نفّذت الهيئة الوطنية للمحامين اليوم الجمعة 16 أكتوبر 2020، وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية بتونس تنديدا واحتجاجا على  الاعتداءات المتكررة من نقابات الأمن على القانون وحركة القضاء.

هذه الوقفة الإحتجاجية كانت ناتجة  عن المظلمة التي تعرَّت لها زميلتهم المحامية نسرين القرناح التي تعرضت للاعتداء  والهرسلة من قبل رئيس مركز المروج الذي قام بتعنيفها جسديا أثناء دفاعها عن منوبها. وفي حادثة خطيرة ثانية، حاصرت عناصر من النقابات الأمنية مقر المحكمة لترهيب قاضي التحقيق الذي كان يستنطق رئيس المركز محل الجدل، الذي تم الإفراج عنه في اليوم ذاته بمرافقة استعراضية من عناصر أمنية تحمل سلاحها في بهو المحكمة.

رفع المحامون العديد من الشعارات ونذكر منها، ''المحاماة حرّة والضغوطات الأمنية على برة''، ''الإضراب العام والوقفة الاحتجاجية تنديدا بالتجاوزات والضغوطات المهنية''، ''من أجل سلطة قضائية مستقلة غير خاضعة وغير تابعة''.

عميد المحامين، ابراهيم بودربالة، في كلمة له أكّد أنّ مهنة المحاماة تقوم برسالتها كأمينة من أجل إقرار مبدأ المحاكمة العادلة وشدّد على أنّ هيئة المحامين تحترم كل الأطراف والمؤسسات بما في ذلك المؤسسة الأمنية مشيرا إلى أنّ الهيئة تعمل على التصدي لكل انتهاك للمهنة. 

ووصف ما حدث من قبل أعوان الأمن بمحاصرتهم محكمة بن عروس يوم 9 أكتوبر الجاري، ''بالحادثة الشاذّة والمنعزلة''  مشيرا أنّ هذه الحادثة ساهمت في طمس العديد من المعطيات في ملف المحامية نسرين القرناح مؤكّدا أنّ المحامين واجهوا ذلك الإعتداء بكل هدوء وبرودة دم.

واستنكر بودربالة محاصرة الأمنيين لمحكمة بن عروس أثناء التحقيق وهم حاملين للسلاح مما خلق حالة من الهلع والقلق في كافة صفوف الحاضرين، وأشار قائلا '' بوصفنا ممثلي هياكل المهنة نقول أنّ على كلّ طرف أن يتحمل مسؤوليته في إرجاع الأمور إلى نصابها''. 

ودعا الإدارات الأمنية للتجاوب إيجابية مع الوقفة الإحتجاجية وذلك بإصلاح صورة المؤسسة الأمنية قائلا ''نريد أن يكون أمننا جمهوريا، أمنا يطمئن إليه الفرد الذي يتعامل معه وأن يكون في مستوى تطلعات الشعب''. 

وأعلن عميد المحامين أنّهم سيقوموا بمسيرة انطلاقا من قصر العدالة إلى قصر الحكومة للتعبير عن غضبهم ولمطالبتهم بإرجاع الأمور إلى نصابها وأفاد قائلا ''نريد إرجاع كرامة زميلتنا التي ديست كرامتها بمركز الأمن بالمروج ونريد ارجاع كرامة مهنة المحاماة''.

ي.ر