alexametrics
الأولى

احتفالات اعياد الميلاد في تونس

مدّة القراءة : 2 دقيقة
احتفالات اعياد الميلاد في تونس
 
 
 
عيد الميلاد أو رأس السنة الميلادية في بدايتها كانت مناسبة دينية بامتياز. 
ولكن وراء هذا الجانب الديني، كانت هذه الإحتفالات تلهم دائمًا الصغار والكبار على حد السواء الى ان اصبحت تقليدا في تونس.
 
 
 
قبل أيام قليلة من عشية عيد الميلاد  قام العديد من التونسيين بتركيب أشجار الصنوبر المزينة بعناية لإمتاع الأطفال الصغار و تم تأكيد هذا من قبل مديري المغازات الكبرى المتخصصة في هذا المجال. و قد قال أحد مديري المغازات في حي النصر : "ان المواطنين اقبلوا على التسوق في عيد الميلاد كما فعلوا في السنوات السابقة و اشتروا  الزينة و كذلك الهدايا لكن بشكل أقل ." 
كما تم تأكيد هذه الملاحظة من قبل علامة تجارية أخرى معروفة في منطقة المنزه حيث اعتبر مديرها ان المبيعات في هذا العام حققت ارقاما قياسية كما في كل عام، و إن الطبقة المتوسطة والغنية  هم المهتمون اساسا بهذه الاحتفالات.
 
 
 
 
كما اضافت مغازة أخرى متخصصة في بيع الزينة انهم يرون دائما نفس الهوس بعيد الميلاد فكثير من الناس يأتون لشراء الزينة و أغلب المقبلين على شراء اشجار عيد الميلاد هم أصحاب المحلات الكبرى و المطاعم و الفنادق و المدارس الخاصة.
 
 
هناك ظاهرة اخرى في السنوات الأخيرة أصبحت موجودة بكثرة و هي أسواق عيد الميلاد التي تنظم في الأحياء الراقية في العديد من ولايات تونس و تحتوي على العديد من المساحات المزينة التي يعرض فيها الحرفيون منتجاتهم وهداياهم خلال احتفالات نهاية العام و كذلك الأنشطة المخصصة للأطفال. 
يتمتع زوار هذه الأسواق بفرصة اكتشاف المنتجات الأصلية وتهدف هذه الأسواق أيضاً إلى تشجيع الحرف اليدوية وتشجيع الشباب الذين يجدون في هذه الأماكن فرصة للإعلان عن إبداعاتهم خارج المعارض التقليدية. 
 
 
 
 
كذلك اصبح عيد الميلاد تقليدا في الجهات الداخلية ليصبح مناسبة عائلية يجتمع فيها كل أفراد الاسرة ليلة رأس السنة لتبادل التهاني بمناسبة العام الجديد في مناسبة  تمثل اليوم الاهم لتجار الحلويات التي تشهد متاجرها صفوفا كبيرة من اجل اقتناء افخر الانواع. 
 
اختفت الاحتفالات باعياد الميلاد تدريجيا من شوارع تونس العاصمة  و شوارع الجهات و لم تعد المحلات التجارية والواجهات و نوافذ المتاجر مزينة بزخارف عيد الميلاد كما كان في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات و اقتصرت فقط على المساحات التجارية الكبرى التي واصلت هذا التقليد لان بعض التونسيين يرفضون هذه العطلة و يعتبرونها مناسبة تخص الطائفة المسيحية لتصبح بمثابة الاحتفال الوثني و ذلك نظرا لتأثيرات الحركات الرجعية التي شيطنت كل مظاهر الاحتفال ، كذلك هناك اسباب مادية تمنع العديد من الاحتفال بسبب تدهور مقدرتهم الشرائية.
 
 
 
الاحتفالات باعياد الميلاد لها دلالات خاصة بعيدة كل البعد عن الحجج الدينية الضعيفة و الافكار الرجعية التي تشيطن مظاهر السعادة و الفرحة ، فهي تمثل فسحة أمل كبيرة لشعب منهك من مصاعب الحياة اليومية و الروتين و الصعوبات الاجتماعية و الاقتصادية و الازمة السياسية التي اثرت سلبا على كل التونسيين بالإضافة إلى تحدي المجموعات الإرهابية التي تعادي كل اشكال الحياة و تبشر بثقافة الموت.
 
 
 
تونس في حاجة للفرحة و الاحتفالات كلما سنحت الفرصة و عيد الميلاد فرصة لكل التونسيين لكي نحتفل متمنين عاما جديدا يحمل معه امنيات بتحسن الوضع الإقتصادي و الاجتماعي و ضروف العيش في تونس.
 
أحمد زرقي

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter