تترادفُ الصور والأخبار المرعبة من الجهات عن قرى تودّع ساكنيها واحدا تلو الاخر، عن جنائز جماعيّة ومقابر ممنوعة من الدخول خصصت لوفيات الفيروس، مرضى توافيهم المنيّة قبل وصولهم للمستشفى، اخرون يموتون قبل شغور سرير، وأطفال في حالة حرجة يصارعون وباء فتك بأجسادهم الصغيرة بغتة، الذي يحدُث هو أن سيناريو القيروان سيتكررّ للأسف من ولاية الى أخرى في الأيام القادمة بسبب سوء ادارة الحكومة للأزمة الصحيّة.

القيروان :

لم تتعافى ولاية الأغالبة بعد من أسابيع الرعب التي حولّتها الى مقبرة، اذ لم تنخفض نسبُ الاصابة أو الوفيات المسجلة رغم جهود المؤسستين الطبية والعسكرية واعلان الحجر الصحي الشامل. مساء أمس، قامت قوات الحماية المدنية وعدد محدود من عائلات الضحية بدفن 24 جثمانا في ليلة واحدة، أي بمعدل وفاة كلّ ساعة, يتواصل الكابوس بالولاية التي سجلت أمس 244 حالة جديدة. 12 طفلا في حالة حرجة يقيمون في أقسام الكوفيد في الولاية المنكوبة، التي لا يوجد فيها في وقت كتابة هذه الأسطر أي سرير انعاش شاغر.

باجة :

انتشرت صور صادمة عن مدى تردّي الوضع الصحي بولاية باجة المُصنفة حمراء في سلم الخطورة الوبائيّة، حيث اضطر المواطنون الى تلقّي جرعات الأكسجين في الشارع وأمام بوّابة المستشفى الجهوي، وعلى الأرصفة، لشدّة اكتظاظ قسم الكوفيد بالمستشفى وعدم توفّر أسرة شاغرة.

المدير الجهوي للصحة بولاية باجة، الياس عمّار، أكد أن انتشارا سريعا للسلالة البريطانية التي تُسبب حالة حرجة للمريض لمدة أكثر من 14 يوم وهي أخطر من الفيرو س العادي وأسرع انتشارا أدى الى ارتفاع الحالات التي تتدخل استدعاء التدخل الطبي، معلنا أن معدل الاصابات هو 700 حالة على مائة ألف ساكن بطاقة استيعاب لا تتجاوز سريري انعاش فقط لولاية بأكملها و80 سرير أكسجين جميعهم مشغولون.

سليانة :

المدير الجهوي للصحة بولاية سليانة عادل الحدادي دقّ ناقوس الخطر بشأن الوضع الوبائي في الجهة مشددا على أن معدل الاصابات بالولاية تجاوز 538 اصابة لكل مائة ألف ساكن مع وصول بعض المعتمديات الى تسجيل الف حالة،مع نسبة ايجابية للتحاليل فاقت 64 بالمائة وهو رقم خطير ومرتفع للغاية، وأكد الحدادي أن المنظومة الصحية بالولاية تواجه خطر الانهيار بتجاوزها لطاقة الاستعياب القصوى،محذرا من ارهاق الطاقم الطبي واستنزاف طاقته وعدم وجود نقطة بيع للأكسجين وعدم امكانية التزود.

القصرين :

مدير الصحة الأساسية بالقصرين منصف أكد أنه تم تسجيل 1288 اصابة خلال الـ 14 يوما الأخيرة وارتفاع عدد الوفيات ببلوغ 550 حالة وفاة منها 69 حالة خلال الـ 14 يوم الأخيرة وبلوغ أسرة الإنعاش و أسرة الاكسيجين لطاقة استيعابهم القصوى.
تم تصنيف 3 معتمديات ذات نسبة ظهور للمرض مرتفعة جدا تفوق 400 إصابة في 100 الف ساكن، وتمّ فرض الحجر الصحي الشامل بمعتمديتي ماجل بلعباس و حاسي الفريد بداية من يوم الغد الاثنين الى يوم الأحد القادم.
وأضاف المبروك بأنه تم كذلك فرض الحجر الصحي الشامل في معتمديات القصرين الشمالية والجنوبية والزهور بداية من يوم الخميس القادم الى يوم الأحد.

سيدي بوزيد، زغوان منوبة وبن عروس تشهد بدورها وضعا وبائيا حرجا ويدعو للحذر. ولاية تونس، الخالية هي الأخرى من ايّ سرير انعاش شاغر، تم تسجيل 118 إصابة جديدة و5 وفيات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، 500 مريض يقيمون حاليا في وحدات الكوفيد.

تظهر الخريطة الصحية للبلاد باللون الأحمر في مستويات تنذر بنفاذ طاقة استيعاب جميع المستشفيات في الولايات الكبرى حتى المستشفيات الجامعية منها، حيث تبين خريطة نسب امتلاء أسرة الأكسجين والانعاش في المؤسسات الاستشفائية العمومية، أنّه لا يوجد أيّ سرير انعاش شاغر في كلّ من بن عروس، زغوان، باجة، الكاف، القصرين، سوسة وصفاقس وأريانة.

بلغت طاقة الاستيعاب في الانعاش نسبة 87 بالمائة في ولاية تونس، و75 بالمائة في تطاوين، 93 بالمائة في بنزرت، و92 بالمائة في قفصة.
على مستوى أسرة الأكسجين، بلغ الضغط في ولاية تونس 93 بالمائة، و81 في ولاية أريانة، 89 بالمائة في القيروان، 78 بالمائة في باجة و 80 بالمائة في القصرين.