توجه رئيس الجمهورية قيس سعيد في كلمة متلفزة بمناسبة عيد الفطر اليوم الأربعاء 12 ماي برسالة تهنئة الى التونسيين ، مشيرا الى الوضع الصحي الذي تعيشه تونس بسبب أزمة كورونا :" للعام الثاني لم ينقضي شهر رمضان كما عهدنا فقد تم اتخاذ إجراءات لا تتلاءم مع ما دأبنا عليه من عادات و تقاليد نتيجة الجائحة " .

و حول الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة الجائحة اعتبر رئيس الجمهورية ان بعض هذه الإجراءات كان "مصيبا " و حتمته الظروف و جزء دعت اليه تطورات الأوضاع الى مراجعته او لم يؤدي الى القصد المطلوب حسب تعبيره ، و قال رئيس الجمهورية ان إدارة الشأن العام في مثل هذه الظروف ليس بالهين :" لم تكن الأوضاع بالهينة خاصة للفقراء و البؤساء ولا بد من استخلاص النتائج عن بعض الأفعال و ردود الأفعال و كان لابد من مواجهة الصعوبات الطارئة " .

رئيس الجمهورية الذي نفى ان يكون خطابه اليوم بمناسبة عيد الفطر خطابا سياسيا لم يتردد في تمرير رسائل غير مباشرة لخصومه حين تحدث عن مقاصد الصيام و الأعياد :" المقصد من الصيام و غيرها من الشعائر التخلق بخلق القران " و أضاف قائلا :" ليس مهم الدعاية او التعتيم بقدر ما تهم النتائج " في إشارة الى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمجابهة الفيروس ، و اغتنم رئيس الجمهورية مناسبة العيد للتعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني "ادعو لاسترجاع المسجد الأقصى و ادعو لاسترجاع ارضنا ".

يذكر ان رئيس الجمهورية قيس سعيد كان قد عبر عن موقفه المساند للشعب الفلسطيني في مكالمة جمعته بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاحد 7 ماي 2021 ، و اكد  موقف تونس الثابت من الحقّ الفلسطيني الذي لن يسقط بالتقادم، وإدانتها لكل الممارسات الممنهجة والانتهاكات المتكررة لحرمة المسجد الأقصى وللسياسات التوسعية والمخططات الاستيطانية، واستعدادها للقيام بدورها الطبيعي والتاريخي في نصرة الشعب الفلسطيني الأبي، مشيرا إلى أن الشرعية المنقوصة التي تم القبول بها لم يقع احترامها من قبل قوات الاحتلال.

و قال رئيس الجمهورية في المكالمة الهاتفية التي جمعته بالرئيس الفلسطيني  بأن القضية الفلسطينية ستظلّ قائمة في ذهن ووجدان كل تونسي حتى يسترجع الشعب الفلسطيني الباسل حقوقه المشروعة كاملة. كما أشاد بصمود الشعب الفلسطيني في الداخل مستشهدا بأعداد المصلين يوم أمس بالقدس الشريف والذي يقيم الدليل على أن الحق الفلسطيني لن يضيع أبدا.

و في مكالمة هاتفية جمعته برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة جدد رئيس الجمهورية موقف تونس الثابت  من العدوان على القدس الشريف :" و هو موقف يتجاوز التنديد والشجب المعهودين وما إلى ذلك من العبارات التي مجّها أحرار الأمة وكل الأحرار في العالم بل هو تحية لصمود الشعب الفلسطيني " داعيا الى وحدة الصف الداخلي خدمة لمصلحة القضية الفلسطينية و جاء في نص بلاغ رئاسة الجمهورية :"  تونس لن تدخر جهدا للوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين لاسترجاع حقهم المسلوب والذي لا يمكن أن يكون موضوع صفقات أو أن يسقط بالتقادم مهما اشتدّ الظلم والعدوان " ، و أضاف رئيس الجمهورية في المكالمة الهاتفية :" أن أكبر خطر يتهدد الحق الفلسطيني هو ثقافة الهزيمة والاستسلام " .

ر.ع