alexametrics
الأولى

لم ينجح نداء تونس في الإصلاح والالتزام

مدّة القراءة : 3 دقيقة
لم ينجح نداء تونس في الإصلاح والالتزام

 

فيما تستعد الأحزاب السياسية في البلاد لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية القادمة ما يزال بعضها يعيش صراعات قد تؤدي إلى اختفائها من الخريطة السياسية بالرغم من المجهودات المبذولة من أجل الإصلاح والالتزام، ولعلّ نداء تونس خير دليل على ذلك.

 

منذ ما يزيد عن أسبوع وحركة نداء تونس تعيش على وقع "مؤتمر الإصلاح والالتزام" الذي انطلق يوم منخرط 06 أفريل بالمنستير بحضور فاق 10 آلاف من ضمنهم 1800 منتخب في المكاتب المحلية التابعة للحزب مع حضور عديد الديبلوماسيين من بينهم سفراء فرنسا وفلسطين ورومانيا بتونس، بالإضافة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل ممثلا في الأمين العام المساعد سمير الشفّي ومنظمة الأعراف التي مثّلها سمير ماجول بحضوره.

 

المؤتمر انطلق في ظروف عادية أثثته أبرز وأهم القيادات داخل نداء تونس، لكن ذلك كان الهدوء ما قبل العاصفة حيث سرعان ما بدأت الصراعات التي يعيشها في الآونة الأخيرة، تلقي بظلالها على أشغال المؤتمر وبدأت الانقسامات والانشقاقات.

 

المؤتمر بدوره كان ساحة انقسام أخرى أدت إلى ظهور شقين متعارضين متخالفين بشأن انتخاب اللجنة المركزية للحزب، وبدأت بوادر فشله تظهر، فمن جهة أولى دعت رئيسة لجنة الاعداد للمؤتمر سميرة بلقاضي إلى عقد اجتماع بالحمامات ومن جهة ثانية يستعد نائب رئيس اللجنة عيسى الحيدوسي لإجراء انتخابات موازية بالمنستير، وكان الشق الأول قد أكّد أنه الطرف الوحيد الذي

 يحق له اتخاذ قرار بشأن الانتخابات، ليشدّد الشق الثاني المساند لحافظ قائد السبسي على أنه لا يمكن تجاوزهم ببساطة، وأن لهم الشرعية اللازمة لاتخاذ قرارات كذلك.

بدأت التصدعات الداخلية "للحزب الكبير" تنكشف، ولو أنه لا أحد يخفيه ذلك في المدّة الأخيرة، الأمر الذي بات يهدد باختفائه بعد أن فرض نفسه لسنوات على المشهد.

 

 

يوم السبت 13 أفريل، قام كلّ شق بانتخاب من يمثّله للجنة المركزية لحركة نداء تونس، فتحصّل ممثل الشقّ الأوّل، بالحمامات، سفيان طوبال على 115 صوتا مقابل صوت واحد لحافظ قايد السبسي ليكون بذلك حسب نتائج الانتخابات، رئيسا للجنة، لكن لم تمرّ ساعات حتّى أعلن الشقّ الثاني الموالي لحافظ السبسي عن فوز هذا الأخير في انتخابات اللجنة المركزية المنعقدة، بالتوازي، في المنستير بـ 83 صوتا.

 

وصرّح القيادي عبد العزيز القطي بأن حافظ قايد السبسي فهم أنه صار خارج الصفوف الأمامية للحزب وبدأ بزراعة الانشقاقات وأكّد أنه يريد افشال مؤتمر النداء وأن لديهم كل الأدلّة على ذلك وعلى ممارساته وتهديداته.

الحزب الأوّل في الانتخابات البرلمانية لسنة 2014 الذي فاز بالأغلبية ومؤسسه الباجي قايد السبسي برئاسة الجمهورية، بدأ بالتلاشي شيئا فشيئا وأصبح آيلا للغروب بعد أن سطعت شمسه وتلألأ نجمه وذاع صيته وشغل الناس برهة من الزمن.

 

بدأ قياديو الحزب في الانسحاب حيث أعلن القيادي ناجي جلول عن انسحابه من المكتب السياسي الجديد لنداء تونس الذي أفرزته أشغال المؤتمر وأوضح أن هذا القرار جاء نتيجة كثرة الطعون ومن أجل الحفاظ على وحدة الحزب، لكن من الواضح أن جلول فهم اللعبة، ولو أنه تأخر بعض الشيء، وتيقن من أن نداء تونس مصيره وقدره المحتوم الانقسام. فبعد أن كانت كل الآمال معلقة على المؤتمر الذي قد يعطي للحزب فرصة أخرى ليولد من جديد، فلم ينجح المؤتمر في توحيد صفوف الندائيين تحت راية الإصلاح والالتزام.

 

وقد شكلت الصراعات الداخلية الحدث السلبي بتعدد الانقسامات والاستقالات مثل ما حدث مع ناجي جلّول الذي قرّر الانسحاب من المكتب السياسي الجديد لنداء تونس الذي أفرزته أشغال المؤتمر وأوضح جلول أنه قرر الانسحاب نظرا لكثرة الطعون ومن أجل الحفاظ على وحدة الحزب، كذلك فاطمة المسدّي التي أعلنت عن استقالتها من حزبها بصفة نهائية وفسّرت في تدوينة على صفحتها الرسمية بالفيسبوك أن استقالتها جاءت للحفاظ على مبادئها نظرا للوضعية المتردية وغير الديمقراطية وانتصار الرداءة في حركة نداء تونس، لتصرّح اليوم لبيزنس نيوز بأنها عدلت عن رأيها بعد اقتراح الرئيس المؤسس لنداء تونس الباجي قائد السبسي لاسمها إلى جانب 12 قياديا من النداء مشيرة بقولها بأن إدراج اسمها من قبل رئيس الجمهورية يمثل ردّ اعتبار لها لافتة إلى أن تدخّل الباجي يعني أنه اتخذ الأمور على عاتقه والأمور ستتغير تبعا لذلك.

 

وفي نهاية الأمر يجد نداء تونس نفسه كحزب شقّ سفيان طوبال وأنس الحطّاب مقابل شقّ حافظ قائد السبسي الذي يدعي حصوله على دعم والده.

 

ومهما كانت التطورات فإن نداء تونس تلقى ضربة قاسية جديدة خلال هذا المؤتمر في انتظار موقف واضح وعلني من رئيس الجمهورية ومؤسس الحزب الباجي قايد السبسي.

مروى يوسف

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter