من نداء تونس إلى تحيا تونس: التاريخ لا يعيد نفسه
تم اليوم الأحد 27 جانفي 2019 في إجتماع المشروع السياسي الجديد التابع لرئيس الحكومة يوسف الشاهد في المنستير، الإعلان عن إسم الحزب الجديد و هو "حركة تحيا تونس" بعدما وقع عليه الإختيار من القواعد بعد طرح 3 مقترحات و هي تحيا تونس ، الإئتلاف الوطني و نداء الوطن .
هذا الحزب الذي تم الإعلان عنه اليوم إنطلق التحضير له مباشرة بعد كلمة رئيس الحكومة يوسف الشاهد في شهر ماي الفارط و التي إنتقد فيها حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لحركة نداء تونس بتدمير الحزب و الإستحواذ عليه و كذلك بين السطور إتهمه بعرقلة حرب مكافحة الفساد و هو ما تناوله سليم العزابي في الإجتماع التحضيري للحزب الجديد في القصرين عندما أكد أن الشاهد تعرض لضغوطات من أجل إيقاف حربه على الفساد و كذلك اليوم عندما دعاه إلى إكمالها.
و توجه أعضاء الحزب الجديد إلى أغلبية جهات الجمهورية من أجل عقد إجتماعات تحضيرية و نقاش أسس المشروع السياسي مع أكثر عدد من القواعد إلى أن تم تتويجها اليوم في المنستير بالإعلان عن إسم الحزب و تعيين سليم العزابي كمنسق وطني.
هذا الحزب تأسس حول شخص رئيس الحكومة يوسف الشاهد و عديد المداخلات ثمنت مجهودات الشاهد على رأس الحكومة و أكدت أنه من تسبب بلقائهم و تجمعهم و هو ما يثير شكوك العديد حول بناء حزب جديد محاكي لنداء تونس في نسخة متطورة و بتغيير الباجي قائد السبسي بيوسف الشاهد رغم تأكيدات العزابي و مصطفى بن أحمد أن لكل زعيم حزب و لا يوجد حزب الزعيم.
تعيش تونس على وقع أزمة سياسية حادة منذ فشل وثيقة قرطاج الثانية و إعلان القطيعة بين رئيس الجمهورية و حركة النهضة و هو ما أثر سلبا على حركة نداء تونس بتعدد الإنشقاقات في هياكلها و في كتلتها البرلمانية لتتشكل كتلة الائتلاف الوطني و هي الداعمة ليوسف الشاهد و علاوة على ذلك قبل الأزمة كذلك إهتز نداء تونس بعد تشكيل الكتلة الحرة لمشروع تونس و إختار نداء تونس الحل الأسوء بعد إنصهاره مع الإتحاد الوطني الحر و تعيين سليم الرياحي أمينا عاما و هو ما أدى إلى سيطرة حركة النهضة على البرلمان و تعزيز تواجدها في الحكومة بعد دعمها للشاهد مما أدى إلى إنخرام التوازن السياسي في تونس.
لو تعلقت همة رئيس الحكومة يوسف الشاهد بما تبقى من العهدة البرلمانية الحالية فقط (بعض الأشهر) لإكتفى بما هو سائد حيث يحكم دون الانتماء الواقعي لحزب معين ودون أن يقع الطلاق رسميا بينه وبين حزبه نداء تونس ويعتمد على دعم الأحزاب الحاكمة بالإضافة إلى كتلة نيابية محسوبة عليه وهي كتلة الائتلاف الوطني، لبقيت أجهزة الدولة و مؤسساتها تهتم بمشاغل المواطنين و همومهم اليومية خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية و الإجتماعية الخانقة و التصادم مع الإتحاد العام التونسي للشغل و لكن أغلب أعضاء الحكومة يتنقلون في الإجتماعات التحضيرية لهذا الحزب.
و بتأسيس هذا الحزب الذي سيكون إغتيالا لنداء تونس واعادة انتاج للأزمة بأشكال أكثر تطوّرا، سيتوج الشاهد زعيما لهذا الحزب و سيواصل تقوية الحزب الجديد على حساب نداء تونس حتى يفرغه من قادته وقاعدته ويقضي عليه تماما أو يحيله إلى حزب ضعيف لا يملك أي حظ في المنافسة، وقد تكون أفضل هدية له في اندماج ما يتبقى منه في الحزب الجديد .
إن نداء تونس الذي تأسس في 2012 فشل في أن يتحول من ماكينة إنتخابية إلى حزب منظم و تآكل بعد الطموحات الشخصية لكل قياداته و هؤلاء القيادات عينهم إجتمعوا في الحزب الجديد و التاريخ لا يعيد نفسه.
أحمد زرقي
.
تعليقك
Commentaires