لقاحات فيروس كورونا قوارب النجاة من الازمة الصحية

منذ انتشار فيروس كورونا انطلقت التجارب و البحوث لمحاربة الفيروس في مختلف بقاع العالم من المانيا، بريطانيا، الصين، الولايات المتحدة الامريكية و حتى تونس، و تم تسجيل اول لقاح مضاد لفيروس كورونا في اوت 2020 و هو اللقاح الروسي سبوتنيك و الذي قام بتطويره مركز غاماليا الوطني لأبحاث علوم الأوبئة والاحياء الدقيقة ، لتنتشر فيما البعد سبعة لقاحات مختلفة.

و تختلف اللقاحات بحسب نسبة نجاعتها و طريقة تخزيتها و عدد جرعاتها كالتالي :

 لقاح فايزر بيونتيك وهو لقاح امريكي الماني يؤخذ على جرعتين و يتوجب درجة تخزين تتراوح 70 درجة مئوية تحت الصفر.

- لقاح سبوتنيك الروسي يؤخذ على جرعتين و تبلغ فعاليته 91 بالمائة ، و يستوجب درجة تخزين بين 2 و 8 درجة مئوية.

- لقاح مودرنا الامريكي يؤخذ على جرعتين و يتطلب درجة تخزين 20 مئوية تحت الصفر.

- لقاح جونسون اند جونسون جرعة واحدة فقط ، نجاعته تبلغ 72 بالمائة يتطلب درجة تخزين بين 2 و 8 بالمائة.

- لقاح استرازينيكا البريطاني يؤخذ على جرعتين و تتراوح نجاعته بين 62 و90  بالمائة و يتطلب درجة تخزين تتراوح بين 2 و 8 درجة.

- لقاح نوفافاكس الأمريكي يؤخذ على جرعتين تبلغ فعاليته بحوالي 90 بالمائة و يتطلب لتخزين درجة مئوية بين  2 و 8 درجة.

- لقاح سينوفاك الصيني يؤخذ على جرعتين، تبلغ فعاليته حوالي 79 بالمائة و يتطلب درجة تخزين بين 2 و 8 درجة مئوية.

و مع انطلاق عملية التطعيم حول العالم انطلقت معه المخاوف من الاثار الجانبية لهذه اللقاحات و لم تتردد منظمة الصحة العالمية لطمأنت المواطنين حول العالم  لتأكد سلامة هذه اللقاحات ، لكن المخاوف استمرت خاصة بعد تعليق عدد من الدول استخدام لقاح استرازينيكا البريطاني ، فالدانمارك مثلا أعلنت يوم امس الخميس 16 افريل 2021 عن إيقاف العمل نهائيا بهذا اللقاح البريطاني و عللت قرارها بظهور حالات نادرة من تجلط الدم لدى بعض الأشخاص الذين تم تطعيمهم باللقاح.

 وكالة الأدوية الأوروبية و التي لم تنفي تسبب لقاح استرازينيكا ببعض حالات من تجلط في الدم لم تمنع استعماله و اشار ماركو كافاليري، مسؤول استراتيجية اللقاحات في وكالة الادوية الأوروبية ان الحالات التي تم رصدها نادرة مؤكدا ان :" خطر الوفاة بالفيروس اعلى بكثير ".

و منذ يوم الثلاثاء 13 افريل 2021، علقت الولايات المتحدة الامريكية استعمال لقاح جونسون اند جونسون لمواطنيها و قالت السلطات الصحية الامريكية انه :" تم التفطن الى 6 حالات حادة لتجلط الدم بين أكثر من 6.8 مليون جرعة تم تطعيمها " و تسبب اللقاح الأمريكي في نوع من جلطات الدم يدعى  "خثار الجيوب الوريدية الدماغية".

و الى جانب تعليق استخدام بعض اللقاحات، اثارت تصريحات مدير المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها جاو فو، في مؤتمر صحفي يوم السبت 10 افريل 2021  تحفظات و مخاوف المواطنين حيث قال جاو فو ان اللقاحات الصينية لا تتمتع بمعدلات حماية مرتفعة ضد فيروس كورونا في الوقت الذي يعلق الالاف من الأشخاص حول العالم امال على هذا اللقاح.

 و كانت مخابر سينوفاك بيوتيك قد اكدت فعالية اللقاح بنسبة تصل الى حدود 79 بالمائة ، لكن التجارب السريرية التي انطلقت باستعمال اللقاح الصيني في البرازيل تحدثت عن ن فعالية لا تتجاوز نسبة ال 50 بالمائة، و بغض النظر عن المعطيات الصينية او البرازيلية يبقى لقاح سينوفاك اقل فاعلية و نجاعة من اللقاحات الأخرى على غرار  فايزر الألماني الأمريكي و سبوتنيك الروسي.

حيث اظهرت دراسة قامت بها المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" في مارس 2021 ان لقاحات فايزر و موديرنا تمنع  من الإصابة بالفيروس بنسبة 90 بالمائة ، و بحسب مجلة "ذي لانسيت" الطبية العالمية تمنح لقاحات سبوتنيك الروسية حماية بنسبة  91.6 بالمائة فبالتالي يوفر اللقاح الصيني حماية اقل من تلك التي يوفرها اللقاح الروسي او الأمريكي.  

المخاوف العالمية من بعض اللقاحات انتقل الى تونس التي انطلقت في عملية التطعيم منذ يوم 13 مارس 2021 لكن وزير الصحة فوزي المهدي شدد على سلامة التلاقيح ، فوصلت 200 ألف جرعة من لقاح "سينوفاك" الصيني الى تونس يوم 25 مارس الماضي  98400 جرعة من لقاح أسترازينيكا الى تونس منذ غرة افريل و انطلق العمل بها في المراكز المختلفة المخصصة للتلقيح و التي يبلغ عددها 25 مركزا موزعين على جميع ولايات الجمهورية ، اما بالنسبة للقاح جونسون اند جونسون و الذي تحصل على رخصة ترويج استثنائية ومؤقتة بالسوق التونسية يوم 8 افريل 2021 ، قال عضو اللجنة العلمية لتلاقيح كورونا ومدير عام المركز الوطني لليقظة الدوائية رياض دغفوس في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن :" تونس لن تتردد في التخلي عن اللقاح الأمريكي المضاد لفيروس كورونا "جونسون أند جونسون" اذا أثبتت الدراسات العلمية تسببه في تجلطات دموية للملقحين ".

في الوقت الذي يواصل فيروس كورونا انتشاره مخلفا الاف الضحايا حول العالم ، لا يزال التونسي متخوفا من اللقاحات رغم تطمينات المنظمة العالمية للصحة و وزارة الصحة و التي نظمت حملة وطنية للتلقيح لدعوة التونسيين للإقبال على التلقيح بكثرة ، و خصصت منظومة كوفاكس للتسجيل في الحملة.

 لكن عدد المسجلين يبقى محدودا و بطيئا امام ما تطمح اليه وزارة الصحة لتطعيم حوالي 5 ملايين تونسي قبل نهاية السنة الحالية 2021 ، حيث بلغ عدد المسجلين في منظومة ايفاكس الى حدود اليوم الجمعة 16 افريل 2021 ، 1119505 شخصا و بلغ العدد الإجمالي للملقّحين 191625 منذ انطلاق عملية التلقيح في مارس الماضي و زادت تخوفات التونسي من اللقاحات بعد تعليق عدد من الدول استخدام بعض التلاقيح ، و التلقيح يبقى امرا ضروريا لمحاربة الفيروس و لا غنى عنه خاصة في هذه المرحلة التي تشهد ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، فعلى سبيل المثال تتراوح نجاعة اللقاح ضد النزلة الموسمية بين 50 و 60 بالمائة لكن هذا لم يمنع الاف المواطنين من اللجوء اليه.

و بالنسبة للأثار الجانبية فهو امر عادي بالنسبة لبعض اللقاحات فحصول اثار كالاحمرار أ أو ألم في مكان الإبرة او ارتفاع الحرارة هي نتائج منتظرة و تدل على بداية عمل اللقاح في الجسم لكن في نفس الوقت وجب الحذر من اللقاحات التي تؤدي الى اثار جانبية خطيرة لذلك من المهم متابعة الدراسات و النتائج التي توصلت اليها المراكز العلمية حول العالم و في تونس تعمل لجنة التلاقيح التابعة لوزارة الصحة على متابعة هذه التطورات فيجب بالتالي إعطاء الثقة في العلم فهو طوق النجاة من الفيروس و من الجهل عامة.

رباب علوي