أشرف رئيس الجمهورية قيس سعيد، مساء اليوم الأربعاء 27 أفريل 2022 بقصر قرطاج، على مأدبة إفطار بحضور عائلات شهداء وجرحى الثورة و العمليات الإرهابية من القوات المسلحة العسكرية والأمنية وعدد من عائلات شهداء الثورة وجرحاها.

وفي كلمة له بهذه المناسبة ، توجّه لكلّ الحضور قائلا '' يا أبطال تونس ، يا حُماة الوطن، اخترت هذه الليلة المباركة العظيمة، ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر المعظم ، شهر رمضان ، الذي أُنزل فيه القرآن لنجتمع كأسرة واحدة على مائدة الإفطار ، هنا في هذا المكان الذي يرمز إلى وحدة الدولة واستمراريتها ، يلتقي فيها عدد من عائلات الشهداء من قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية ومن الديوانة ويجلس الجميع في هذه الليلة التاريخية مع عائلات شهداء الإنفجار الثوري الذي هزّ العالم كلّه انطلاقا من مدينة سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010''

وأشاد قيس سعيد بالبطولات التي ميّزت القوات الأمنية والعسكرية التي تدلّ على الشعور العميق بالمسؤولية والأمل في مستقبل تسود فيه الحرية والعدالة '' يراودنا جميعا''. وأكّد قائلا ''وذرّة ترابٍ واحدة من تراب تونس أغلى من كنوز الدنيا كلها ، نسقيه كل من موقعنا بدمائنا وعرقنا مؤمنين مخلصين وموفين بالعهود حتى ولو كان القلب يعتصر ألما ، وحتى لو كان الألم يشتد فإنّ رؤسنا ستبقى كرايتنا مرفوعة في السماء''. 

'' يا أبطال تونس ، يا من آثرتم الموت عن الحياة في سبيل كرامتها واستقلالها وتصديتم لكل المحاولات اليائسة البائسة للإرباك وللتعدي على سيادة الوطن وكرامة مواطنيه ومواطناته ، إننا لا ننسى أبدا شهدائنا من 17 ديسمبر إلى اليوم، الذين قضوا في سبيل العدل والحرية والكرامة الوطنية ولا ننسى آلام الجرحى ولن ننسى تضحياتكم وبطولاتكم ، نقاسمكم إقدامكم ومعاناتكم ''. 

وأكّد قيس سعيد أنّ الشعب التونسي هو الذي يُقرر ولا أحد يقرر مكانته مشددا أنّ تونس ليست للبيع '' أو ليست أرضا بدون سيّد للكراء أو للتسويغ''. وجدّد التذكير أنّ السيّد في تونس هو الشعب في ظل سيادة القانون. 

وأشار أنّ هناك مآدب تقام في هذه اللحظات مع أطراف تعتبر تونس وكأنّها دولة ليست ذات سيادة، وأكّد أنّ '' من اختار نهج العمالة ومن اختار أن يسقط الدولة والتنظم داخلها بكل الطرق فلا هو منا ولا نحن منه ''. 

ودعا في هذا السياق الرئيس قيس سعيد القضاة '' الشرفاء '' أن يتحمّلوا اليوم مسؤولياتهم التاريخية في إنفاذ القانون على الجميع بدون استثناء ، '' عليهم الإسراع في المحاسبة ولهم من النصوص ما يكفيهم للقيام بوظيفتهم حتى تعود أموالا الشعب للشعب '' معتبرا أنّ ذلك مطلب شعبي ومطلب مشروع. 

وأكّد أنّه لن يقبل بأن تُداس الحقوق ولن يقبل إلاّ بأن تعود أموال الشعب للشعب وتابع قائلا '' لقد اخترنا الكرامة الوطنية ولن نقبل كما يقبل البعض بالذل وبالإستكانة ''.

وتوجّه في كلمته إلى عامة الشعب التونسي بالتهنئة بمناسبة عيد الفطر وأكّد أنّه يؤسس لمرحلة جديدة في التاريخ وتابع قائلا " سيُسجل التاريخ هذه اللحظة وهذه الإنطلاقة نحو غدٍ أفضل ، نحو تحقيق أهداف شعبنا والإحاطة بأبنائها من كلّ الأسلاك من قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية ومن الديوانة ومن كلّ الأسلاك ، سنواصل قدما بنفس العزيمة وبنفس الإرادة وبنفس الثبات ولن نتعثر''. 

كما أشار قيس سعيد في كلمته إلى الحوار الوطني وأكّد أنّه لن يتحاور مع من يريد ضرب الدولة وأكّد قائلا '' ولن نعمل على أن نتحاور مع أيّ كان يريد أن يضرب الدولة فلا حوار إلاّ مع الصادقين الشرفاء ولا اعتراف إلى بالوطنيين الذين يؤثرون الوطن على أنفسهم ولا اعتراف بمن باعوا الوطن أو يحاولون بيعه فلا صُلح إلا إذا جنحوا للصلح ولا اعتراف بمن يقايض الوطن بالسلطة لا صُلح ولا مفاوضات مع أناس لفظهم التاريخ '' . 

ودعا الذين يعقدون اجتماعات ويعملون على تكوين جبهة خلاص في إشارة منه إلى مبادرة أحمد نجيب الشابي ، إلى الإنضمام للشعب التونسي وتوجّه لهم قائلا '' ليلتحقوا هم بصفوف الشعب خير من هذه الحوارات الكاذبة لإعادة نفس المراحل التي مررنا بها ''. 

'' لن نفرّط في الوطن ، لا حوار إلاّ مع الوطنيين ولا اعتراف بمن حملوا السلاح ضد الدولة ولا مفاوضات إلاّ مع من يقبل بإرادة الشعب '' أفاد سعيد متسائلا عن أسباب خوف البعض من الإستفتاء مفسرّا ذلك بقوله '' لأنّهم يخافون الإرادة الشعبية ، ولماذا خافوا من الإستشارة لأنّهم بالنسبة إليهم إرادة الشعب تُخيفهم ولكن لن يكون مكان لهؤلاء ، فلا صُلح ولا تفاوض ولا اعتراف إلاّ على قاعدة الوطنية لا على قاعدة الندوات التي تعقد كل يوم وكأنّ تونس يريدونها دويلات ، أيّ حوار يتحدثون عنه وأيّ انقاذ يتحدثون عنه ، تونس تريد أن تُنقذ نفسها منهم فكيف يتحدثون عن الإنقاذ وقد تولوا السلطة لمدة سنوات طويلة ، وكانوا في سنة 2013 يرقصون منددين بمن تحالفوا معهم اليوم ''. 

واختتم قيس سعيد كلمته قائلا '' السلطة مسؤولية وليست حوارات زائفة حول توزيع المناصب ، من كانوا ألدّ الأعداء بالأمس القريب ، صاروا حلفاء ، هذا دليل على صدقهم ولا حوار إلاّ مع الوطنيين الصادقين الذين لا يبيعون تونس''. 

''ثمّ لماذا يأتينا البعض من الخارج يُعرب عن إنزعاجه ؟ هل أعربنا نحن عن أنزعاجنا من إختياراتهم'' أفاد قيس سعيد منتقدا موقف الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي الذين أعربوا فيه عن قلقهم من تغيير تركيبة هيئة الإنتخابات بطريقة أحادية. 

واكّد قائلا '' تمّ توفير كلّ الضمانات بالنسبة إلى الإستفتاء وبالنسبة إلى المحطات الإنتخابية ومع ذلك عبرون دائما على انزعاجهم ، ما دخلهم أصلا وقالوا لنا في بعض الأحيان ، يُمكن أن نمدّكم بخبراء ، لا يُمكن نحن أن نمدّكم بخبراء ولكن بخبراء صادقين وليس بخبراء عدد من القنوات  الذين يقدّم فيها البعض أنفسهم على أنّهم من كبار كبار العلماء ، أين هم من العلم وأين هم من الشعب ''. 

 ي.ر