أثار قرار إيقاف الناشطة النسوية الكويرية رانية العمدوني وسجنها ستّة اشهر غضب الكثير من المنظمات الوطنية والإعلاميين ورواد الرأي العام واعتبروا أنّ الحكم غير عادل وأكّد الكثيرون أنّ تونس لا تستعرف بالعدالة والكرامة. 

في تدوينات كلّها غضب وحقد على هذا القرار السالب لحرية رانية العمدوني، اعتبر الكثير من الشباب أنّ تونس أصبحت دولة تحطم شبابها وأشاروا أنّ في عهد الرئيس الراحل زين العابدين  بن علي ''مايقال عنه القمع والاستبداد ماصارش هكا'' كان هناك تسامح مع الشباب، واستنكروا رفض الحريات الفردية والإختلاف وفي المقابل هناك حماية للفساد والإرهاب.

عدنان منصر مدير الديوان الرئاسي سابقا في تدوينة على حسابه الخاصّ، اعتبر أنّ الإجراءات القمعية التي تُمارسها السلطة مع شبابها من شأنها أن تزيد الشباب كُرها لبلاده واستنكر تحويل قضية الناشطة النسوية الكويرية رانية العمدوني من شاكية إلى مُتهمة وزجّها بالسجن لمدّة ستة أشهر.

''وقت شابة تمشي تشكي من الهرسلة تلقى روحها متهمة بهضم جانب موظف عمومي والتظاهر بما ينافي الحياء، وتلقى قاضي يحكم عليها بستة أشهر سجن، هذا ما عندوش علاقة بالفقر ولا بالتشغيل''. 

وعبّر منصر أيضا عن استنكاره لوفاة شاب في سجن المدني بصفاقس بعد الامتناع عن إعطائه حقنة أنسولين، ''وقت شاب يحتاج حقن أنسولين، يعتقل بتهمة خرق حظر التجول ويحرم من العلاج ويموت في الإيقاف، هذا أيضا ما عندوش علاقة بالميزانية ولا بصندوق النقد الدولي''. 

واعتبر أنّ تونس أصبحت دولة ظالمة وأشار أنّ كلّ هذه الأحداث هي  تراكمات خطيرة ومؤشرات متسارعة على أن الأمور تتوجّه ببلادنا للهاوية ''الهاوية الحقيقية هي كره الشباب لبلادو''.

كاتب الدولة الأسبق للشباب عبدو السعداوي، اعتبر أنّ الحُكم على رانية العمدوني بستة أشهر جعله يستحي من تقلّده منصبا يوما ما في هذه الدولة. 

شباب مجموعة ''فلڤطنا'' استنكروا الحكم الظالم على العمدوني واعتبروا أنّ الحكم بسجنها ستة أشهر أكّد لهم أنّ المنظومة فاسدة من الحاكم للقضاء، ودعوا إلى النزول للشارع يوم السبت 6 مارس للمناداة بحرية رانية وكلّ السجناء. 

الصحفي والإعلامي إلياس الغربي في تدوينة على حسابه الخاصّ بالفيسبوك أكّد أنّ رانية العمدوني لم تسرق عشرات الملايين ليتمّ سجنها مشيرا أنّه سيأتي يوم ويثور الشباب غضبا على المنظومة الحاكمة. 

نقيب الصحفيين السابق ناجي البغوري نشر تدوينة على حسابه الخاصّ بالفيسبوك، أكّد من خلالها أنّ  رانية العمدوني ليست متورطة في تبيّيض أموال ولا تهرّب ضريبي ، كما أنّها لم تستعمل المال الفاسد مثل الأحزاب في الإنتخابات التشريعية. وأضاف أنّ رانية العمدوني لم تسفّر الشباب إلى بؤر التوتّر بل هي فقط عبّرت  مثل المئات من الشباب عن رفضها وادانتها لمنظومة الحكم الفاشلة وعبرت عن رفضها لدولة القمع والبوليس، لذلك هي في السجن. ودعا إلى إطلاق سراحها وسراح عشرات الشباب الذين تمّ إيقافهم في الاحتجاجات الأخيرة. 

ي.ر