لا يجب أن ندع اصرار النهضة على تكرار أنها حزبُ مؤسسات وديمقراطية، وتبنيها لألية الشورى الاسلامية، يخفي أنه في الحزب الاسلامي الفائز بتشريعية 2019، الكلمة الأولى والأخيرة لرئيسه، راشد الغنوشي.

15 نوفمبر 2019 هو تاريخ الافصاح العلني عن هوية الشخصية التي من المرتقب أن ترؤس حكومة 2020، الحبيب الجملي. بعد اسابيع  لم يكن فيها حديث قيادات النهضة سوى عن جهدها الذي تتدخره في حسن انتقاء رئيس الحكومة "من أجل مصلحة تونس".

 تم اختيار الجملي لرئاسة الحكومة. كاتب الدولة السابق للفلاحة في عهد الراديكالي محمد بن سالم تحت حكم الترويكا. شخصية حضيت بدفاع شرس من قبل الرجل الاول في النهضة، راشد الغنوشي. أصر رئيس الحركة الاسلامية  ضد الجميع بالأمس خلال أشغال مجلس الشورى، على اختيار الشخص الذي يعتبره الأكثر ولاء والأكثر قدرة على  دخول بيت الطاعة. عبر هذه الخطوة يسعى الغنوشي  أن يتحكم من  البرلمان  الذي يترأسه، بالسلطة التنفيذية أيضا.

 أخفى الغنوشي، الجملي في أكمامه وأطلقه في الساعات الاخيرة، فالى غاية الأمس، كان منجي مرزوق المرشح الأول لحركة النهضة، يليه الحبيب كشو.

خلال ضغط اللحظات الأخيرة، قال الغنوشي كلمته وحُسم الامر، ولم يجرؤ أي قيادي على معارضته. منجي مرزوق  والحبيب كشو يتمتع كلاهما بالقدرات والمهارات اللازمة لقيادة القصبة. الأول  له خبرة حكومية اذ ترأس وزارة التكنولوجيا وزارة الطاقة. والثاني شغل منصب مستشار في القصبة وله علاقات وخبرة في مجال الادراة. إلا أن راشد الغنوشي لا يثق في منجي مرزوق الذي قد يصبح بالنسبة لهُ، ما أصبح يوسف  الشاهد للباجي قائد السبسي، متمردا  على "الأب" الرمزي، والسلطة التي مكنته من منصبه.  مرزوق ليس عضواً في النهضة ولم "يطع" دائمًا تعليمات الشيخ عندما كان وزيراً.  لمرزوق علاقات عدة  في فرنسا  ودوليا في الأوساط السياسية والاعلامية بسبب مجال تخصصه في المعلوماتية، كل هذا يخيف راشد الغنوشي الذي يفضل يسهل التحكم/التلاعب به.

بالنسبة للحبيب كشو  يبدو أن لديه ملفات، قد تظهر  عند الكشف عن اسمه لرئاسة الحكومة.. الأسماء الأخرى المتداولة وراء الكواليس هي فاضل عبد الكافي ومروان عباسي ورضا بن مصباح.  تم رفض  جميع هذه الأسماء من قبل مجلس الشورى.. لا فرصة في تسمية شخص من خارج النهضة  حتى لو كان  الاجدر لإدارة البلاد.

ل من جهة أخرى،  لا يزال هناك اسم  نم داخل الحركة، زياد العذاري  الذي راج اسمه لفترة للمنصب المرتقب ثم اختفى فجأة.  على عكس ما يُزعم، يحتفظ راشد الغنوشي ببطاقة  العذاري الى  وقت لاحق.  خطة "ب" في حال الحبيب الجملي في مهمته. هل الجملي هو "دمية"  سيسهل تحريك خيوطها؟ الأمر متروك له، لإثبات العكس وكسر الصورة التي يقدمها  عنه الحزب الاسلامي.

ولد الجملي في 28 مارس 1959 وهو أصيل ولاية القيروان.  مختص في التنمية الفلاحية والتصرف في المؤسسات، وله عدة دراسات في هذا المجال. اشتغل بإدارة وحدات البحث في مجال الزراعات الكبرى وإدارة الجودة والتنمية بوزارة الفلاحة . وكان كاتب دولة سابق في حكومتي الحركة الاسلامية برئاسة حمادي الجبالي وعلي العريض.

ترجمة عن النص الفرنسي – عبير قاسمي