alexametrics
الأولى

"تحيا تونس" .. حزب يخشاه منافسوه قبل حتى أن يولد

مدّة القراءة : 3 دقيقة

 

بدأ المشروع السياسي الجديد "تحيا تونس" يتشكَّل ويتبلور من خلال الكشف للرأي العام عن عدد من أعضائه المؤسسين وبعض التفاصيل الأخرى .. هذا المولود الحزبي الجديد أثار بعد جدلا واسعا في الساحة السياسية لكنه أثار أيضا خشية ومخاوف الكثير من خصومه.

 

فقد تم اليوم الخميس الكشف رسميا عن الخطوط العريضة لمسار تأسيس الحزب السياسي الجديد "تحيا تونس" وذلك في لقاء صحفي قدَّم خلاله المنسِّق العام للحركة، سليم العزابي، رزنامة الحزب وهويات ثلاثة من الأعضاء المؤسسين وهم مصطفى بن أحمد ونادرة التليلي والعزابي الذي قال بالمناسبة "لقد شرعنا في المسار التأسيسي للحركة وكذلك في مسار ثان يهدف إلى توحيد عائلتنا السياسية .. نعمل على تركيز حزب له هياكله المحلية والجهوية ومجلسه الوطني وأمينه العام سيتم انتخابهم جميعا وذلك قبل 21 أفريل 2019 قبل أن يقع تنظيم تجمع شعبي لتوحيد القوى السياسية الحية وتقديم القيادات المنتخبة محليا وجهوا ووطنيا".

 

كما شدد العزابي على المنهج الديمقراطي للحركة، عبر تركيز مؤسسات وهياكل ديمقراطية تعطى في إطارها الكلمة للإطارات الجهوية. بصورة أوضح سيكون لحركة "تحيا تونس" على إثر عقد مؤتمرها التأسيسي الإنتخابي، 370 مكتبا محليا يتكون كل مكتب من 15 عضوا منتخبا من قبل منخرطي الحزب، إلى جانب 33 مكتبا جويا في مختلف الدوائر الانتخابية ويضم كل مكتب منها 13 عضوا منتخبا أيضا.

 

أما المجلس الوطني للحركة فسيتكوَّن من قائمات ستعمل بشكل مستقل وتختار التمشي والسياسة الخاصة بها. بعد المصادقة على هذا المجلس سيتم انتخاب رئيس القائمة المتحصل على أغلبية الأصوات أمينا عاما للحزب.

 

كما وقع الاختيار على شوقي قداس، رئيس الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية، لرئاسة اللجنة المكلفة بالإعداد للمؤتمر والتي تتمثل مهمتها في تأمين الجانب اللوجستي والتنظيمي للحزب، ضمانا للمصادقة ونجلاء ابراهم، العضو السابق في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، للإشراف على اللجنة الإستشارية للخبراء والتي ستراقب العملية الانتخابية ضمانا الشفافية تلك الانتخابات.

 واختارت حركة تحيا تونس التي أودعت طلب الحصول على تأشيرتها القانونية لدى رئاسة الحكومة أمس الاربعاء، علامة النصر شعارا لها.

 

وسيتيح هذا التمشي الإنتخابي، حسب قيادات الحزب الجديد، ضمان تكريس الديمقراطية منذ انطلاق الحركة، وذلك قصد تفادي الأخطاء التي وقعت فيها بعض الأحزاب الأخرى في الماضي، على غرار حركة نداء تونس التي انقسمت إلى شقين، بسبب هيمنة حافظ قايد السبسي على كل هياكل النداء.

 

مع ذلك ورغم أنه لم يتم خلال الندوة الصحفية ذِكر إسم يوسف الشاهد وربطه رسميا بالحزب الجديد، فإن كل الفاعلين في الساحة السياسية يجمعون على أن هذا الحزب يدور حول فلك رئيس الحكومة وهو ما أثار خشية عديد من الأحزاب إزاء استغلاله إمكانيات الدولة لخدمة حركة "تحيا تونس".

 

أولى ردود الفعل المضادة جاءت من حركة النهضة، (الحزب الإسلامي الداعم الأول للاستقرار الحكومي) والتي لم يستبعد زعيمها راشد الغنوشي إمكانية التحوير الحكومي لتنصيب حكومة تكنوقراط تسهر على تصريف الأعمال إلى غاية موعد الانتخابات التشريعية المقبلة .. وعلى إثر هذا التنبيه شديد اللهجة، جدد المكتب التنفيذي لحركة النهضة مساندته لرئيس الحكومة وهي مساندة مشروطة باعتبار أن الحكومة مدعوة إلى عدم توظيف وسائل الدولة لأغراض حزبية.

 

رد رئاسة الحكومة لم يتأخر كثيرا إذ جاء على لسان الناطق باسم الحكومة، اياد الهمامي الذي نفى تحت قبة البرلمان أي توظيف أو استغلال لوسائل وإمكانيات الدولة وقد ذهب الى أبعد من ذلك بدعوة من يزعمون عكس ذلك إلى التوجه للقضاء .. واعتبر أنه من غير المعقول حرمان بعض أعضاء الحكومة من حقهم في ممارسة الحياة السياسية بتعلة أنهم على رأس الدولة.

 

الأكيد أن تأسيس حركة "تحيا تونس" في خضم سنة انتخابية هي خطوة جريئة .. البعض يعتبر أنه سيكون حزبا منافسا جديا في حين يشكك فيه البعض الآخر .. لكم ما من شك في أنه نجح في جلب الأنظار نحوه حتى قبل أن يرى النور .. بقي أن الغموض الحاصل بخصوص قيام الحركة حول شخص يوسف الشاهد، أثارت الشكوك لدى البعض وحتى الرفض لدى عديد الملاحظين والفعلي في الساحة الوطنية.. السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الصدد هل سيكون هذا الحزب محل إجماع ليحدث شيئا من التوازن أمام الحزب الإسلامي، الأكثر التزاما وتنظيما من بين الأحزاب أو أنه سيساهم هو أيضا في مزيد تشتيت القوى الوسطية والحداثية ؟

 

(ترجمة للنص الأصلي بالفرنسية)


 

 

 

تعليقك

(x) المدخلات المطلوبة

شروط الإستعمال

Les commentaires sont envoyés par les lecteurs de Business News et ne reflètent pas l'opinion de la rédaction. La publication des commentaires se fait 7j/7 entre 8h et 22h. Les commentaires postés après 22h sont publiés le lendemain.

Aucun commentaire jugé contraire aux lois tunisiennes ou contraire aux règles de modération de Business News ne sera publié.

Business News se réserve le droit de retirer tout commentaire après publication, sans aviser le rédacteur dudit commentaire

Commentaires

Commenter