موجة رابعة من كورونا - صائفة صعبة تنتظرنا ...
فاق عدد الاصابات اليوميّ بفيروس كورونا في تونس معدل الاصابات بالجزائر والمغرب مُجتمعتين بمعدّل تحاليل ايجابية فاق 34 بالمائة ومعدل وفايات يوميّ مستقر في عتبة الستين وفاة. مؤشرات تترادفُ لتتشكل ملامح موجة رابعة قد تكونُ الأخطر بعد تسجيل السلالتين البرطانية والجنوب افريقيّة في تونس.
رغم الاتجاه العام نحو رفع مستويات التحذير في الخطابات الرسمية لمسؤولي الصحة وأعضاء اللجنة العلمية، الا أنّ تحذيراتهم المتكررة لم تكن مشفوعة باجراءات جديدة، حيث قررت اللجنة العلمية اثر اجتماعها مع رئيس الحكومة التمديد في الاجراءات الفارطة الى غاية اخر الشهر، في تناقض غريب مع خطاب الناطقة باسم وزارة الصحة نصاف بن عليّة التي صرحت قبل الاعلان عن التمديد أنّ جميع المؤشرات وصلت للوّن الأحمر في21 ولاية مصنفة خطيرة على مستوى الحالة الوبائية، محذرة من طفرة في عدد الاصابات والوفايات الأيام القادمة.
خلال جلسة استماع بلجنة الصحة والشؤون الاجتماعية في البرلمان، أدلى وزيرالصحة فوزي مهدي بتصريح مثير للقلق. معلنا أنه تم اكتشاف 5حالات حاملة للسلالة الجنوب إفريقية لفيروس كورونا في تونس، كشف الوزير أنّ تفشي العدوى مستمر وسريع، متوقّعا دخول تونس في موج ةرابعة من فيروس كورونا بداية من 15 جوان المقبل ستكون فترة الذروة خلالها خلال شهر أوت.
يحيل تصريح وزير الصحة الى أنّ الصائفة ستكون دون المأمول، صعبة، وسيتم تشديد الاجراءات الصحية خلالها لتدفع السياحة الثمن، الا أنّ هذا ليس المخيف في الأمر- ما بثّ الجزع هو تصريحه أنّ حياة 4 الاف تونس مهددة خلال هذه الصائفة، اذا استمرت مستويات العدوى والوفيات مرتفعة. كشف الوزير الى أن الاحصائيات الاستبقائية للموجة الرابعة تفيدُ إلى احتمال تسجيل 2000 حالة وفاة بين شهري جوان وجويلية المقبلين إضافة إلى توقعات بتسجيل 2000 حالة وفاة في شهر أوت،تاريخ ذروة الموجة.
مع بلوغ نسبة امتلاء أسرة الإنعاش 82 بالمائة فيما بلغت نسبة امتلاء أسرة الأكسيجين 74 بالمائة، نخاطر بدخول الموجة الرابعة الأخطر على الاطلاق بمنظومة صحية منهكة واطارات طبيّة منهارة القوى واقتصاد على مشارف الافلاس وسلسلة من الزيادات في الأسعار لؤذن بحراك اجتماعيّ صيفي مقبل واحتجاجات لن تزيد الوضع الصحي الا تعقيدا، فالمواطنون لن يواجهوا حالة الاحباط والغضب العامة بالالتزام بمنازلهم، وقد تتطور الأمور الى عصيان مدني ورفض للزيادات وقرارات حكومة المشيشي. يصبح الخروج الى الشارع أسهل حين تكون الحكومة أخطر من الوباء.
الناطقة الرسمية باسم الحكومة حسناء بن سليمان أكدت أن تونس تسلمت الى حد الان اكثر من 1 مليون و600 الف جرعة تلقيح وتجاوز عدد الذين استكملوا التلقيح 346 ألف وتجاوز عدد الذين تلقوا الجرعة الاولى من التلقيح 544 الف. لكن رغم هذا التحسن النوعي فانّ عدد التلاقيح غير كاف وبطء نسقها يشكلّ عائقا امام اكتساب المناعة الجماعية المنشودة التي تعول عليها تونس في ظل استحالة العودة الى الحجر الصحي الشامل.
بين شهري جويلية و سبتمبر ستصل تونس حوالي 3 مليون جرعة من تلقيح فايزر في اطار الشراءات المباشرة للدولة التونسية، وبقية الكمية المتفق عليها مع مبادرة كوفاكس والتي تبلغ 4.3 مليون جرعة. ومن المنتظر ان يصل تونس خلال شهر جوان 300 الف جرعة من نوع سينوفاك وخلال شهر جويلية 200 الف جرعة من نفس النوع.
وستصل تونس أيضا ابتداء من الشهر الحالي كميات من تلقيح سبوتنيك والتي تبلغ 460 الف جرعة. وفي اطار مبادرة الاتحاد الافريقي ستصل تونس ابتداء من شهر اوت القادم 1.5 مليون جرعة من تلقيح جونسون اند جونسون. تعاقدت تونس بصفة مباشرة مع مخبر فايزر للحصول على 4 ملايين جرعة إضافة إلى تعاقدها مع الجهات الروسية للحصول على 500 ألف جرعة سبوتنيك ومع الجهات الصينية للحصول على 500 ألف جرعة سينوفاك.
من المفترض أن تحصل تونس العام الجاري على 11 مليون و700 ألف جرعة تلقيح عن طريق مبادرات عالمية وإقليمية وعن طريق عقود مباشرة مع المخابر العالمية وفق ما كشفه المدير العام للصيدلية المركزية التونسية بشير اليرماني.
وقال اليرماني اليوم في تصريح ل(وات) ان تونس تعاقدت بصفة مباشرة مع مخبر "فايزر بيونتيك" للحصول على 4 ملايين جرعة "فايزر" إضافة إلى تعاقدها مع الجهات الروسية للحصول على 500 ألف جرعة "سبوتنيك" ومع الجهات الصينية للحصول على 500 ألف جرعة "سينوفاك''.
أما على مستوى المباردات العالمية والإقليمية أوضح اليرماني أن تونس تعاقدت عن طريق وزارة الصحة والصيدلية المركزية مع المبادرة العالمية "كوفاكس" للحصول على 4 ملايين و300 ألف جرعة، لكن لم يصل منها سوى 600 ألف جرعة إلى الآن من لقاح "فايزر" و"سبوتنيك''.
وأضاف اليرماني أن تونس مسجلة ضمن المبادرة الإفريقية للحصول على 2 ملايين جرعة منها مليون ونصف جرعة من لقاح "جنسون أند جنسون" الذي يعطي المناعة ضد فيروس كورنا المستجد من خلال جرعة واحدة دون تذكير.
عبير قاسمي
تعليقك
Commentaires