انتُخب فتحي العيوني، عن قائمات الحزب الاسلامي النهضة رئيسًا لبلدية الكرم سنة 2018. 3 سنوات من السلوكيّات الرجعية المُخيفةو الإسلاموية الظلامية المُخالفة للقيم الجمهورية، لم تمنع من ازاحته عنهذا المنصب. بالعكس، فإن الشعبوية التي أظهرها كانت قادرة على إغواء شريحة لا يُستهان بها من المواطنين الذين تجذبهم الخُطب المتطرفة. منذ 2018، يتصرف العيوني كأمير في مملكة، مستفيدًا من السلطة التي وقعت في يده فجأة، لفرض نمط عيشه المتطرف.

في أحدث "عمل عسكري" حتى الآن، كلف رئيس البلدية الإسلامي المتطرف "موظفين" تم تجنيدهم وضمّهم كمليشيات لصالحه بمحاصرة مقر إذاعة شمس. وهم ، وفق النقابيّ غسان القصيبي لا علاقة لهم بالعمل البلدي ويستغلهم رئيس البلدية في أعماله القذرة.

تمّ تحريض هذه الميلشيات من قبل رئيسهم على مهاجمة وسيلة إعلامية والتهديد بإلقاء أطنان من القمامة في مقرّها وترهيب الصحفيين. هؤلاء، غاضبون، لأن الاعلاميّ حمزة البلومي انتقد إغلاق محلّ في بلدية الكرم من قبل موظفين بلديين مزعومين، يرتدون ملابس مدنية.

ومكّن زميلنا، "أمير المؤمنين" فتحي العيوني من حق الرد بحرية أثناء البث المباشر، لكن ذلك لم يكن كافيا لاحتواء غضب الاسلامي المتطرف على ما يبدو. بما أنّه تمتع بالإفلات من العقاب لفترة طويلة بسبب حماية الحزب الاسلامي النهضة له، ارتئى لهُ أنه من الممكن إرسال ميليشيات لارهاب الصحفيين. حرية التعبير، حرية الصحافة؟ هذه العصابة لا تعنيها هذه الأمور. لا بد من القول إن العنف ضد وسائل الإعلام، في تصاعد هذه الأيام، لكن فتحي العيوني في تصنيف اخر تماما، الرجل له الجرأة الكافية، لتجاوز كل الحدود وللدوس على القانون وقيم الجمهورية والمرور من التهديد الى الفعل.

هذه الشخصية، التي تتحدى باستمرار الدولة، لديها خلفية متناقضة. منمحامٍ تابع للتجمع الدستوري الديمقراطي تحول بعد الثورة إلى إسلامي متحمس يريد دعم الشريعة الإسلامية. يعتبر رئيس البلدية نفسه الآن منقذا سيعيد إلى مجد الاسلام حتى لو خالف قوانين الدولة التي من المُفترض أن يمثلها.

في صيف 2018، عارض العيوني السماح للنساء التونسيات من الزواج من غير المسلمين. في عصيان تام لقوانينالدولة، منع العيوني تنفيذ الأمر الرئاسيّ الذي أقرّه المرحوم الباجي قائد السبسي. حصلت المرأة التونسية على حق الزواج من الرجل الذي تختاره بغض النظر عن جنسيته أو دينه. إلا أن لم يعجبه ذلك، فواصل طلب إحضار "شهادة اعتناق الإسلام " الصادرة عن المفتي حتى يتمكن الزواج من تونسية.

منذ بداية تنصيبه، أعلن العيوني رفض إعطاء الآباء أسماء غير عربية لمواليدهم. في امارة الكرم، من المستحيل للوالدين تسجيل أبناؤهم تحت اسم ليس من أصل عربي مسلم..

في خريف 2019، قرر رئيس البلدية إنشاء صندوق للزكاة. وقال فتحي العيوني إن الدستور واضح ويحث على الالتزام بقواعد ومبادئ الشريعة الإسلامية بما في ذلك الزكاة. في تحيّل واضح وادعاء الامتثال لإطار قانوني غير موجود أساسا- تعرض قراره لانتقادات شديدة، لكن رئيس البلدية واصل وضع لافتات للترويج للصندوق مفكرا في تعميم هذا الإجراء على البلديات الأخرى.

في صيف 2020 هاجم فتحي العيون بعنف رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي ذهب لأداء صلاة الجمعة في الكرم "دون إبلاغه". قال العيوني بصراحة إن رئيس الدولة قد انتهك الدستور بإهماله الفصل السابع وأنه كان يجب عليه إبلاغه بهذاه الزيارة لأن الكرم "تحت سلطة رئيس البلدية". هل تحتاجُ إلى تأشيرة لتتمكن من القيام بجولة في امارة الكرم؟

في نهاية 2020، اقتحم المحامي الإسلامي-التجمعي مقر فرع للرابطة التونسية لحقوق الإنسان (LTDH) وأمر بإغلاقه. واتهم المتطرف أعضاء الرابطة بإيواء "أشخاص يرتكبون ممارسات غير أخلاقية في أماكن العمل" مستشهدا بتقارير عن فتح المقر ليلا. وهكذا يأخذ رئيس البلدية دور شرطة الأخلاق من خلال اضطهاد إحدى أعرق منظمات حقوق الإنسان في تونس.

عندما يتعلق الأمر بالاضطهاد، فإن فتحي العيوني خبير. في مارس 2021، أعلن في حوار اذاعيّ أن "المثليين جنسياً لا يمكنهم العيش في الكرم لأنها مدينة محافظة". بالنسبة لرئيس البلدية الاسلاميّ، مكان هؤلاء الأشخاص هو "إما في السجن أو في المستشفى". دون تردد، واصل العيوني التأكيد على أنه من غير الطبيعي مناقشة حقوق المثليين في بلد مسلم وأنه مع استخدام الفحص الشرجي.

في الآونة الأخيرة، في خضم الصراع الصهيوني- الفلسطيني، مرّ الاسلامي المتطرف للركوب على الأحداث رئيس من خلال إصدار قرار بحظر بيع "المنتجات الإسرائيلية" في الكرم. كيف؟ يقوم العيوني بهجمات واقحمات مفائجة بصفة غير قانونية على المحلات مشهرا بأصحابها عبر مقاطع فيديو يبثّها على صفحة البلدية بمساعدة "موظفيه" المنتدبين خصّيصا لذلك. يساند العيوني فلسطين من خلال التشهير بالتجار الفقراء، لجهله الشديد، يجوب الرفوف بحثًا عن منتجات عليها... كتابة عبرية.
عدو الجمهورية، عدو الدولة، عدو الحريات الفردية، عدوّ كل الحريات الى متى سيفلتُ رئيس بلدية الكرم من العقاب؟

اخلاص لطيف