديري الهياكل الصحية العمومية تقديم المعلومات حول الوضع الصحي بالمؤسسات والهياكل الصحية الخاضعة لإشراف وزارة الصحة، أيضا حددت مذكرة وزارة الصحة الأطراف المخلولة  تقديم تصريحات إعلامية حول الوضع الصحي بالأقسام الإستشفائية، وهم رؤساء الأقسام الاستشفائية.

واكدت المذكرة أنّ أيّ تعامل مع وسائل الإعلام لباقي الإطارات الغير المشار إليهم يخضع حصريا وبصفة مسبقة لترخيص من قبل وزير الصحة و حذرت المذكرة أنّ كلّ مخالف لذلك يعتبر مرتكبا لخطأ موجب للتبع التأديبي والجزائي عند الاقتضاء طبقا للتراتيب الجاري بها العمل ، و جاء في نص المذكرة "نظرا لما يكتسيه الموضوع من أهمية بالغة فإنه يتعين على كافة الاطارات والأعوان العمل على ضمان تطبيق هذه الاجراءات بكل دقة وعناية".

 

هذه المذكرة التي ضبطت بالأسماء الأشخاص المخول لهم الادلاء بتصريحات صحفية  اثارت انتقادات واسعة في الأوساط الطبية فبالنسبة للنقابة العامة للأطباء ولأطباء الأسنان والصيادلة الاستشفائيين الجامعين يمكن أن تحيل إلى عدم الثّقة في نجاعة القرارات الصحيّة المتّخذة وتفسح المجال الإعلامي لغير ذوي المعرفة، مشدّدة على أن حرية التّعبير والحريات الأكاديمية حقّان دستوريان لا مجال للمساس بهما أو انتهاكهما وأن الرأي العلمي حر وموضوعي ولا يمكن بأي حال أن يخضع لترخيص مسبق ولا يضبطه إلّا مجال الخبرة للخبير و أكد  بلاغ النقابة الذي صدر ساعات بعد صدور مذكرة وزارة الصحة أنّه من حقّ المواطن والرأي العام الإطلاع على آخر المستجدات العلميّة في خصوص الوباء من قبل أخصائيين في المجال مشهود لهم بكفاءتهم واستقلاليتهم عن كل التدخلات السياسية ، و وصفت أحلام بالحاج الكاتبة العامة بالنقابة مذكرة وزارة الصحة ب"مذكرة تكميم الافواه" و قالت في تصريح لإذاعة موزاييك اف ام صباح اليوم الاثنين 19 افريل 2021 ان قرار وزير الصحة كان بمثابة المفاجأة و فيه مس لحرية التعبير :"حرية التعبير و الحريات الاكاديمية هي حريات دستورية لا مجال للتفريط فيها و لا مجال لحصر فئة معينة من الشعب التونسي لمنعه منها " و أشارت  في تصريحها الإذاعي الى ان النقابة سبق و ان اقترحت على وزارة الصحة تنفيذ استراتيجية اتصالية تشاركية مؤكدة ان :" لوزير الصحة تحديد الناطق الرسمي باسم الوزارة لكن التدخل لمنع الأطباء من الادلاء بتصريحات صحفية و الادلاء بآرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي امر غير مسبوق ".

و استنكر وزير الصحة الأسبق سعيد العايدي هذه الإجراءات الجديدة و التي اعتبرها مسا من حرية التعبير :" و التي نص عليه الدستور التونسي و نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الانسان " و كتب على صفحته على الفايسبوك :" انه من غير المعقول التدخل في منشورات منصات التواصل الاجتماعي " وهي التي لا تلزم الا الشخص الذي قام بالنشر و ليس المؤسسة التي يتبعها ، حسب تعبيره .

من جهته و ردا على موجة الاستنكار اكد وزير الصحة فوزي المهدي ان المذكرة الأخيرة تسعى الى الحد من ترسب المعلومات الخاطئة التي قدمها  بعض الأطباء، على غرار التصريح الذي ادلى به أحد الأطباء حول تسجيل  14 حالة وفاة بفيروس كورونا بسبب عدم وجود مكان لإيوائهم ، و :" التي تراجعت فيما بعد عن هذه التصريحات لتقول ان تصريحاتها تهدف الى تخويف المواطنين " و افاد وزير الصحة ان المذكرة تهدف بالأساس الى تمكين المواطن من المعلومة الصحيحة و التي تصدر عن وزارة الصحة والهياكل المعنية.

و تجدر الإشارة  الى ان الخطوة التي اتخذتها وزارة الصحة تأتي بعد الحادثة التي وقعت على موجات إذاعة تونس الدولية ، حين خالف مقدم البرنامج الصباحي انيس مرعي ما قدمته الدكتورة سمر صمود من تصريحات حول اللقاحات و مدى فعاليتها الامر الذي تحول الى نقاش حاد بينهما .

و يتحمل الأشخاص المكلفون بالأدلاء بالمعلومة المسؤولية امام وسائل الاعلام و العموم خاصة في هذا الظرف الحساس في ظل الازمة الصحية و أي معلومة مغلوطة قد تثير مخاوف و رهبة التونسيين فالحديث مثلا عن عدم فاعلية اللقاحات قد يؤدي الى امتناع التونسيين عن التلقيح في الوقت الذي يمثل اللقاح ضد فيروس كورونا الحل الوحيد لمواجهة الفيروس ، لذلك يلعب المكلفون بالإعلام دور هاما في هذه المرحلة و هم مسؤولون عن كل تصريح و كل كلمة يدلون بها .

رباب علوي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter