بعد طول الانتظار و بعد أخذ و رد بسبب الخلافات الداخلية التي يعيشها الحزب منذ اعلان يوم 25 جويلية 2021 ، أصدر مجلس شورى حركة النهضة صباح اليوم الخميس 5 أوت 2021 بيانه النهائي بخصوص قرارات رئيس الجمهورية و الذي وصفه مجلس شورة الحركة :" بالانقلاب على الدستور و شل للمؤسسات الدولة " و ذلك بعد تعليق عمل البرلمان و اعفاء رئيس الحكومة من منصبه .

و أشار مجلس شورى حركة النهضة الى النقاشات التي جدت خلال اجتماعها ليلة أمس الأربعاء و التي تناولت بالأساس الأسباب التي أدت الى الغضب الشعبي على الطبقة السياسية ،  أكد مجلس شورى الحركة في هذا السياق تفهمه للغضب الشعبي المتنامي، بسبب الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية محملا المسؤولية الى الطبقة السياسية برمتها كلا من  موقعه، وبحسب حجم مشاركته في المشهد السياسي " و دعا الى :" الاعتراف والعمل على تصحيح الأداء والاعتذار عن الأخطاء ".

و شدد مجلس شورى النهضة على ضرورة قيام الحركة  بنقد ذاتي معمق لسياساتها خلال المرحلة الماضية والقيام بالمراجعات الضرورية والتجديد في برامجها وإطاراتها في أفق مؤتمرها 11 المقرر لنهاية هذه السنة، و ذلك من أجل إعادة النظر في خياراتها وتموقعها بما يتناسب مع الرسائل التي عبر عنها الشارع التونسي وتتطلبها التطورات في البلاد ، وفق ما جاء في نص البلاغ .

و عبر شورى النهضة عن انشغاله امام الفراغ الحكومي الذي تعيشه تونس بعد اعفاء هشام المشيشي وعدم تكليف رئيس الجمهورية  رئيسا جديدا للحكومة و هي :"الشخصية المدعوة لتشكيل حكومة قادرة على معالجة أولويات الشعب الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية " و طالب بيان شورى النهضة بالتسريع بعرض الحكومة الجديدة على البرلمان لنيل ثقته، والانكباب في اقرب وقت على تقوية نسق مقاومة الجائحة وتعبئة الموارد المستعجلة لميزانية 2021 وإعداد مشروع ميزانية 2022.

كذلك دعا مجلس الشورى الى عدوة أعمال البرلمان مؤكدا استعداد الحركة للتفاعل الإيجابي و للمساعدة على تجاوز العراقيل لاستئناف المسار الديمقراطي :" العودة السريعة الى الوضع الدستوري الطبيعي ورفع التعليق الذي شمل اختصاصات البرلمان، حتى يستعيد أدواره ويحسّن أداءه ويرتب أولوياته بما تقتضيه المرحلة الجديدة " .

أيضا دعا مجلس الشورى الى  إطلاق حوار وطني للمضي في إصلاحات سياسية واقتصادية  :"تحتاجها بلادنا في هذه المرحلة للخروج من أزمتها والتعجيل باستعادة المالية العمومية لتوازناتها وللاقتصاد الوطني لعافيته " مؤكدا حرص حركة النهضة على نهج الحوار مع جميع الأطراف الوطنية وفي مقدمتها رئيس الجمهورية من أجل تجاوز الأزمة المركبة وتحقيق السلم الاجتماعية وإنجاز الإصلاحات  الضرورية.

بيان حركة النهضة يأتي في الوقت الذي تعيش فيه الحركة أزمة داخلية منذ اعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد إجراءات جديدة يوم 25 جويلية 2021 ، فانقسمت الآراء داخل الحزب بين شق يتمسك بوصف ما وقع بالانقلاب و هو موقف رئيس الحركة راشد الغنوشي و رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني ، و شق ثان يدعو الى الإصلاح و المراجعة و هو موقف تبناه كل من سمير ديلو و عماد الحمامي ، و تجدر الإشارة الى انه و خلال اجتماع مجلس شورى الحركة عبر عدد من الأعضاء عن رفضه لقرارات المجلس و أعلنت كل من يمينة الزغلامي ، منية إبراهيم و جميلة الكسيكي عن الانسحاب من مجلس الشورى المنعقد و كتبت يمينة الزغلامي على صفحتها على الفايسبوك :" لن أكون شاهدة زور " فيما قالت جميلة الكسيكسي ان :" أي قرار يصدر عن مجلس الشورى لا يلزمني " .

ر.ع