كورونا- أرقام مُفزعة تُسجلها تونس وعدد الوفيات يتجاوز 10 آلاف
''وصلنا في عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا إلى الذروة والثلاثة فرق علمية قامت بالإستشراف وتقول أنّه من اليوم وإلى حدود 15 ماي المقبل سيكون لدينا 12 ألف حالة وفاة والوضع خطير نظرا إلى زيادة 2000 وفاة في ظرف نصف شهر'' كان هذا تصريح وزير الصحة فوزي مهدي يوم أمس السبت الذي لم يُخفي من خلاله خطورة المرحلة الوبائية التي تشهدها تونس.
بالفعل فيروس كورونا سنة 2021 زادت حدّته وخطورته مقارنة بالسنة الفارطة 2020، في سابقة أولى لم نشهدها سابقا أصبحت تونس تسجّل في اليوم 2229 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا وذلك يوم أمس السبت ليبلغ بذلك العدد الجملي للحالات المسجلة 298572 حالة إصابة ووصل عدد الوفيات إلى 10231 حالة وفاة. أرقام خطيرة ومفزعة وهذا نتيجة الإنتشار الخطير الذي تشهده كورونا على مستوى وطني، ووفقا لوزير الصحة فإنّ نسبة امتلاء 364 سرير إنعاش بلغت 91 بالمائة، وعدد المرضى المقيمين في المراكز الإستشفائية العامة والخاصّة فاق 485 مريض و 2188 سرير أكسجين بلغت نسبة امتلائها فوق 80 بالمائة.
السلالة البريطانية انتشرت في 137 دولة والسلالة جنوب إفريقيا انتشرت في 85 دولة والسلالة البرازيلية انتشرت في 52 دولة، وتتميّز طريقة انتشار هذه السلالات بالسرعة القصوى والخطورة في الحالات أيّ أنّ تونس ليست في معزل عن تلك الدول حيث تغلّبت السلالة البريطانية في تونس على بقية السلالات واكتسحت 18 ولاية. ولاية جندوبة سجّلت إلى حدود يوم أمس السبت، 32 إصابة جديدة بفيروس كورونا وذلك بعد رفع 171 عينة، ليرتفع إجمالي الإصابات الى 3495 إصابة، منها 3094 حالة تعافي، وتوزعت الإصابات الجديدة الى إصابتين بالدائرة الصحية بجندوبة، وواحدة بالدائرة الصحية ببوسالم، و22 إصابة بدائرة غار الدماء، و3 بعين دراهم، و4 بدائرة طبرقة.
ولاية مدنين شهدت إلى حدود يوم أمس السبت، 4 وفيات و130 إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 479 وفاة، والإصابات المحلية بلغت 12767 إصابة منذ ظهور الوباء، في حين تطورت حالات التعافي الى 10978 حالة شفاء، بتسجيل 120 حالة شفاء جديدة. هذه الأرقام أعلن عنها مدير الصحة الوقائية بالادارة الجهوية للصحة بمدنين، الدكتور زيد العنز، الذي أكّد أنّ الوضع دقيق بالمؤسسات الاستشفائية بالجهة، والتي تشتغل بطاقتها القصوى في التكفل بمرضى الكوفيد، سواء بالنسبة لأسرة الاكسيجين او الانعاش. ولاية قبلي، سجّلت يوم أمس حالتي وفاة جديدتين بكورونا، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 250 حالة، وفق ما ذكره رئيس مصلحة الإعلام والبرامج الصحية بالادارة الجهوية للصحة، علي الحداد مشيرا أنّ مجموع الاصابات منذ بدء انتشار الوباء، ارتفع إلى 6591 إصابة، منها 5722 حالة تعافي و509 حالات لا تزال مصنفة نشطة.
في ولاية المنستير، تطوّر العدد الجملي لضحايا فيروس كورونا المستجد إلى 454 وفاة، بعد تسجيل 3 وفيات جديدة بمعتمديات جمال، وبنبلة، وقصيبة المديوني، و17 ألفا و465 إصابة، على إثر رصد 100 إصابة جديدة، وفق آخر حصيلة للإدارة الجهوية للصحة محيّنة يوم الجمعة المُنقضي. وتبلغ النسبة الجهوية لإشغال أسرة "الكوفيد" 81 فاصل 4 بالمائة إلى غاية 23 أفريل الجاري. كما ارتفع عدد الوفيات بفيروس كورونا بولاية باجة إلى 181 وفاة، بعد تسجيل 3 وفيات جديدة، يوم الجمعة الفارط، بالمستشفيين المحليين بنفزة وتستور، لرجلين وامرأة تتراوح أعمارهم بين 75 و82 سنة. وسجلت ولاية سليانة، حالتي وفاة و34 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع بذلك العدد الجملي للوفيات إلى 178 حالة، والإصابات إلى 4123 إصابة مؤكدة، حسب آخر تحيين صدر، صباح يوم أمس السبت، عن الإدارة الجهوية للصحة.
بالنسبة لولاية نابل، أكدت المديرة الجهوية للصحة بنابل، رجاء محفوظ مشيرقي، أنه تم تسجيل 12 حالة حاملة لفيروس كورونا من السلالة البريطانية، في انتظار نتائج تحاليل بقية العينات التي أرسلت للتقطيع الجيني. وأضافت، صباح يوم أمس السبت، في تصريح لـ(وات)، أنه تم بتاريخ يوم الخميس الفارط، تمّ تسجيل 94 إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا ليبلغ مجموع الإصابات المكتشفة منذ بداية الجائحة 18194 إصابة. بالنسبة لولاية قابس، وفقا لمدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة بقابس، يحيى حمدي، فإنّ الجهة سجلت خلال الـ24 الساعة الماضية الفاصلة بين يوم الجمعة ويوم أمس السبت، 4 حالات وفاة جديدة ليرتفع بذلك عدد حالات الوفاة بهذا الفيروس في ولاية قابس الى 369 حالة. كما أنّ العدد الجملي لحالات العدوى النشطة يبلغ بالجهة 925 حالة، منها 257 حالة بقابس الجنوبية، و190 حالة بمارث، و100 حالة بقابس المدينة، 99 حالة بمطماطة الجديدة، و93 حالة بالحامة.
بالنسبة لولاية الكاف، سجّلت الإدارة الجهوية للصحة يوم أمس السبت، في آخر تحيين لها للوضع الوبائي المتصل بانتشار جائحة "كورونا" بالجهة، 4 وفيات و91 إصابة جديدة بالعدوى وذلك بعد صدور نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على 2020 عينة تم رفعها بتاريخ 22 أفريل الجاري. وارتفع بذلك عدد الوفيات، إلى 216 شخصا، وعدد الاصابات المؤكدة بالفيروس إلى 7366 إصابة، تعافت منها 6482 حالة. في ولاية توزر، وصل إجمالي الوفيات بسبب الجائحة الى 121 وفاة وارتفع إجمالي الإصابات منذ بداية ظهور الوباء، الى 8147 إصابة، منها 7549 حالة تعافي، مقابل 478 حالة لا تزال نشطة، وفق رئيس مصلحة الإعلام والبرامج بالإدارة الجهوية للصحة، فؤاد براني. أما ولاية سوسة، فإنّ إجمالي الوفيات بالجهة للمصابين بعدوى "كورونا" ارتفع إلى 699 وفاة، بينما بلغ مجموع الإصابات منذ إعادة فتح الحدود الى 21231 إصابة، من بينهم 2478 شخصاً مازالوا حاملين للفيروس، مقابل تعافي 18054 مصابا.
ولاية صفاقس، سجلت إلى حدود يوم أمس السبت، 8 وفيات جراء الاصابة بفيروس كورونا المستجد و195 اصابة جديدة، مقابل تعافي 95 شخصا من الفيروس، ليرتفع بناء على ذلك اجمالي الوفيات بالجهة جراء الوباء منذ ظهوره الى 837 حالة وفاة، والإصابات الى 30561 اصابة، من ضمنها 26613 حالة تعاف. بالنسبة لولاية تطاوين، فإنّ الادارة الجهوية للصحة سجّلت يوم أمس السبت، ارتفاع في العدد الجملي لضحايا هذا الوباء إلى مائتين وحالتين اثنتين تتوزع الى 90 وفاة في معتمدية تطاوين الشمالية و40 وفاة في تطاوين الجنوبية و 36 في غمراسن و11 في بني مهيرة و9 في البئر الاحمر و7 في رمادة و6 في الصمار و3 في ذهيبة. وارتفع العدد الجملي للمصابين بكوفيد-19 منذ مارس 2020 تاريخ تفشيه في الجهة إلى 3753 حالة مؤكدة، منهم 16 مصابا في قسم كوفيد-19 بالمستشفى الجهوي بتطاوين وأربعة في قسم كوفيد-19 بالمستشفى المحلي بغمراسن ومصابان في قسم كوفيد-19 بالمستشفى المحلي برمادة.
أمام هذه الأرقام المفزعة وحالة الذعر من قبل المواطنين، لنُشر إلى أنّه تمّ اكتشاف سلالة جديدة متحوّرة في تونس بالتحديد في ولاية منوبة، هذه السلالة الجديدة من الفيروس لها ثلاثة تغيّيرات، وكانت المديرة الجهوية للصحة بمنوبة، هاجر الميساوي، قد أكّدت يوم الأربعاء 21 أفريل الجاري، أنّه بعد صدور نتائج الإختبارات، تمّ تسجيل 6 حالات إصابة بسلالة لم يتم التعرف عليها بعد، على اعتبار اختلافها جينيا عن السلالة البريطانية. وقد توزعت هذه الإصابات غير معروفة السلالة على معتمديات طبربة بـ 03 حالات ومنوبة ودوار هيشر والمرناقية، وذلك في انتظار التعرف على السلالة. أمام هذه الخطورة الوبائية، فإنّ اللجنة العلمية لمجابهة كورونا رجحت خلال اجتماع لها الاثنين الماضي، امكانية غلق الحدود مع فرنسا وليبيا اللتين سجلتا إصابات بالسلالات المتحوّرة. في حين أنّه وفقا لوزير الصحة فإنّ قرار غلق الحدود يظل قرار سياسي يعود إلى اللجنة الوطنية لمكافحة انتشار كورونا ولرئاسة الحكومة في حين أنّ وزارة الصحة اعتمدت آلية تشديد الإجراءات على مُستوى المعابر الحدودية. وزير الصحة اعتبر أنّ المواطنين لهم دور كبير في انتشار جائحة كورونا نظرا إلى عدم التزامهم بالإجراءات الوقائية الصحية ''المواطنين كأنّهم غير واعين بخطورة الموقف وهذا ناتج عن عدم وعيهم بخطورة المرحلة''.
بالنسبة إلى حملة التلاقيح ضدّ وباء كورونا، فإنّ العدد الإجمالي للمسجلين في منظومة إيفاكس للتلقيح في اليوم 42 من الحملة الوطنية للتلقيح بلغ 1282467، كما وصل العدد الإجمالي للتلاقيح 293073 . وتتواصل الحملة الوطنية للتلقيح في يومها الـ42 في مختلف جهات الجمهوريّة موزّعة على 42 مركزا للتلقيح ضدّ فيروس كورونا بعد ان كان عدد المراكز في أوّل أيام الحملة 25 مركزا. وقد شرعت وزارة الصحّة في تطعيم الملقّحين بالجرعة الثانية من اللقاح سينوفاك واللقاح سپوتنيك ولقاح فايزر، وفق ما تقتضيه الفترة الزمنيّة بين الجرعتين والتي تختلف من لقاح إلى آخر. وفي ذات السياق، تتواصل عمليّات تطعيم المواطنين بالجرعة الأولى من اللقاح المضادّ لفيروس كورونا وفق الأولويات المرسومة بالاستراتيجية الوطنيّة للقاح. وبلغ المعدّل العام للمطعّمين بالجرعة الأولى 18 فاصل 4 بالمائة من المسجلين، فيما فاقت نسبة المطعّمين بالجرعة الاولى في الشريحة العمرية 75 سنة فما فوق الـ60 بالمائة وبلغت نسبة المطعّمين بالجرعة الاولى من المسجلين في فئة 60-75 سنة، 34 فاصل 3 بالمائة بتاريخ 23 افريل 2021.
تفاقم الوضع الوبائي في تونس يعود بالأساس وكما صرّح وزير الصحة إلى التظاهرات السياسية التي قامت بها الأحزاب، وعلى وجه الخصوص حركة النهضة الإسلامية والحزب الدستوري الحرّ، إذ أنّه لم تتمّ استشارة وزارة الصحة حول تنظيم تلك التظاهرات وفق ما أكّده فوزي مهدي قائلا ''كان من الممكن أن يكون الوضعُ أفضل ولكنّ التظاهرات وقعت ولم تتمّ استشارة وزارة الصحة والتي كانت ستكون إجابتها بـ لا لتنظيم التظاهرات الحزبية السياسية''. وزارة الصحة أمام هذا الإنتشار الخطير لفيروس كورونا، تُعوّل على نجاعة التلاقيح وتعميمها على كلّ المواطنين وهدفها وفقا لوزير الصحة تلقيح 3 مليون تونسي إلى حدود مُوفى شهر جوان المقبل. كما تُعوّل وزارة الصحة على وعي المواطنين بخطورة الوضع الوبائي وحرصهم على الإلتزام بالإجراءات الوقائية الصحية.
إعلان وزير الصحة فوزي مهدي عن إمكانية ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا إلى 12 ألف حالة وفاة خلال منتصف شهر ماي المقبل، مؤشّر يدلّ على مدى خطورة الحالة الوبائية وعدد مُفزع يُدخل الرعب والخوف في قلوب التونسيين ولكن هذا الوضع الكارثي يستدعي توحُّد كلّ الجهود لمقاومة انتشار الوباء وبالأخصّ من قبل المواطنين وذلك باحترامهم لكلّ الإجراءات الوقائية.
يسرى رياحي
تعليقك
Commentaires