كلوروكين : نهاية كابوس الكورونا أم علاج متسرع بأعراض جانبية

أواخر نوفمبر 2019 انطلق من قرية نائية في الصين كابوس فيروس كوفيد-19 ومنها الى جميع أنحاء العال/ مسببا أكبر كارثة بشرية لهذا القرن بأكثر من 19638 وفاة ووضع مُفزع في الجارة الايطالية التي أصبحت البؤرة الوبائية الأولى في القارة الأروبية العجوز تليها كلّ من اسبانيا وفرنسا وايران. وفيما  تظهر خريطة انتشار الفيروس وأرقامه المحينة ارتفاعا  مهولا في بعض الدول، تسجل الصين انخفاضا في عدد الحالات التي وصلت منذ بداية الاسبوع 0 حالة عدوى.

بعض التجارب السريرية من الصين أظهرت نجاعة في تعافي سريع عبر استخدام دواء "كلوروكين" وهو عقار قديم، ساهم في القضاء على وباء الملايا وأثبت نجاعته في مقاومة حمى "السارس" في 2004 وسُجل كعقار منذ سنة 1934 في لائحة الأدوية الامنة في سجلات منظمة الصحة العالمية. لهذا الدواء اثار جانبية من فقدان الشهية والإسهال والطفح الجلدي وانخفاض في خلايا الدم، بالضافة الى تاثير محتمل على النظر. نشر أطباء صينوين دراسة في مجلة Bioscience Friend تشير الى نجاح الدواء في معالجة مصابين بكوفيد-19 عبر جرعة 500 ملغؤام في اليوم لمدة عشر ايام.

الى تونس، حيث أعلن  وزير الصحة عبد اللطيف المكي أنه تم السماح للأطباء باستخدام دواء "الكلوروكين" الخاص بعلاج الملاريا مع أدوية أخرى في إطار تجارب سريرية مشددا هذا الدواء لن يتم تقديمه لكل المرضى مشيرا إلى أن للطبيب المباشر للمريض التقدير في الغرض مؤكدا أن هذا الدواء يمكن أن ينفع المصابين. هذا الاعلان اثاؤ جدل حول ماهية هذا الدواء واثاره الجامبية وكلفتهن وهل يستحق أن يعلق عليه التونسيين امالهم في ظل الوضع الصحي الحالي وعجر العالم عن تقديم تلقيح ضد الفيروس.

مدير الصحة العامة في وزارة الصحة شكري حمودة كان له راي اخر. في حوار مع وكالة تونس افريقيا للأنباء أكد حمودة أن "إن دواء كلوروكين ليس له رخصة الترويج في السوق (AMM) من قبل وحدة الصيدلة والدواء صلب وزارة الصحة على أساس أنه دواء يعالج مرض كورونا المستجد".

فسر الطبيب، أن هذا الدواء سيعتمد في اطار تجارب بحثية وعلاجية يقوم بها أطباء مختصون بتونس لمعالجة مرضى كورونا، وليس كدواء نهائي للمرض. حمودة بين أنه في اطا عدم التوصل حاليا في العالم إلى دواء لمرضى كورونا فان الباحثين عادوا لاطلاق تجارب علاجية على أدوية قديمة.

"تقديم هذا الدواء إلى المرضى لا يتم إلا عن طريق وصفات طبية يقدمها الأطباء المختصون المشاركون في التجارب البحثية السريرية ولا يمكن للأطباء العاديين تقديمه تفاديا لأية مضاعفات جانبية." هكذا وضّح حمودة. لنُشر الى أن هذا الدواء مُنع من البيع العادي في الصيدليات من أجل الابقاء على المخزون لصالح وزارة الصحة.

  نجلاء الشريف حمدي المديرة العامة لمخابر SANOFI بتونس وليبيا قدمت مزيد من الايضاحات حول هذا الدواء على اذاعة اكسبراس صبيحة اليوم.

فسرت أن العديد من المخابر والمستشفيات حول العالم سجلت نتائجا ايجابية بعد استعمال هذا الدواء مشيرة الى أن تونس ستتحصل على مخزون اضافي ولدى الصيديلية المركزية المخزرون الكافي على شكل دواء "بلاكينيل''. وتابعت أن تونس تملك مخزورنا سيكفيها لشهرين على الأقل ان تم استهلاكه بطريقة عقلانية في انتظار تعزيز المخزون مع نهاية الشهر.

ورغم أن نجلاء  الشريف اكدت خلال تدحلها ان عملية تصنيع الدواء في تونس صعبة وطويلة المدى بسبب صعوبة التحصل على المواد الخام، الا أن وزير التنمية والتعاون والاستثمار الدولي  سليم العزابي أكد  قدرة تونس على صنع الكلوروكين محليا  مستشهدا بـ" تأكيدات من أطباء ودكاترة تونسيين".

مدير معهد "باستور" الهاشمي الوزير لم يرحب بفكرة استخدام هذا الدواء حيث أكد أنه تمت تجربته في الصين لكن التجارب لاقت انتقادا من العديد من  الأطباء الصينيين لأنه لم تثجرى بحوث كافية وتم التسرع بالاعلان عنه مشيرا الى ان مدى فاعلية الدواء مزالت محل جدل خاصة في الوسط الطبي الفرنسي.

بين منتقد ومرحب مازال هذا الدواء قيد التجارب العلمية وليس العلاج النهائي لفيروس كورونا، حيث انه يساهم في علاج الأعراض والتخفيف منها وليس مهاجمة الفيروس. العديد من العلماء والأطباء في دول كروسيا، ألمانيا، الصين والولايات المتحدة يخضون حربا اخرى في مخابرهم لايجاد الدواء المضاد والفعال ضد هذا الفيروس المستجد.

 وزير الصحّة عبد اللطيف أعلن اليوم عن تسجيل 59 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا من مجموع 229 ليصبح العدد الجملي للمصابين 173 حالة مؤكّدة من بين 1454 تحليل جملي.

جميع مقالاتنا عن فيروس كورونا (كوفيد-19) على هذا الرابط.

عبير قاسمي