لم عبءُ انشاء وتمويل لجنة علميّة اذا كانت مُهمتها صوريّة وتُرفض اقتراحاتها من قبل المركزيّة السياسية؟

في أول أسبوعين فقط من شهر أفريل، سجلنا 710 وفاة وأكثر من 22 ألف إصابة جديدة بمعدل يومي فاق الألفي اصابة و80 وفاة كلّ 24 ساعة. يعني 3 تونسيين يموتون جراء كورونا كلّ ساعة. ولايات تونس وأريانة ومنوبة وباجة والكاف وسليانة وسوسة والمهدية وصفاقس والقصرين وقابس ومدنين وتطاوين وتوزر وقبلي تسجل أرقاما قياسية في الاصابات والوفياّت وتعد مناطق عالية الخطورة، ورغم ذلك لم يتم اغلاق سوى ولايات قليلة عكس توصيات اللجنة.

تسجل كل تونس المدينة والسيجومي وطبربة وتبرسق وتاجروين والكريب والروحية وسيدي وبوعلي وهبيرة والعامرة 300 إصابة على كل 100 ألف ساكن أي أنها مناطق حمراء يجب اغلاقها فورا خاصة أنه تم تسجيل حالات من السلالة البريطانية فقط. وتبقى هذه الأرقام تقريبية فقط ولا تعكس الواقع التي من المؤكدأنّه أتعس، نظرا لأن عدد التحاليل قليل ولا يتم التبليغ عن كل الوفايات بكورونا.

الناطقة الرسمية بإسم وزارة الصحة نصاف بن علية أكدت أن السلالة البريطانية هي المنتشرة والمهيمنة على باقي السلالات المتحورة.

المستشار لدى منظمة الصحة العالمية، سهيل العلويني، حذّر من انهيار المنظومة الصحية في حال تواصل النسق المرتفع لحالات الاصابة بفيروس كورونا، معبرا عن تخوفه من بلوغ أسرة الاكسجين بمختلف المستشفيات طاقاتها القصوى جراء ارتفاع نسق الاصابات الذي وصفه " بالرهيب".

لجان مجابهة الكوارث بكل من صفاقس، القيروان،القصرين، المنستير، منوبة أطلقت صيحات فزع بسبب حالات الاصابات القياسية وامتلاءالمستشفيات الجهوية، في مستشفى الرابطة لوحدهمتم تسجيل 14 وفاة بسبب نفاذأسرة الانعاش، وفيات كان يمكن تلافيها..

ماهو دور اللجنة سوى تبرير ما تقررّه القصبة من قرارات لا علميّة مُسقطة؟ في الفترة الأخيرة تحول عمل اللجنالى عمل سياسي، انخرطت في تبرير قرارات الهُواة غير المقنعة التي من السهل التراجع عنها في ندوة صحفية مفاجئة ببساطة لأنها قرارات لا تستند لأي معطى علمي. كيف يخبرنا أعضاء اللجنة أنّ الوضع خطير جدا وكارثي ومخيف في كل حضور اعلامي ثم تكون القرارات دون المأمول؟ الا يستمع رئيس الحكومة الى توصيات لجنته الاستشاريّة التي تعرض له كل الأرقام المرعبة في كل اجتماع، أم هل يقرر المشيشي الاجراءات سالفا ويتم تنسيبها في اجتماع صوري وتغليفها حتى تقنع التونسيين؟

نتجّه بسرعة جنونية الى سيناريو الموتى في الشوارع والمقابر الجماعيّة- كل منطقة تشهد عشرات الجنائز لموتى كورونا من مختلف الأعمار، فقد سجلت العديد من حالات الوفاة في صفوف تلاميذ وشبّان وكهول ومواطنين غير حاملين لأمراض مزمنة. يطلق الأطباء صيحات فزع مع اضطرارهم لمن يدخل الانعاش ومن يُترك ليموت، ومع وصول طاقة الاستيعاب الى 100 بالمائة في أغلب المستشفيات وعدم قدرة الطاقم الطبي على اسعاف جميع المرضى بالأوكسيجين.

حكومة المشيشي تدور في فلك قراري الاغلاق والتمديد في كلّ مرة تطل فيها موجة أخرى لكورونا برأسها من الزاوية، لا جديد يذكر سوى قرار اغلاق المؤسسات التربوية والتمديد في حظر التجوّل واعلان حجر صحي للسيارات، قرارات لن يكون لها أي تأثير يذكر سوى التقليل من التحصيل العلمي للتلاميذ والطلبة والتنقل على الأرجل ليلا بدل العربات لأنّ تلك هي المشكلة، الازدحام المروري...

انتقادات التونسيين وسخريتهم من الاجراءات الجديدة له مبررّ، لأنه لا يوجد أي قرر يخصّ وسائل النقل المزدحمة والمحطّات التي تشهد تجمعات كبرى للموظفين والمواطنين الذين يحاولون العودة لمنازلهم باكرا، لا يوجد قرارات تخصّ المستشفيات التي بلغت طاقة استيعابها الذروة، لا يوجد قرارات تخصّ الأسواق والمركبات التجاريّة التي يتجمع فيها المئات، أو قرارات لمراقبة المقاهي والمساجد ليلا... تُرك المواطنون وحدهم ليواجهوا الوباء بلا حوكمة ناجعة أو قرارات علميّة أو لقاحات معممّة، بسبة تسجيل ضعيفة ونسبة تلقيح أضعف.

اشارت وزارة الصحة في بلاغ لها مساء اليوم السبت 17 افريل  2021  انه و بتاريخ يوم امس الجمعة 16 افريل ، تمّ تسجيل 2199 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ليبلغ العدد الجملي للحالات المسجلة منذ شهر فيفري 2020، وإلى حدود يوم أمس الجمعة 283976 حالة إصابة.

في اخر تحيين ارتفع العدد الجملي لحالات الوفاة منذ شهر فيفري 2020، إلى حدود يوم امس الى 9717 حالة وفاة وبلغ عدد المتعافين 234012 متعافي.

 عدد المرضى الذين يتمّ التكفّل بهم في المستشفيات والمصحات الخاصة بلغ  2333  مريضا، وبلغ عدد المرضى بأقسام العناية المركزة 462 مريضا وبلغ عدد المرضى تحت جهاز التنفس الإصطناعي 140 حالة.

مقالاتنا حول كوفيد 19 على هذا الرابط.