نحو حجر صحيّ شامل؟
تحتلّ تونس حاليا، المرتبة الأولى افريقيّا من حيث عدد وفيات كورونا مقارنة بعد السكان وفق أرقام موقع ”وورلد ميتر” المتتبع للحالة الوبائية للفيروس حول العالم. وصلت الوفيات بكورونا الى عتبة 10304 حالة وفاة بالاف الاصابات الجديدة في عضون أسبوعين، في موجة ثالثة هي الأعنف، والأعلى في مؤشر الوفاة.
تشدد الاراء العلميّة أنه لدينا ظروف موضوعية لتطبيق الحجر الصحي الشامل، لكن غياب الاردة السياسية وسوء ادارة الأزمة يؤخرّان اتخاذ القرارات مما يهدد بمزيد ارتفاع في عدد الوفايات. بدا وزير الصحة فوزي مهدي في حضوره الاعلاميّ الأخير متأسفّا ومتشائما بشأن نسب الوفيات العالية والتونسيين الذين خسرناهم في الجائحة والذين سنخسر منهم ألفي مواطن في الأسبوعين القادمين وفق الدراسات الاستشرافية لوزارة الصحة التي تؤكد بلوغ ذروة الموجة الثالثةوارتفاع الوفيات في الأيام القادمة لتصل الى أكثر من 12 ألف وفاة بحلول 15 ماي المقبل.
اللجنة العلمية تدعو للحجر الشامل
في سابقة خطيرة وصلت نسبة امتلاء أسرّة الإنعاش بلغت 92 بالمائة في حين بلغت نسبة استغلال أسرة الأوكسيجين 85 خطير جدا و أن البلاد على أبواب كارثة صحية مفسرا أن نسبة العدوى بفيروس كورونا في ارتفاع متواصل داعيا إلى ضرورة الإسراع بإيجاد حلول لتفادي الكارثة الصحية وإلى توخي الحذر على الحدود الليبية، حيث تم تسجيل إصابات بالسلالة جنوب افريقية.
دعا رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي إلى ضرورة اقرار حجر صحي شامل لمدة أسبوعين لكسر حلقات العدوى مفسرا أنّ السلالة البريطانية تسببت في سرعة انتقال العدوى واصابة الفئات العمرية بين 40 سنة و50 سنة بأعراض ومضاعفات خطيرة متخوفا من عدم وجود أسرّة إنعاش شاغرة في مستشفيات العاصمة.
من جهته، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا والأستاذ في الإنعاش الطبي الدكتور أمان الله المسعدي غسر أن تصعيد حظر الجولان وغلق الحدود وفرض الحجر الصحي الشامل مطروحون على طاولة النقاش بين رئاسة الحكومة واللجنة العلمية، وأكد المختص في النعاش أنّ "تونس ستخسر ثروتها البشرية" اذا تواصلنسق الاصابات المخيف بهذا الشكل.
الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمجابهة كورونا جليلة بن خليل كدت أن اللجنة العلمية تدرس بجدية تام جميع الفرضيات وإعلان حالة طوارئ صحية، والتي تتلخّص في:
-فرض حجر صحي شامل
- غلق الحدود البرية والبحرية والجوية
- اعلان حظر الجولان من الساعة السابعة مساء
نسق التلاقيح لن ينقذ تونس من كارثة صحيّة
وبينما تعمل اللجنة العلمية على اعداد مجموعة من الاجراءات والقرارات، يواصل رئيس الحكومة هشام المشيشي على التأكيد أن الحجر الشامل ليس ضروريا وله كلفة اقتصاديّة كبيرة، حيث صرح رئيس الحكومة أنّ الحجر الصحي الشامل غير ممكن عمليا في تصريح اثر تلقيه الجرعة الأولى من اللقاح بالمركز الجهوي المخصصّ للتلقيح ضدّ كوفيد 19 بأريانة، رغم أنّه لا يستحق التلقيح (47 سنة) وليس من ذوي الأولوية العلميّة.
لن تتمكن تونس من الوصول لتلقيح 3 ملايين تونسيبحلول العطلة الصيفية مثلما حددت وزارة الصحة هدفها، الى اليوم بلغ عدد المسجلين في منظومة evax، 1308567 مواطنا. وبلغ العدد الإجمالي للتلاقيح 306612، فيما بلغ عدد التلاقيح ليوم السبت 24 افريل 2021، وفق اخر تحين 13539، في حين بلغ العدد الاجمالي للملقحين بالجرعة الثانية 62225.
بدأت تونس حملة التلقيح متأخرة بـ 3 أشهر عن الدول الأخرى، ا ويعود النسق البطيء في تقدم الحملة الوطنية للتلقيح الى نقص الجرعات الموجودة في البلاد وعزوف المواطنين عن التسجيل في منظومة التلقيح بالاضافة الى ضعف الديبلوماسية التونسية وعدم قدرتها على التحصل على التلاقيح والانطلاق بصفة متأخرة في اللوبيينغ اللازم للتحصل على أعداد اضافية من الجرعات، ناهيك عن ضعف القدرات الاتصالية لوزارة الصحة وعدم الترويج للقاحعبر الحملات التوعوية اللازمة.
سلالات جديدة تطلّ برأسها من الحدود التونسية
تم رصد سلالة جديدة في تونس اكتشفت في أحد المخابر في منوبة.شهد الفيروس 3 تغييرات حسب السلالة الجديدة المكتشفة، ولا يمكن تحديد مدى خطورة هذه السلالة إلاّ بعد متابعة الوضع الصحي للمصابين بها. مع اجتياح سلالات جديدة للعلام وتسجيل ملايين الوفيات الجديدة بسبب تطور الفيروس المتسمر، تعد تونس من الدول المهددة بسبب فتح حدودها خاصة مع فرنسا وليبيا حيث تم رصد هذه السلالات.
• السلالة البريطانية أو سلالة كينت (المعروفة أيضا باسم بي.7.1.1) السائدة الآن في معظم أنحاء بريطانيا، تزيد خطر الوفاة بنسبة 30 في المئة، أكثر قابلية للانتقال أو العدوى بنسبة تصل إلى 70 في المئة،
• سلالة جنوب إفريقية (بي.153.1) وتم العثور عليها في 20 دولة أخرى على الأقل، بما في ذلك المملكة المتحدة، تحمل السلالة هذه طفرة تسمى «إي 4 8 4 كي»، وأفادت تجارب جرت في مدينة ماناوس التي انتشر فيها الفيروس بكثرة أن هذه السلالة من الفيروس قد تملك قابلية عدوى تبلغ ضعفي قدرة السلالة المنتشرة حاليا.
• السلالة البرازيلية من فيروس كورونا التي عثر عليها في بريطانيا شديدة العدوى وقد تستطيع مقاومة المناعة المكتسبة من إصابة سابقة، احتمال الإصابة بالعدوى من جديد قد تصل بين 25-60 في المئة قادرة على نقل العدوى بنسبة تصل إلى 2.2 مرة وأكثر قدرة بنسبة 61 في المئة على إعادة الإصابة
• السلالة الهندية سلالة اسمها "بي 1.617" (B.1.617)، تم اكتشافها غرب تحمل طفرتين خطيرتين، سجلت الهند في اخر تحيين 195 ألف وفاة، ليصل عدد الوفيات الجملية بها 3,11 مليون وفاة.
تعليقك
Commentaires