متحور "دلتا" لا يفرق بين الكبار و الصغار
لم يستثني متحور "دلتا" من فيروس كورونا لا الكبار في السن و لا الأطفال ، فهو متحور يصيب الأطفال كما يصيب البالغين خلافا للفيروس الأصلي الذي يعد أكثر خطورة بالنسبة للكبار في السن ، و هو ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي وصفت السلالة بالمثيرة للقلق و هو المتحور الأكثر انتشارا في العالم و في تونس حاليا ليتجاوز بذلك السلالة البريطانية التي تصدرت عدد الإصابات منذ بداية السنة.
و يعتبر متحور دلتا الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند في ديسمبر 2020 سريع الانتشار بنسبة تصل الى 60 بالمائة أسرع من السلالة البريطانية، و لهذا المتحور قدرة أكثر على إصابة خلايا الجسم الامر الذي يؤدي الى إصابة و اعراض أقوى من السلالات التي سبقتها و المخطر في انتشار المتحور هو الفيروس في حد ذاته من جهة و تعطيله لعمليات التلقيح الدورية للأطفال من جهة أخرى و هو ما أكدته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) فبحسب بيان مشترك صدر يوم امس الخميس 15 جويلية لم يتمكن 23 مليون طفل من تلقي اللقاحات الأساسية ضمن الخطط لحملات التلقيح الدورية في 2020 بسبب فيروس كورونا، و هي نسبة أعلى بـ 3.7 مليون مما كانت عليه سنة 2019.
و سبق و أن حذر لدكتور توفيق بوجدارية رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي في أريانة من خطورة هذا المتحور على الأطفال بصفة خاصة و ذلك بعد وفاة 5 أطفال بولاية القيروان شهر جوان الماضي و هو ما أكده أيضا الطبيب المقيم بولاية منوبة خير الدين بوشهوة الذي أطلق صيحة فزع بعد إصابة 29 طفلا بالمنطقة تتراوح أعمارهم بين 49 يوما و 4 سنوات.
من جهتها دعت الجمعية التونسية لطب الأطفال في بلاغ لها يوم السبت 10 جويلية 2021 عن انشغالها من تسارع انتشار السلالات المتحورة لفيروس كورونا و بصفة خاصة المتحور "دلتا" و قالت الجمعية الى ان انتشار العدوى بالفيروس في صفوف الكهول اثر على نسبة العدوى في صفوف الأطفال و التي تحولت الى حلقات عدوى عائلية ، و دعت الجمعية في هذا السياق الى تعليق عمل المحاضن و نوادي الأطفال و الى منع اللقاءات و التجمعات العائلية بالإضافة الى الحرص على تهوية المنازل و تفادي الاكتظاظ داحل الغرف.
و اضافت الجمعية التونسية في بلاغها الى ضرورة تطبيق البروتكولات الصحية في الحدائق العامة من لبس الكمامة و احترام التباعد الجسدي ، كما ان لبس الكمامة بالنسبة للأطفال الذين تجاوز سنهم ال 6 سنوات :" أمر محبذ " حسب الجمعية ، هذا و اكد بلاغ الجمعية ان التسريع في عملية تطعيم الكهول سيمحي الأطفال من الإصابة بهذا الفيروس ، و قال رئيس جمعية طبّ الأطفال الدكتور محمد الدوعاجي ان سلالة دلتا تنتقل بسرعة من الكبار إلى الأطفال ''على 100 مصاب هناك 4 أطفال '' و أشار الدوعاجي في تصريح صحفي الى ان مستشفى الأطفال في باب سعدون استقبل 28 طفل مصاب بالكوفيد في شهر جوان و استقبل نفس المستشفى 48 طفلا مصابا في شهر جويلية الجاري داعيا في ذات السياق الى تعليق عمل رياض الأطفال لتفادي العدوى.
و استجابت وزارة المرأة والأسرة وكبار السنّ لهذه الدعوات وقررت تعليق النشاط بكافة مؤسسات الطفولة العمومية والخاصة مع ضرورة الاقتصار على توفير الخدمات الحياتية بالمراكز المندمجة للشباب والطفولة كذلك تقرر تأجيل كافة التظاهرات والأنشطة والنوادي الصيفية والملتقيات التكوينية من يوم الثلاثاء 13 جويلية إلى غاية يوم السبت 31 جويلية 2021 بدخول الغاية.
و تبقى الوسيلة الوحيدة لتفادى العدوى بالفيروس هي تطبيق البروتوكولات الصحية من ارتداء الكمامة و تجنب التجمعات في انتظار التلقيح و الذي قد يستوجب وقتا بالنسبة للأطفال فنسق التلقيح الحالي بالنسبة للبالغين يتسم بالبطيء لذلك تعول وزارة الصحة على اللقاحات التي اقتنتها عبر الشراء المباشر من جهة و الأخرى التي تحصلت عليها كهبات من عدة دول عربية و أوروبية لتسرع في عملية التطعيم و هو الوسيلة الوحيدة للنجاة ، لكن و بحسب المؤشرات الحالية قد ينطلق تطعيم المراهقين و الأطفال سنة 2022 و حتى يتم استكمال تطعيم الكبار في السن و أصحاب الامراض المزمنة بحسب الأولويات التي وضعتها وزارة الصحة منذ انطلاق حملة التلقيح.
رباب علوي
تعليقك
Commentaires