بعد نيل ثقة البرلمان بأغلبية مريحة في ساعة مبكرة من اليوم الأربعاء 2 سبتمبر 2020   أدى رئيس الحكومة هشام المشيشي و وزراءه مساء اليوم الأربعاء اليمين الدستورية بقصر قرطاج أمام رئيس الجمهورية قيس سعيد، و ذلك وفق الفصل 89 من الدستور الذي ينص على انه : " يؤدي رئيس الحكومة وأعضاؤها أمام رئيس الجمهورية اليمين التالية:"أقسم بالله العظيم أن أعمل بإخلاص لخير تونس وأن أحترم دستورها وتشريعها وأن أرعى مصالحها وأن ألتزم بالولاء لها".

ومن المنتظر ان يباشر الوزراء انطلاقا من يوم غد الخميس 3 سبتمبر 2020 مهامهم الرسمية.

و في كلمة القاها رئيس الجمهورية قيس سعيد امام الحكومة الجديدة اكد رئيس الجمهورية انه هو من قام بتعيين هشام المشيشي و مجلس نواب الشعب أعطاه ثقته مشيرا الى ان :" هشام المشيشي ليس وزير اول و لا كاتب للرئاسة بل هو رئيس حكومة تحصلت على ثقة البرلمان"

من جهة أخرى أطلق قيس سعيد النار على بعض نواب المجلس بعد الانتقادات التي توجهت له يوم أمس الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 خلال جلسة منح الثقة قائلا: " كثيرة هي الازمات التي تم افتعالها من قبل بعض السياسيين وتابعت يوم أمس من اصدع بالحق و لم يتردد في كلمة الحق و تابعت من كذب و ادعى و افترى و ما اكثر المفترين هذه الأيام لكن هنالك دائما رجال صادقون ثابتون" و اتهم قيس سعيد بعض النواب بالافتراء و الكذب: " حتى ان البعض فتح دار افتاء و اصبح يدعي ما يهيأ له خياله".

 و حذر رئيس الجمهورية قيس سعيد :" بيننا الله و الأيام " في إشارة الى النواب الذين انتقدوه خلال  جلسة منح الثقة مؤكدا احترامه للدستور و للإجراءات القانونية : " احترمت الدستور الذي اقسمت على احترامه و احترمت  النظام و المؤسسات بالرغم ان البعض لا يستحق ذلك بل لا يستحق الا الاحتقار و الازدراء ".

  و اكد قيس سعيد خلال الكلمة التي القاها امام موكب الوزراء انه على يقين ان القانون سيأخذ مجراه و ستطبق إرادة الشعب  :" انا على يقين انه سياتي يوم سيكون فيه القانون مطابقا لإرادة الأغلبية التي تم سحقها و حاول الكثيرون تزوير ارادتها و من يعتقد انه فوق القانون فهو واهم و لن اتسامح مع أي كان افترى و كذب و ادعى و فتح دارا للفتوي ليفتي في الدستور و سياتي يوم سيكون فيها القانون معبر عن الأغلبية " .

كذلك انتقد رئيس الجمهورية قيس سعيد النواب الذين عبروا عن غضبهم من مسار المشاورات منذ الانتخابات قائلا : " لينظروا  في الدستور الذي وضعوه لقد انطلقت المشاورات منذ  15 نوفمبر 2019 و كان  وضعها مشابها لمشاورات الوضع في فلسطين بدأت و لن تنتهي " و اكد في ذات السياق احترامه لجميع المراحل اللازمة الخاصة بالمشاورات : " احترمت جميع المراحل بالرغم من ان  النص الدستوري لم ينص على ضرورة كتابة المشاورات فضلت ان تكون مكتوبة حتى تكون حجة ضد من احترف الكذب و الافتراء" مضيفا : "قمت بما استطيع القيام به ".

وتسائل رئيس الجمهورية مخاطبا نواب المجلس: "ماذا فعلتم أنتم في الأيام الماضية وفي الأشهر الماضية باستثناء المشاورات في الليال وتحت جنح الظلام، انا على علم بما قيل و على علم بالصفقات ".

في ذات السياق هدد قيس سعيد بفضح "الخونة" قائلا: " سياتي اليوم الذي اتحدث عنه بكل صراحة عن الخيانات وعن الغدر وعلى الوعود الكاذبة وعلى الارتماء في أحضان الصهيونية والاستعمار ".

 تمت المصادقة على حكومة هشام المشيشي في ساعة مبكرة اليوم الأربعاء 2 سبتمبر 2020 في جلسة عامة  دامت أكثر من 12 ساعة متواصلة و تحصلت حكومة المشيشي على أغلبية مريحة في ساعة مبكرة من الاربعاء 2 سبتمبر 2020 النتائج كانت كالتالي : 134 نعم 0 محتفظ ضد 67.

و كان هشام المشيشي كان قد اكد خلال كلمة القاها امام البرلمان يوم امس الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 على عزم حكومته العمل على النهوض بالاقتصاد التونسي بالإضافة الى اتخاذ حزمة من الاجراءات ضمن قانون المالية 2021 من خلال مراجعة بعض مكونات المنظومة الجبائية، و أيضا اكد المشيشي على عزم حكومته العمل على احكام التصرف في النفقات ومزيد أحكام التصرف وتحديد اساليب العمل والاستفادة من الاليات التكنولوجيّة.

للتذكير أعلن رئيس الحكومة هشام المشيشي يوم 24 أوت 2020 خلال ساعة متاخرة  قبل نهاية الاجال الدستورية على  تركيبة فريقه الحكومي بعد شهر من المشاورات مع الشخصيات الوطنية المنظمات و الأحزاب السياسية  وتضم الحكومة 25 وزيرا و 3 كتاب دولة من الكفاءات المستقلة. و كان هشام المشيشي قد اعلن يوم 10 اوت 2020 عن تكوين حكومة تكنوقراط تقوم على الكفاءات و تستثني الأحزاب السياسية.

ر.ع