alexametrics
الأولى

كيف يشعر هؤلاء بعد تبرئة الياس الفخفاخ ؟

مدّة القراءة : 2 دقيقة
كيف يشعر هؤلاء بعد تبرئة الياس الفخفاخ ؟
في نفس السياق

تمت تبرئة الرئيس السابق للحكومة إلياس الفخفاخ تمامًا بعد النطق بالحكم يوم الجمعة 7 أكتوبر في قضية تضارب المصالح.

 

هذه هي القضية التي صعّدها إسلاميو النهضة والإسلاميون المتطرفون في الكرامة و "علمانيو قلب تونس"، و التي استُخدمت لإسقاط الفخفاخ. نراهم هنا مجتمعين من أجل اللمسة الأخيرة للائحة اللوم.

لاحقا، طلب قيس سعيد من إلياس الفخفاخ الاستقالة لمنع الأغلبية النيابية من ترشيح شخصية للقصبة وبالتالي هزيمة الرئيس.  اذا بقي الفخفاخ في رئاسة الحكومة، تونس لن تكون في حالة البؤس السياسي والاقتصادي الذي تعيشه اليوم. كانت لديه خطة واضحة المعالم، وثقة الرئيس وثقة الشركاء الدوليين، وحكومة سياسية قوية.

وبغض النظر عما سبب انقلاب 25 جويلية ، فإن الأذى الذي لحق بتونس من قبل الإسلاميين أسوأ بكثير.

ماذا حدث بعد إزاحة الفخفاخ؟ دوامةُ عبث وسلسلة من الأحداث المؤسفة أدى تراكمها الى انقلاب 25 جويلية.

انطلق الأمرُ بتعيين رئيس حكومة وُصف بأنه الأسوأ في تاريخ تونس، هشام المشيشي، الرجل الذي فشل في إدارة أزمة الكوفيد وما لحقها من ضرر اجتماعي واقتصاديّ، الرجل الذي وصل عدد الوفيات اليومية بفيروس كورونا في عهدته للالاف، الرجل الذي خيّر تحالفاته السياسية الضيقة على الاستقرار السياسي وانصهر في ماكينة المُناولة لحساب النهضة التي استغلتّهُ لمحاولة سحب البساط من تحت قيس سعيد والاستعداد للإعلان عن "تحوير وزاريّ" الهدفُ منه تغيير حكومة الرئيس الى حكومة سياسيّة يقودها الحزب الاسلاميّ.

وصلت الأزمة بين قرطاج والقصبة الى أوجها- مُعززّة بالعروض اليومية المثيرة للاشمئزاز من باردو، معقل الإسلاميين المتطرفين الذين أصبح مُحتشدا للعنف والكراهية والتكفير والذكورية. عاشت تونس في صائفة 2021 احتقانا اجتماعيّا وموجة فزع وذعر أصابت البلاد بالشلل،  مواطنون يفارقون الحياة اختناقا على عتبات المسشتفيات التي لم تعد تسعهم وانهارت المنظومة الصحية،  بينما تشيرُ روايات الى أنّ هشام المشيشي كان حينها يستجّم في أحد النزل رفقة وزرائه. 

 

25 جويلية، انطلقت احتجاجات متزامنة طالبت بحلّ البرلمان. ترّقب، انتظار، قرابة الساعة العاشرة يأتي خطابُ رئيس الدولة محاطا بمجلس الأمن القومي ليُعلن نهاية حكومة المشيشي وتجميد مجلس النواب. دقائق من الذهول، ثمّ فرحة حذرة منحت المواطنين فُسحة للتنفيس عن أشهر الغضب  وتشييع الجنازات.

 

صمت تام للأطراف السياسية في الساعات القليلة الذي تلت  ذلك الإعلان. تفكير، اجتماعات، ثم بيانات متتالية : انه انقلاب، انها ثورة، انه تصحيح مسار. نحن نندد، نحنُ نبارك ولكن، نحن نحذر من الانحرافات، ونحن قررنا الاعتصام أمام مجلس نواب الشعب.  منتصف الليل، الاحتفالات في الشوارع متواصلة، التونسيون تخلصوا "منهم". منتصف الليل، كاميرات العالم موجهة للبرلمان، راشد الغنوشي أمام أبواب موصدة، الأمن والجيش يُحاصران المكان.

 

ما بعد 25 جويلية : خطوات من قرطاج للتطهير، اغلاق هيئة مكافحة الفساد، اصدار المرسوم 117، حل المجلس الأعلى للقضاء، جوّ من الديكتاتورية الناعمة بدأ يظهر للعيان، تعديل للمواقف، اختيار للجبهات، والباقي تاريخ.

 

أين هم اليوم؟ بعضهم فرّ من العدالة، اخرون يعتبرون أنفسهم "لاجئين سياسيين"، البعضُ يحاكم، البعض يُستدعى بين الفينة والأخرى للتحقيق، قليل منهم وراء القضبان، وجميعهم، مقصيون من الحياة السياسيّة التي لوثوها وساهموا بغباء أو بتواطئ في انهائها والمرور الى زمن التزكيات والاقتراع على الأفراد والدساتير التي تُكتب في 14 يوما.

 

حكومة الياس الفخفاخ، التي حملت عددا مصغرا من الوزراء كلّ منهم يحمل رؤية سياسية وبرنامجا واضحة، كانت اخر فرصة. النهضة وأذيالها  أصروا على وأدها في المهد مُتبعين "تكتيك الشيخ"، لأن الشيخ لا يُخطئ، لأنه قامة سياسية ذاتُ ذكاء غير مشهود وحنكة : فماذا جنتهُ الحنكة؟ خسروا كلّ شيء وجروا البلد الى الفوضى. أما النهضة فقد شهدت مئات الاستقالات ولم يعد لها حاليا أيّ سلطة، أزيحت الى يمين المعارضة وانتهى بها الأمر 'مشاركة' في جبهة تستجدي الدعم الخارجي لاقامة حكومة موازية. أما قيادات النهضة فهم محلّ تحقيق وتتبع بتهم التسفير والإرهاب والاغتيال السياسيّ. ائتلاف الكرامة، حزب بلا أعضاء ولا منخرطين، يواجه أصحابه خطر السجن في أيّ لحظة لجرائمهم المتنوعة أثناء مدة "الحصانة". قلب تونس، تسمية لكيان سياسيّ منحل رئيسه فرّ الى الجزائر ومنها الى دولة أروبيّة. جميعهم، لا وجود لهم في المجلس القادم، أو الحكومة القادمة. جميعهم معارضون للرجلّ الذي سخروا منه وحاولوا حشره في الزاوية.

 

 

 

ع.ق

في نفس السياق

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter