وصف رئيس الجمهورية قيس سعيد ما وقع يوم امس الثلاثاء من تدافع و فوضى امام مراكز التلقيح بالجريمة متهما من اسماهم بالأشخاص النافذين في المنظومة السياسية بالوقوف وراء هذه :" العملية المدبرة " حسب تعبيره .

و قال في تصريح لقناة العربية اليوم الأربعاء 21 جويلية 2021 ان هنالك من يبحث عن الضحايا :" هدفهم الضحايا و ليس الاضاحي " مؤكدا ان الهدف ليس التلقيح بل نشر العدوى :" كيف يوجهون الدعوة للجميع في نفس التوقيت ؟ " و اتهم في نفس السياق من اتخذ هذا القرار و دبر التفاصيل ليحصل التدافع و لتقع التجمعات  قائلا :" الجائحة السياسية أكثر من الجائحة الصحية ".

هذا و أعلن رئيس الدولة عن تكفل  إدارة الصحة العسكرية  بإدارة الأزمة الصحية بما في ذلك :" المعدات التي جاءت من كل مكان و تشرف عليها  المؤسسة العسكرية ".

للتذكير أعلن وزير الصحة المقال فوزي المهدي يوم الاثنين 19 جويلية 2021 عن أيام مفتوحة للتلقيح بمناسبة عيد الأضحى ، و تهافت التونسيون يوم امس الثلاثاء بأعداد كبيرة على مراكز التلقيح  الامر الذي أدى الى فوضى عارمة بسبب سوء التنظيم .

و قرر رئيس الحكومة هشام المشيشي اثر ذلك اقالة وزير الصحة فوزي المهدي  و وصف المشيشي اجراء الأيام المفتوحة بالقرار الشعبوي و الاجرامي و هو قرار :" يهدد صحة التونسيين و السلم الاهلية " مؤكدا في ذات السياق انه لم يكن يعلم بهذا القرار و بانه كان :" قرارا مسقطا " .

و حرص رئيس الحكومة خلال لقاء عقده بإطارات وزارة الصحة  على تقديم  اعتذاره للمواطنين الذين توجهوا الى مراكز التلقيح يوم امس  وواجهوا سوء التنظيم و دعا كفاءات وزارة الصحة الى "استرجاع وزارتهم والتجند لتوفير الأكسجين للتونسيين والتكفل بالمرضى وانجاح حملة التلقيح".

من جهته قال وزير الصحة المقال فوزي المهدي أنه تلقى خبر اقالته عبر وسائل الاعلام مؤكدا انه اشتغل  بعقل الوزير وأخلاق الطبيب وشرف الجندي ولم يسمح للسياسة وتقلباتها باستدراجه و كتب فوزي المهدي على صفحته على الفايسبوك :"

تلقيت خبر إعفائي مثلكم عبر وسائل الإعلام بعد أن نبهني إليه صديق بالهاتف. علمتني عقود الجندية الثلاث أن لكل مهمة بداية ونهاية وألا ألقي سلاحي أو أغادر موقعي إلا بتسليم العهدة لمن سيتحملها بعدي. عملت في وزارة الصحة بعقل الوزير وأخلاق الطبيب وشرف الجندي ولم أسمح للسياسة وتقلباتها أن تستدرجني، وكيف لها أن تستدرجني وأنا أرى يوميا رمالها المتحركة تبتلع معاش الناس وحياتهم ! .

في نفس الوقت تعيش تونس أزمة صحية خانقة بسبب ارتفاع عدد الإصابات و عدد الوفيات وهو ما أكدته وزارة الصحة التي أعلنت في بلاغ لها انه و  بتاريخ يوم الإثنين 19 جويلية  تمّ تسجيل 6158  حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ليبلغ العدد الجملي للحالات المسجلة منذ شهر فيفري 2020 وإلى حدود يوم 20 جويلية 2021 ، 555911 حالة إصابة.

وبلغت نسبة التحاليل الإيجابية اليومية 53 فاصل 12 بالمائة.

أشارت الوزارة في بلاغها أنّه قد تمّ تسجيل 177 حالة وفاة جديدة منهم 54 حالة وفاة تم تسجيلها يوم 20 جويلية ليرتفع العدد الجملي لحالات الوفاة منذ شهر فيفري 2020 إلى 17821 حالة وفاة، فيما بلغ عدد المتعافين 443979.

مقالاتنا حول كوفيد 19 على هذا الرابط.

ر.ع