هل يعود الامل في نفوس التونسيين ؟

بعد  مصادقة مجلس الوزراء  على مشروع قانون يتعلق بالترخيص للدولة في الانضمام إلى المبادرة العالمية لتسهيل إتاحة اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19 "كوفاكس في جانفي الماضي 2021 و بعد الإعلان عن  اختيار تونس ضمن الدول المرشحة للحصول على اللقاح في اطار مباردة كوفاكس ،  نال مشروع القانون المتعلق بالترخيص للدولة التونسية في الانضمام إلى المبادرة العالمية لتسهيل إتاحة اللقاحات ضد فيروس كوفيد–19 كوفاكس على  ثقة نواب الشعب و تمت المصادقة عليه ، بـ138 نعم واحتفاظ وحيد ودون رفض في جلسة عامة عقدت صباح اليوم الثلاثاء 9 فيفري 2021 .

ينص الفصل الأول من هذا القانون على انه :" يرخص للدولة في الانضمام الى المبادرة العالمية لتسهيل اتاحة اللقاحات ضد فيروس كوفيد – 19 "كوفاكس"  وفي الالتزام بالشروط العامة المحددة من قبل التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع "قافي"  و ينص الفصل الثاني على انه و تطبيقا للشروط العامة المشار اليها بالفصل الأول من هذا القانون و دون المساس بأحكام القانون عدد 75 لسنة 2005 المتعلق بتوريد التلاقيح و الامصال و بواعث التجارب و مراقبتها ، تتولى الدولة ابرام اتفاق التعويض مع مصنعي اللقاح ضد فيروس كوفيد – 19 و فق الاتفاق الاطاري الملحق بهذا القانون .

التصويت على القانون بأغلبية الحاضرين لم يمنعه من الانتقادات حيث عبر عدد من النواب عن تخوفهم من تبعات هذا القانون فيما وجه بعض النواب انتقاداتهم  على  غرار رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسي التي عبرت عن استنكارها لمحتوى هذه الاتفاقية و التي تمس من سيادة تونس حسب تعبيرها مؤكدة ان كتلتها النيابية صوتت على القانون بإكراه :" صادقنا على هذه الاتفاقية و نحن مكرهون و نعتبر ان استراتيجية الحكومة لجلب اللقاح هزيلة جدا " و حملت في ذات السياق المسؤولية كاملة للحكومة على كل تأخير في جلب اللقاح و وصفت رئيس كتلة الدستور الحر هذه الاتفاقية "بالعار " على تونس :" نصادق على اتفاقية تخص الدول الفقيرة و هذا عار على تونس " .

من جهته حذر النائب عن كتلة حركة النهضة محمد زريق من اتفاقية كوفاكس  مشيرا الى وجود بعض الغموض حولها نظرا لطابعها الاستعجالي ، وقال زريق ان المستفيد من هذه المبادرة هي الشركات المنتجة والمصنعة للقاح مستنكرا عدم  تحمل شركات التأمين لمسؤوليتها في صورة حدوث إشكالات في علاقة بالتطعيم .

و أشار النائب محمد مراد الحمزاوي ان خوف  المواطن التونسي من نوع التلقيح وعوارضه الجانبية فاق خوفه من خطر فيروس كورونا منتقدا في نفس الاطار غياب الاستراتيجية الواضحة في خصوص جلب اللقاح المضاد لفيروس كورونا .

و ردا على هذه التساؤلات و التخوفات  اكد وزير الصحة فوزي المهدي  تقديمه لمشروع قانون اضافي يتعلق بضبط أحكام خاصة من النظام القانوني للمسؤولية الناجعة عن استخدام اللقاحات والأدوية المضادة لفيروس كورونا وجبر الأضرار التي يمكن ان تنجر عنه و اعلن وزير الصحة عن انشاء صندوق خاص بالتعويضات لجبر الاضرار الناجمة عن التلقيح و حول ترخيص تونس لتلاقيح فايرز و سبونتيك قال فوزي المهدي ان اختيار التلاقيح تم وفق مقتضيات علمية بحتة .

و بحسب وزير الصحة  ستسمح مبادرة كوفاكس بالتسريع في الحصول على اللقاح حسب الجدول الزمني التالي :" وصول 96000 ألف جرعة في شهر فيفري بدل الـ 50000 جرعة المعلنة مبدئيا ، وصول من 500000 جرعة الى مليون جرعة بداية من شهر مارس بدل شهر أفريل " .

أيضا  من المنتظر ان تتحصل تونس على  93 ألف و 600 جرعة من اللقاح الألماني الأمريكي  فايزر خلال شهر فيفري ،بالإضافة الى حوالي 600 الف جرعة من اللقاح البريطاني "أسترازينيكا" خلال شهر مارس المقبل ، في هذا الاطار اكد مدير معهد باستور الهاشمي لوزير في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء ان عدد المسجلين في المنصة الإلكترونية « ايفاكس » المخصصة للتلقيح ضد فيروس كورونا تجاوز 420 ألف و اعتبر لوزير ان هذا العدد يبقي غير كاف و قليل داعيا في ذات السياق الى ضرورة تكثيف الجهود من اجل توعية التونسيين بأهمية اللقاح .

و للتذكير تم اختيار تونس ضمن الدفعة الأولى من الدول المستفيدة من اللقاح في إطار مبادرة كوفاكس و بحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية ستتلقى كل من الباكستان ، الهند ، بنغلادش ، نيجيريا ، إندونيسيا والبرازيل  على أكبر عدد من الجرعات و ذلك خلال الستة اشهر الأولى من سنة 2021 و سيتم توزيع 337,2 مليون جرعة من اجل تلقيح 3,3% من سكان الدول الـ145 مع تبجيل الكبار في السن و المرضى بالأمراض المزمنة و الطواقم الطبية

و عرفت منظمة الصحة العالمية مبادرة كوفاكس على انها :" عبارة عن آلية للشراء المجمّع للقاحات المضادة لكوفيد-19 يتولى تنسيقها التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (غافي)، ويمكن من خلالها ضمان إتاحة اللقاحات بشكل عادل ومنصف لكل بلد مشارك، باستخدام إطار للتخصيص تعكف على إعداده منظمة الصحة العالمية. ويحقق مرفق كوفاكس ذلك من خلال تجميع القوة الشرائية للاقتصادات المشاركة وتقديم ضمانات الحجم بالنسبة لمجموعة من اللقاحات المرشّحة الواعدة، مما يتيح لمصنّعي اللقاحات الذين تعد خبرتهم ضرورية لإنتاج اللقاحات الجديدة على نطاق واسع القيام باستثمارات مبكّرة معرّضة للمخاطر في قدرات التصنيع، وبالتالي توفير أفضل الفرص للبلدان والاقتصادات المشاركة للحصول سريعاً على الجرعات اللازمة من اللقاح الناجح لمكافحة كوفيد-19 " .

اما بالنسبة للتحالف العالمي من أجل اللقاحات غافي فهو تعاون  مشترك بين القطاع العام و الخاص تم تأسيسه سنة 2000 و هو تحالف يسعى الى تطعيم نصف أطفال العالم ضد بعض أشدّ الأمراض فتكاً في العالم و بحسب موقع المنظمة العالمية للصحة ساهم الائتلاف :" في تلافي أكثر من 13 مليون حالة وفاة و ساعد على خفض معدل وفيات الأطفال إلى النصف في 73 بلداً نامياً" .

سجلت تونس تراجعا ملحوظا في عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا حيث تم تسجيل 667 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم الاحد 7 فيفري فيما بلغ عدد الوفيات في نفس اليوم  43 وفاة ، و مع اقتراب موعد حصول تونس على اللقاح قد يعود الامل في نفوس التونسيين و قد تعود الحياة الى طبيعتها تدريجيا و في انتظار هذا وجب الالتزام بالإجراءات و البروتوكولات الصحية و التي لا تزال الى اليوم المنقذ الوحيد امام هذه الجائحة العالمية .

رباب علوي