في صحيفة أمريكية، الغنوشي يستجدي الدعم مُتخوفّا من عودة الحكم الرجل الواحد
في مقال رأي لهُ نشرته الصحيفة الأمريكية USA Today بتاريخ 20 فيفري 2021 مُعنون بـ"بعد عقود من الديكتاتورية، تونس لا يمكنها أن تحقق ديمقراطيتها وحدها" استنجد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بدعم الديمقراطيات العريقة لتونس مؤكدا (بصفته ناطقا باسم البرلمان التونسي، وفق ما عرّفته الصحيفة) أن الديمقراطية التونسية لا زالت ضعيفة ومعنونا جزءا من المقال بـ "تونس تحتاج دعم شركائها الدوليين" الذين يؤمنون بالديمقراطية واصفا التحركات الاجتماعية الأخيرة التي شهدتها تونس في نهاية ديسمبر 2020 وجانفي 2021 بأنها أعمال شغب !
في الجزء الأول من المقال استعرض زعيم الحركة الاسلامية مامرّت به تونس سنة 2011 متفاخرا بتمّكن التونسيين من انهاء سنوات الديكتاتوريّة، ليعود ويعلن تخوّفه من عودة حكم الرجل الواحد والأطراف الرجعية، في احالة واضحة الى رئيس الجمهورية قيس سعيد و الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي مؤكدا أن العالم وبما في ذلك الولايات المتحدة يشهد صعودا غريبا للشعبوية في السنوات الأخيرة ومحذرا من هذه الظاهرة الخطيرة. وعاد الغنوشي لاستعراض ما تحقق في العشر سنوات بعد الثورة من حل سلمي للنزاعات بين الفاعلين السياسيين ودستور جديد وحقوق انسان (خاطئ، فحقوق الانسان لم تأت مع الثورة) ومساواة بين الجنسين (مغالطة، فالمساواة لم تأت مع الثورة وبالتأكيد لم يأت بها حزب اسلامي انتقد قادته فصول مدنية الدولة والمساواة في المجلس التأسيسي حين كانوا بصدد اعداد الدستور).
في علاقة بتوصيفه للشعبوية في المثال التونسي، أكّد زعيم النهضة أن الشعبويين يعمدون الى ضرب المؤسسات الديمقراطية وترذيل والأحزاب السياسية وتعطيل عمل نواب الشعب والحكومة، منبها الى محاولات "تنصيب "ديكتاتور" في انتقاد واضح لرئيس الدولة الذي يعتبر الغنوشي أنه عبر رفضه أداء الوزراء الجدد اليمين هو يعطّل سير الدولة- رغم هذا الانتقاد الشديدن لنشر الى أن الغنوشي قدّم مبادرة لقرطاج لحلّ الأزمة عبر اجتماع الرئاسات الثلاث.
شدد رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي أن المطلوب بشكل عاجل اليوم في تونس هو 'تبني مرة أخرى القيم التي نالت تونس جائزة نوبل للسلام في عام 2015'، ودعا الغنوشي إلى 'التسوية والحوار بين الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وقادة الأعمال والمجتمع المدني حول رؤية اقتصادية مشتركة للبلاد'.
داعيا الى عدم فقدان الثقة في التجربة التونسية، واصل الغنوشي أن هذف الشعبويين هو فقط المعارضة والاختلاف مع أي وجهة نظر بديلة، متخوفا من اذدهار الظاهرة في لحظات الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية لأنه طبيعي أن تلي الثورات حركات معادية لها تخشى ضياع امتيازاتها ومصالحها وتلجأ لخدعة الحنين الى الماضي لخداع الجماهير.
"يشعر الشعب التونسي بالإحباط من التقدم البطيء للإصلاح الاقتصادي لأن توقعاتهم بعد الثورة كانت عالية لكن في كل ثورة يستغرق الأمر سنوات لجني الثمار. أزمة كورونا أثّرت على بعض القطاعات الاقتصادية، وعمقت أزمة البطالة، وتراجع النمو الاقتصادي، وهو ما جعل جهود الحكومة متجهة نحو تحقيق توازن جيد بين حماية حياة التونسيين والحفاظ على سبل عيشهم. الحل الان هو في حكومة مستقرة تحظى بدعم أكبر عدد ممكن من الأحزاب السياسية والشركاء الاجتماعيين، المطلوب هو الحوار والوحدة و القيم التي جعلت تونس تفور بنوبل للسلام في 2015، عبر إدارة الحوار بين الأحزاب والنقابات وجال الأعمال والمجتمع المدني حول رؤية اقتصادية وسيتسية مشتركة للبلاد، بالاضفة لذلك من الضروري إصلاح النظام الانتخابي لتمكين فوز الأغلبية التي توفر حكومة سياسية مستقرة ذات دعم برلماني قوي." علّق رئيس البرلمان.
ع.ق
تعليقك
Commentaires