آمال بلحاج موسى : نحن على يقين بأنّ التمكين الإقتصادي للمرأة هو الحل

التأمت صباح اليوم الأربعاء 16 مارس 2002 بإحدى النزل بضاحية قمرت، أشغال الندوة الدولية المتعلقة باليوم العالمي للمرأة تحت شعار" نحو تيكاد شاملة : نساء وفتيات متمكنات اليوم، من أجل مستقبل مستدام" والتي نظمتها وزارة المرأة بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تونس بدعم من الحكومة اليابانيّة وغرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية والغرفة الوطنية للنساء صاحبات المؤسسات.

افتتحت هذه الندوة الدولية، وزيرة المرأة آمال بلحاج موسى، والتي أكّدت في كلمتها أنّ "التمكين الاقتصادي للمرأة هو الحلّ" معتبرة انّ تمكين المرأة هو أولوية ورافد هام للقضاء على الفقر والتهميش ونبذ كل أشكال التمييز ودفع حركة التنمية الشاملة بمختلف أبعادها، ملاحظة أنه لا يمكن تحقيق المساواة الفعليّة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات -خاصة ذوات الأولويّة-  إلا من خلال إعمال حقهنّ في امتلاك وسائل الإنتاج وضمان وصولهنّ إلى مصادر التمويل والتكنولوجيّات وتيسير نفاذهنّ إلى الأسواق.

''نجتمع اليوم تحت شعار اليوم العالمي للمرأة نحو مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية الشاملة للنساء والفتيات المُتمكَّنات اليوم ، من أجل مستقبل مستدام، وهو منوال هادف وثريّ بالمعاني ويوحّد الطريق  للمزيد من التعاون وتعزيز الشراكة بين اليابان وإفريقيا في ما يتعلق باعتماد وتنفيذ وتمويل سياسات تدعم التمكين الإقتصادي للمرأة بما يضمن توسيع مشاركتها في مسيرة التنمية المستدامة ويعكس أيضا التزاما بشأن كيفية مساهمة المجتمع الدولي في تعزيز الإدماج الإقتصادي للمرأة كخطوة أساسية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ضمن أهداف أجندة أفريقيا لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030''. 

وعادت وزيرة المرأة في كلمتها على ما تحمّلنه النساء من تداعيات خلال أزمة كورونا، على غرار فقدان مصادر الدخل وضعف إجراءات الحماية الإجتماعية وزيادة معدل الفقر بين النساء وتنامي أشكال العنف. وأضافت أنّ المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة هو أولوية دولية ووطنية للقضاء على الفقر والتهميش ونبذ كلّ أشكال التميّيز ودفع حركة التنمية الشاملة بمختلف أبعادها. 

'' لا يمكن تحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين وتمكين جميع الفتيات والنساء وخاصة ذوات الأولوية إلاّ من خلال إعمال حقّهمن في امتلاك وسائل الإنتاج وضمان وصولهمن إلى مصادر التمويل والتكنولوجيات وتيسير نفاذهن إلى الأسواق''. 

وأكّدت وزيرة المرأة أن تونس حرصت على تأسست النوع الإجتماعي وإدراج مقاربته في التخطيط والبرمجة والميزانيات بالإضافة إلى إرساء آليات الرقابة والحوكمة في مختلف البرامج الموجهة للمرأة وإرساء المجلس الوطني للنظراء وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل. 

وأثنت آمال بلحاج موسى على التعاون الوثيق بين شركاء التنمية بما في ذلك الحكومة اليابانية من خلال مشاريع في ميادين مختلفة تعزيزا لعلاقات الصداقة التاريخية المتينة بين تونس واليابان. وأضافت أنّ هذه الندوة تُمهّد الطريق للمزيد من التعاون وتعزيز الشراكة اليابانيّة الإفريقيّة خاصة فيما يتعلق باعتماد وتنفيذ وتمويل سياسات تدعم التّمكين الاقتصادي للمرأة، كخطوة أساسية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ضمن  أهداف أجندة أفريقيا  لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في القارة وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.

وذكّرت الوزيرة في هذا السّياق بالجهود الوطنيّة في مجال تعزيز برامج وآليات التمكين الاقتصادي للمرأة التونسية لا سيما البرنامج الوطني الجديد لريادة الأعمال النسائية والاستثمار المراعي للنوع الاجتماعي "رائدات" الذي سيسمح بإحداث مشاريع نسائيّة باعتمادات تقدر بـ 50 مليون دينار، وذلك عبر تطوير الخدمات البنكيّة المراعية للنوع الاجتماعي وتيسير وصول النساء إلى وسائل الإنتاج وإحداث نقلة نوعية في مجال تمويل المشاريع النسائية الصغرى والمتوسطة وذات الطاقة التشغيلية العالية وإتاحة الفرصة للنساء كي تكنّ فاعلات بشكل أقوى في التنمية والاقتصاد.

وبيّنت الوزيرة بحضور Shinsuke SHIMIZU، سفير اليابان بتونس، و Begona Lasagabaster، ممثلة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتونس وليبيا، والسيّدة أميرة الفضيل، مفوّضة الشؤون الاجتماعيّة بمفوضيّة الاتحاد الإفريقي (عن بعد)، أهميّة انعقاد هذه النّدوة في أفق احتضان تونس للدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية TICAD 8  المقرّر عقدها خلال شهر أوت من السنة الجارية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ أشغال الندوة ستشمل عرضا لنتائج كل من الدّراسة البحثيّة حول "أدوار واحتياجات النساء والفتيات في سبع بلديّات في جنوب تونس ومشاركتهنّ في التماسك الاجتماعي" ومشروع "تمكين المرأة من أجل مجتمعات صامدة ومسالمة في جنوب تونس" المُنجَزَيْن في إطار التعاون التونسي الياباني، هذا علاوة على مبادرات الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في مجال اعتماد نهج كايزن  KAIZEN في التحول الهيكلي للشركات وخلق فرص العمل.

واختتمت آمال بلحاج موسى كلمتها قائلة '' نحن على يقين بأنّ التمكين الإقتصادي للمرأة هو الحل ويجمعنا اليوم هو هدف واحد هو السعي إلى خلق الفرص والمشاريع والتمويلات لتعزيز وضعية المرأة".

من جهته، وفي كلمة له، أفاد سفير اليابان بتونس، شينزوكي شيميزو، Shinsuke SHIMIZU،  أنّ مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بإفريقيا "تيكاد 8" المزمع تنظيمه بتونس يومي 27 و28 أوت القادم سيتركز على تحقيق التعافي الاقتصادي بعد جائحة كورونا. ولفت الى أن تمكين المرأة اقتصاديا يمثل أحد البنود التي سيتدارسها مؤتمر "تيكاد 8"، معلنا أن هذه القمة ستشهد مشاركة 54 بلدا افريقيا. 

وأشار الى أن اليابان وفرت الدعم لمشاريع نسوية في عدد من ولايات الجنوب التونسي، بهدف تعزيز التمكين الاقتصادي للنساء في 7 بلديات في كل من ولايات قابس وتطاوين ومدنين. 

واختتم قائلا '' المرأة التونسية لامعة في كلّ المجالات ''.